طالب الدكتور الحاج آدم يوسف، نائب رئيس الجمهورية، حكومة دولة الجنوب بدفع كل التعويضات التي نجمت عن الخسائر التي لحقت بالمنشآت وفاقد النفط عن الأيام التي اعتدت فيها فلول جيش الحركة الشعبية على هجليج وحتى تحريرها أمس. وخلال مخاطبته حشدا للمجاهدين والعاملين بالبنك العقاري والمعاشيين الذين قدموا للمركز العام للدفاع الشعبي اليوم دعما ماليا لصالح دعم المجهود الحربي، قال السيد نائب الرئيس: «لو دفعنا عائدات النفط من حقول هجليج ثمنا لوحدة صف أهل السودان وتلاحم الشعب مع قواته المسلحة بهذه الوطنية العالية التي شاهدناها في شوارع الخرطوموالولايات، معبرين عن فرحتهم، لما استطعنا أن نحقق هذا الهدف». ومضى قائلا لو أخذت الحركة الشعبية «إبرة» أو أي آلية مستخدمة في معدات النفط وذهبت بها إلى الجنوب أو إلى ما بعد جوبا لاسترددناها وخيولنا مسرجة. واستعرض الحاج آدم يوسف تضارب قادة حكومة الجنوب واضطرابهم، لافتا إلى أنهم يقولون إننا لن ننسحب من هجليج، وإنها أرض جنوبية، وتارة يقولون سننسحب لكن بشروط، وأخرى يعلنون انسحابهم تدريجيا خلال ثلاثة أيام ابتدأت أمس وانتهت في اليوم نفسه. وطالب نائب الرئيس حكومة الجنوب بالكف عن إيواء متمردي دارفور وفك الارتباط بين الحركة، الفرقة التاسعة والعاشرة من الجيش الشعبي الموجودة في دولة السودان، التي تتلقى رواتبها وتعليماتها من حكومة الجنوب. ونوه بالرغبة في دعمهم القوات المسلحة من مال الشعب السوداني الحلال بدلا من القروض المشبوهة، داعيا الوزارات وحكومات الولايات والمؤسسات والهيئات والقطاع الخاص للإسهام في دعم المجهود الحربي لإعداد العتاد والعدة لتحقيق النصر على أعداء الوطن. وشن دكتور الحاج آدم هجوما على سلفا كير، رئيس دولة جنوب السودان، لافتا إلى أنه لا إرادة له، وإنما يتلقى تعليماته من أسياده في الغرب وأميركا. ومضى قائلا: «نحن نحب شعب الجنوب؛ لذلك نرغب في تغيير حكم الحركة الشعبية والطغمة التي تربعت على حكمه دون رضاه». وانتقد إصرار قادة الجنوب على الاستمرار في اسم الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد الانفصال. اعتبرت وزارة الخارجية انتصار القوات المسلحة في هجليج على جيش جنوب السودان انتصارا للدبلوماسية وفرصة مهمة لفضح ارتكاب دولة الجنوب لأخطر الانتهاكات لميثاق الأممالمتحدة وهو العدوان. وقال السفير رحمة الله محمد عثمان، وكيل وزارة الخارجية: «سنواصل معركتنا الدبلوماسية وإتيان حقيقة أن دولة الجنوب مُهدِّدة للسلم والأمن الدوليين»، وسخر الوكيل حسب «سونا» أمس، من تصريحات وزير الإعلام بدولة جنوب السودان عن أن قوات بلاده بدأت تنسحب من هجليج، وتساءل: ما الذي جعلها تتراجع بعد أن كانت تتمسك بشروطها التي وضعتها للانسحاب من هجليج، وما الذي تحقق حتى تستجيب. وقال إن هجليج معركة كرامة لقنت فيها القوات المسلحة، الجيش الشعبي دروسا في التضحية والفداء والحفاظ على سيادة الدول. من جهته، أوضح السفير بدر الدين عبد الله أحمد، مدير إدارة جنوب السودان بالخارجية، أن دولة جنوب السودان آخر دولة تنضم للأمم المتحدة، وتعتبر من أكثر الدول انتهاكا لميثاق الأممالمتحدة لارتكابها جريمة العدوان، وهي الأخطر في العرف الدولي، ما ينبئ بمستقبل فاشل للدولة الوليدة