قال ضابط سوداني أطلق جنوب السودان سراحه الخميس 26/4/2012،انه و12 من زملائه تعرضوا للضرب والاهانة اثناء احتجازهم في الجنوب في احدث مؤشر على التوترات بين الجارين. ونفى جنوب السودان بشدة اساءته معاملة 13 جنديا سودانيا أطلق سراحهم يوم الاربعاء بعد ان اسرهم اثناء قتال عند حقل نفط هجليج المتنازع عليه قبل اسبوعين. وقال وزير الاعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين حسبما ذكرت وكالة "رويترز": "هذا غير صحيح. لم يتعرضوا للضرب. الحكومة (في الخرطوم) طلبت منهم أن يقولوا انهم ضربوا" مضيفا ان السودان مازال يحتجز سبعة أسرى على الاقل من جنوب السودان. وسلم جنوب السودان الاسرى لمسؤولين مصريين نقلوهم الى القاهرة ومن هناك الى الخرطوم التي وصلوا اليها في وقت مبكر اليوم الخميس. وكان الدبلوماسيون يأملون في ان يؤدي اطلاق سراحهم الى تهدئة التوترات بين الجارين اللذين خاضت قواتهما قتالا على الحدود استمر ثلاثة اسابيع والى عودتهما الى طاولة التفاوض. وقال الملازم خالد حسن أحمد وهو طبيب في الجيش السوداني للصحفيين في مطار الخرطوم أنهم تعرضوا لكل أنواع الاهانات والضرب اثناء احتجازهم هناك. وأضاف ان جنود جنوب السودان ومتمردي دارفور الذين يقاتلون في صفوفهم اسروهم في مستشفى هجليج قبل اسبوعين ثم نقلوهم من خلال مكان اخر الى بنتيو وهي بلدة نفطية جنوبية تبعد نحو 80 كيلومترا عن الحدود المتنازع عليها. وقال ان السجناء وضعوا في حاوية خانقة وضيقة وكانت تقدم لهم وجبة واحدة في اليوم والقليل من الماء. وتابع انه يتحدث نيابة عن الجنود الاخرين الذين اطلق سراحهم. واستطرد قائلا انهم انتقلوا من هناك الى جوبا جوا وانه تم تقييدهم داخل الطائرة وعندما وصلوا الى مطار جوبا قام أفراد من جيش جنوب السودان بفك القيود حتى يظهروا امام وسائل الاعلام كما لو كانوا لاقوا معاملة جيدة وفقا للمعاهدات الدولية التي تتعلق بمعاملة الاسرى. وقال ان هذا لم يكن صحيحا، ولم تظهر على حسن أحمد أي علامات على اساءة المعاملة. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها قدمت للسودانيين اثناء احتجازهم أحذية وأبسطة وصابون وشبكات واقية من البعوض وسلمت رسائل الى عائلاتهم. وقال حسن أحمد ان مقاتلي حركة العدل والمساواة -وهي جماعة متمردة في دارفور يتهمها السودان بالقتال الى جانب جيش جنوب السودان- هم المسؤولون عن معظم الضرب والاهانات التي تعرضوا لها بعد اعتقالهم. وتنفي جوبا انها تدعم حركة العدل والمساواة أو جماعات متمردة اخرى تخطط للاطاحة بحكومة الخرطوم. وقال السفير المصري لدى السودان عبد الغفار الديب انه يجب على الخرطوم الان ان تفرج عن جميع أسرى جنوب السودان. واضاف قائلا انه يحث على الافراج عنهم. وقال الصوارمي خالد المتحدث باسم الجيش السوداني ان السودان يحتجز عددا من السجناء الجنوبيين الذين لاقوا معاملة وفقا للقانون الدولي. ولم يذكر عددهم أو ما اذا كان سيطلق سراحهم. وأعلن جنوب السودان يوم الجمعة الانسحاب من هجليج اذعانا لضغوط من مجلس الامن التابع للامم المتحدة الذي خشي ان يتحول القتال الى حرب شاملة. واتهمت جوباالخرطوم بقصف اراضي الجنوب عدة مرات منذ ذلك الحين.