نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    النصر الشعديناب يعيد قيد أبرز نجومه ويدعم صفوفه استعداداً للموسم الجديد بالدامر    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    ريجي كامب وتهئية العوامل النفسية والمعنوية لمعركة الجاموس…    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    فاجعة في السودان    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زول «كويتي» في الخرطوم
نشر في الراكوبة يوم 04 - 05 - 2012


المشير سوار الذهب له من اسمه نصيب
الشيخ حسن الترابي رفض مقابلتي رغم قيامي بعمل مقابلات صحافية ل«الأنباء» في الثمانينيات لأنه غارق في دولارات المقبور صدام
ما ان اعلن كابتن الطائرة القطرية المتجهة الى الخرطوم اعلان ربط الاحزمة استعدادا للهبوط، نظرت من نافذتي في الدرجة السياحية الى الخرطوم من اعلى فبدا لي السودان كله مدمى كالطائر الحر الجريح الذي غرست في جناحيه حربتان الأولى في جنوبه والثانية في غربه فاختل توازنه ومال مدمى متألما وحده من دون امته فيما بدا شرقه وشماله ووسطه غارقا في بحر المجهول والاختباء من قادمات الأيام، كحال الربيع العربي أو ما يسمى الفوضى الخلاقة!
انا حزين على السودان وانتم كذلك لانفصال جزء وتوالي اجزاء، وانتم تريدون معرفة ما يخص السودان البلد العربي الظهير المناصر والدائم لحماية مداخل مصر وغيرها من البلدان العربية وبلهجة اهل السودان الحبيب احييكم في هذه الاستراحة مرحبا بالجميع.. حبابكم عشرة بلا كشرة.
ازيكم.. كيفنكم.. اهلا بكل زول (أي رجل) أو زولة، وعلى بركة الله نبدأ.
المامبو دا سوداني
أي مستقبل ينتظر الزول الصغير
إلى متى المجاعة في بلد سلة الغلال
نموذج لمستشفي في الخرطوم!
تذكرون .. المامبو دا سوداني؟
مَن من العرب ينسى هذه الكلمات الرائعة من المطرب السوداني سيد خليفة وهو فنان من قرية الدبيبة بشرق النيل وقد عرف عن هذا الفنان كثرة الحركة والعفوية التي تتسم بها الشخصية السودانية وقد لعبت الافلام المصرية دورا كبيرا في ابراز هذا الفنان السوداني الذي عرفه العرب باسم اغنيته الاشهر «المامبو دا سوداني».
سيد خليفة «رحمه الله» اعتبره احد اعمدة الفن في السودان، فلقد احب غناءه الكويتيون والمصريون والعراقيون والصوماليون والاريتريون وكل من سمع: «ازيكم كيفنكم انا لي زمان ما شفتكم» وهي من اغاني بداياته.
رحم الله هذا الفنان السوداني الذي توفي في 11 ربيع الثاني 1422ه الموافق 3 يوليو 2001 في الاردن حيث كان يتلقى العلاج في احد مستشفياته وقد بلغ من العمر 68 سنة وطوال 50 عاما.
جيلنا المخضرم يذكره في فلم «تمر حنة» الذي انتج عام 1957 وكنا نشاهده بالابيض والاسود من بطولة رشدي اباظة واحمد رمزي ونعيمة عاكف وكاريمان حيث غنى في هذا الفيلم اغنيته الاشهر عند العرب والافارقة (المامبو دا سوداني) من كلمات الشاعرالسوداني عبدالمنعم عبدالحي والحان واداء سيد خليفة والتي تقول كلماتها:
المامبو دا سوداني
المامبو في كياني
في عودي وكماني
ما اجل الحاني
ما مبوووو
يا حبيبة ما احلاكي
المامبو في غناكي
اللحنو خلاكي
تتمايلي في خطاكي
على انغام المامبو
مامبوووو
مزاج سوداني خالص ترك انطباعا عند العرب عن الشخصية السودانية البسيطة الحبوبة الطيبة المرحة.
دعونا نترحم على هذا الفنان السوداني الذي طالما افرحنا وهو يقول المامبو وازيكم كيفكم.. رحمك الله احبب خلقا كثيرا للسودان وشعبه من كلمات بسيطة «المامبو دا سوداني».
«ازوال» في الكويت
يسمي أهل السودان الرجل زول، لذا كلما اتصلت بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية طالبا مدير المكتب الفني لرئيس مجلس الإدارة المبجل ولدنا «ادام محمد اسماعيل دفع الله» قلت يا زول آدم وهو خريج جامعة الكويت ويستحق مع الأخ عبدالمنعم أحمد الحلاج الذي ارتبط اسمه دائما مع د.عبدالرحمن السميط في جمعية العون المباشر (لجنة افريقيا) وندعو بالمناسبة لشيخنا د.عبدالرحمن السميط «أبو صهيب» بالصحة والعافية.. أقول يستحق هذان الزولان «آدم وعبدالمنعم» لقب سفراء فوق العادة فقد تركا انطباعا مخالفا في عقول الناس الذين يتعاملون معهما فهما في عملهما 36 سنة نماذج تستحق الشكر والتقدير حيث حرصا منذ وجودهما في الكويت على إعطاء صورة طيبة للمواطن السوداني الوافد فهما والله قدوات صالحة فلهما مني ومنكم ألف ألف تحية.
