القاهرة - أعلن الناطق الرسمي باسم حزب "النور" السلفي نادر بكَّار الاثنين، أن مجلس الشعب المصري (البرلمان) سيصوِّت على مشروع لتعديل قانون إنتخابات رئاسة الجمهورية لمنع ترشّح رموز النظام السابق من الترشّح للرئاسة. وقال بكَّار، على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) اليوم، إن "مجلس الشعب سيصوِّت على مشروع بتعديل قانون إنتخابات الرئاسة لإضافة مادة جديدة تمنع ترشح رموز نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك خلال الخمس سنوات الأخيرة من عهده، كرد أوّلي على ترشح اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع للرئاسة". وقال بكار "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام نزول عمر سليمان حلبة السباق الرئاسي، ولا زالت خيارات أخرى مطروحة". وكان النائب عصام سلطان ممثل الهيئة البرلمانية لحزب "الوسط" أعلن، مساء السبت، عن طرح مشروع قانون لتعديل بعض أحكام القانون الخاص بانتخابات رئاسة الجمهورية بما يحول دون ترشّح رموز النظام السابق للإنتخابات الرئاسية المرتقب إجراؤها في 23 مايو/أيار المقبل. وتنظر القوى السياسية المصرية بأطيافها الليبرالية واليسارية والإسلامية، بعين الريبة الى ترشّح رموز من النظام السابق أبرزهم اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، وأحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، وعمرو موسى وزير الخارجية الأسبق. وترى القوى في ترشّح تلك الرموز محاولة لإعادة إنتاج النظام السابق الذي ثار عليه الشعب المصري وأجبر الرئيس السابق حسني مبارك على ترك الحُكم في 11 فبراير/شباط عام 2011، بعد 18 يوماً من الإحتجاجات السلمية. في غضون ذلك شن رئيس جهاز الاستخبارات المصرية السابق المرشح للانتخابات الرئاسية اللواء عمر سليمان هجوما شديدا على الاخوان المسلمين الذين اتهمهم بتهديده بالقتل. وقال سليمان في حوار نشرته صحيفتا "الاخبار" الحكومية و"الاسبوع" الخاصة ان "الاخوان المسلمين فقدوا كثيرا من شعبيتهم". واضاف الرجل الذي كان خصما لدودا للاسلاميين اثناء ترأسه جهاز الاستخبارات لمدة عشرين عاما تقريبا في عهد الرئيس السابق حسني مبارك "بمجرد الاعلان عن ترشحي لرئاسة الجمهورية تلقيت على هاتفي المحمول الخاص وعبر مقربين تهديدات بالقتل ورسائل تقول (سوف نثأر منك) من عناصر تنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين والى الجماعات الاسلامية الاخرى". وتابع "اذا كان البعض يظن ان هذه الاتهامات يمكن ان تثنيني عن مواقفي او عن استمرار ترشحي لرئاسة الجمهورية فهم واهمون". واعتبر ان هناك "تحولا في المجتمع المصري ساعدت عليه ممارسات الاخوان المسلمين وتصرفاتهم وسعيهم الى الاستحواذ على كل شيء وتبني خطاب غير مقبول من الجماهير وقد لعبت هذه المواقف جميعها دورا في احداث هذا التحول في الشارع المصري باتجاه الرغبة في الحفاظ على ثوابت الوطن والحفاظ على الدولة المصرية وحماية مؤسساتها من السقوط". واكد سليمان، الذي تولى منصب نائب الرئيس في الايام الاخيرة لحكم مبارك قبل اسقاطه في 11 شباط/فبراير 2011، ان "الذين يقولون ان ترشحي لمنصب الرئيس يعني اعادة انتاج النظام السابق عليهم ان يدركوا ان كوني رئيسا لجهاز المخابرات او نائبا للرئيس لعدة ايام ليس معناه انني كنت جزءا من منظومة ثار عليها الشعب". ونفى سليمان ان يكون ترشحه بناء على اتفاق مع المجلس العسكري الحاكم مشددا على ان اعضاء هذا المجلس علموا بترشحه من وسائل الاعلام. وحول فرصه في الانتخابات، قال "ادرك انني لا امتلك حزبا ولا مؤسسة يمكن ان تتولى ادارة العملية الانتخابية مثل غيري" ولكني "اشعر ان البسطاء من المواطنين والشباب والمثقفين وابناء الفئات الاجتماعية المختلفة والباحثين عن الامن والاستقرار ولقمة العيش الكريمة والحرية، هؤلاء هم حزبي واهلي الذين سيتولون ادارة المعركة الانتخابية". وقال سليمان ان على رأس اولوياته "انقاذ البلاد من الفوضى وعودة الامن سريعا واعادة هيبة الدولة"، وتعهد "باصلاح الاقتصاد بما بفتح المجال امام عودة الاستثمارات والسياحة".