تنفق الدول الغربية بشكل خاص مليارات الدولارات على برامج الحماية والمراقبة وأحيانا التجسس على مواقع التواصل والمواقع الشخصية، لكن بعكس ذلك، لم تكن الكثير من الدول العربية، والخليجية بشكل خاص تهتم لهذا العالم الانترنت إلا في الآونة الاخيرة، خصوصا في ظل ظهور الكثير من المشاكل. في الكويت على سبيل المثال لا الحصر، لاتزال الحكومة تأمل من مجلس الأمة سن قانون يجرم تجاوزات الكثيرين وبخاصة الذين يتطاولون على شخصيات ورموز سياسية ودينية، ويدخلون الى المناطق الحمراء، إلا أن «الهاكرز» باتوا أكثر خطورة من المغردين وأصحاب المدونات، فهم أكثر ضررا على الحكومات والمؤسسات المالية الكبرى. في هذا الصدد يقول يزيد.ن وهو هاكرز «انه في بداياته كان يعشق التحدي واختراق المواقع التي يظن البعض أنها محصنة جيدا ببرامج «فاير وول»، ومن باب الفضول تنبه فيما بعد الى خطورة ما يقوم به من اختراقات، مبينا أن مستقبله كاد يضيع بسبب طيشه خلال ايام المراهقة. وأضاف يزيد أنه اليوم يعمل في مؤسسة مالية كبرى لحماية برامجها من الاختراق، مشيرا الى ان المؤسسة استعانت بخدماته بعد أن استطاع اختراق برامج الحماية لديهم، مبينا أن الكثير من الشركات الكبرى تستعين ب «هاكرز» وتدفع أموالا طائلة. ومثل يزيد الكثيرين الذين يتقاضون آلاف الدولارات شهريا فقط لتجنب اختراقاتهم والكشف عن محاولات زملائهم. من جانبه يقول يوسف.س بريطاني وهو من أصول عربية ان الدول العربية لاتزال غير مدركة لخطورة اختراقات الهاكرز، مشددا على أن تلك الاختراقات تنجم عن خسائر فادحة تصل الى الملايين، مؤكدا في اتصال ل «العربية.نت» انه اليوم يعمل مع شركة برامج كبرى متخصصة في حماية السيرفرات، وهو يتقاضى راتبا يصل الى 20 ألف دولار، كما انه دائم التنقل بين الدول الآسيوية لوضع برامج الحماية للمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص من الاختراق. وحذر يوسف من أن الخطورة لا تأتي من المبرمجين والفنيين الكبار، بل من المراهقين الذين ولدوا وهم لا يعرفون في حياتهم إلا الكمبيوتر حيث عاشوا جل طفولتهم ومراهقتهم في عالم النت. وأشار يوسف إلى أن البعض منهم قد يقعون تحت رحمة الإغراء مقابل أموال باهظة للانضمام الى مؤسساتهم، والبعض يستجيب لها. من جهة متصلة يقول فهد الكندري من الكويت ل «العربية.نت»، ان الكثير من الهاكرز الكويتيين، يأتي دخولهم من باب الفضول، مبينا أن غالبية الهاكرز هم من المراهقين، مذكرا بحكاية أحدهم وهو في عمر الرابعة عشرة من عمره حيث بدأ باختراق حسابات لأحد البنوك وكان يحصل منها على 100 فلس «اقل من نصف دولار» من كل حساب حتى تنبه أحد المودعين لنقص في حسابه الشخصي، الأمر الذي أثار حيرة البنك من هذا الاختراق العجيب حيث قاموا بإنفاق مبالغ طائلة لبرامج حماية متطورة لكل أنظمة البنك. لكن الكندري الذي يعتبر من المتخصصين في عالم الانترنت ذكر ان الحكومات الخليجية في السابق تستعين ب «السيرفر» الرئيس وعادة ما يكون في أميركا مقر الشركة الأم لتعقب أي مدون يخترق الحسابات، اما اليوم فبوجود ال IP فإنه أصبح من اليسير تعقب اي شخص بتجاوز الخطوط الحمراء، لكنه اعترف بأن الهاكرز أشخاص استثنائيون، وليس من السهل تعقبهم، ولهذا فإن الحكومات بدأت تنفق الملايين على تعقب القراصنة الجدد. وبين الكندري انه قادر على اختراق الكثير من البرامج لكنه في الوقت نفسه، يحرص على ألا يخترق القانون، مشددا على ان الكثير من المؤسسات المالية في الخليج باتت توظف «الهاكرز» خوفا منهم وحماية لهم. وأضاف ان الهاكرز هم أكثر الأشخاص الذين يتقاضون رواتب عالية جدا تصل الى عشرات الآلاف من الدولارات بل ان بعضهم قد يقوم بخلق برامج حماية تباع بمبالغ طائلة. مبينا ان الكثير من الهاكرز يعلمون ان بعض دول الخليج لم تسن قوانين في هذا المجال، وبالتالي هناك صعوبة في محاكمتهم قانونيا.