كما نذكر نماذج حلوة تركت آثارا طيبة من أمثال عائلة الشيخ حسن طنون، رحمه الله ونجله الجراح المشهور في مستشفى الجهراء ود.الفاتح الشاذلي وخالد سليمان ادريس ود.أحمد السانوسي ود.مأمون الحاج علي، وأعتقد انه كان مدير مستشفى الولادة، وأيضا أحمد عثمان في الصندوق العربي ومحمد ياسين عبدالعال في الصندوق الكويتي للتنمية ود.مأمون حسن في المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وآخرين عملوا في السفارة السودانية ورحلوا، ومنهم يوسف فضل والأخ عبدالمنعم مبروك والسفير السوداني الحالي د.إبراهيم مرغني وله دور كبير في توطيد العلاقات الثنائية وأقرب مثال لذلك مؤتمر الكويت الدولي للمانحين لإعمار شرق السودان الذي استضافته الكويت في عام 2010.
الويكه
ياه.. البامية عند السودانيين اسمها «الويكه»؟ هذا هو الاسم المحلي وهم يحبون العصيدة وليست عصيدتنا (طحين + سمن + سكر) لا هي الهريسة لكن علية القوم يسوونها من القمح وعامة الشعب من الذرة لرخصها! وهناك فطيرة باللبن وهي من الحلوى المقدمة مثل حلاوة المولد الأبريه من الذرة المخمرة على شكل عجينة وتضاف اليها البهارات الهندية وايضا تشرب كعصير في رمضان وان شربته نمت طول النهار!
وهنا الحلو مر.. اسم عجيب مثل الكورن فليكس بس سوداني أصلي.
العاصمة المثلثة
الخرطوم عاصمة مثلثة، النيل يقسمها 3 أقسام الملتقي في الخرطوم بين النيل الأبيض والأزرق وقد رأيت فعلا اللونين وتشاهد هناك ايضا جزيرة توتي، ويقال انها قديما كانت ملقى للقرود غير ان الجسر الذي ربطها باليابسة قرب صالة الصداقة أزال عنها كل الكائنات بعد غزو الإنسان.
في الخرطوم تضحك عندما تعرف ان أشهر منطقة هي اركويت وهي من الاحياء الراقية مع حي الرياض وأعتقد ان أجدادنا الكويتيين هم من احتلوها وسميت باسمهم.. هذه مزحة!
ويضم حي اركويت مدرسة الرؤية التي أقامتها الهيئة لسلسلة «الرؤية» وقد سافرت أكثر من مرة للتوجيه أثناء بنائها الذي تبرع له المرحوم بإذن الله العم علي صالح اللهيب طيب الله ثراه وقد تعب في هذا المشروع الاخ مبارك القريان الذي كان له دور غير عادي في إنجازها والاستاذ ابراهيم حسب الله المدير العام السابق وقبل هؤلاء كلهم العم الرمز يوسف جاسم الحجي والعم عبدالله المطوع، رحمه الله، والاستاذ أحمد سعد الجاسر ود.سليمان شمس الدين، كما ان حي الرياض فيه مقر منظمة الدعوة الاسلامية اما حي جبرا ففيه جامعة افريقيا العالمية، وكل هذه المؤسسات السودانية ساهم في دعمها العم محمد الحمضان سفير الكويت الدائم في أفريقيا تطوعا وجهدا وإنجازا، وهناك المنشية وهي سكن ومقر «حسن الترابي» الذي عملت له اكثر من مقابلة في جريدة «الأنباء» في الثمانينيات وعندما وقع الاحتلال العراقي وذهبت ضمن الوفد النقابي للمعلمين للمرور على نقابات المعلمين العرب رفض ان يستقبلني وانا في مكتب سكرتيره وبيني وبينه باب وتوسط المرحوم مبارك قسم الله – ولم تجد وساطته لان الشيخ الترابي كان غارقا في دولارات المقبور صدام، علما بأن منطقة المنشية قرب مطار الخرطوم ومنطقة بوري، وهناك خرطوم بحري وام درمان وهي العاصمة التاريخية. للسودان اسم في السابق يسمى بالدولة «السنارية» نسبة الى سنار وهي بلد أخينا ادم محمد اسماعيل دفع الله الذي من كثر حبه لها جعلنا نحبها وهي مرتع لكثير من القبائل السودانية وكانت فيها مملكة الفونج الشهيرة وهي المنطقة التي تصاهر فيها العرب مع الزنج والافارقة كما انها تضم قبائل عربية اصيلة مثل القواسمة بني قاسم والرفاعة والبطاحين والشكرية في الشرق وقبائل الرشايدة الذين يسكنون البطانة ووسط السودان ولي علاقة مع الشيخ الويخ عبدالله الويخ احد وجهاء قبيلة الرشايدة وكثيرا ما يحضر الى ابناء عمومته في الكويت حاملا المشاريع الخيرية التي تحتاج الى تمويل وكثيرا ما تعلمنا منه وهو انسان امين وصادق.
سوار الذهب
يا الله كم احب هذا القائد، المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب له من اسمه الشيء الكثير اسم على مسمى كالذهب الخالص.
اذا ذكرت السودان فلابد ان تتوقف عند هذا الرمز العسكري الذي تسلم مقاليد الحكم في انقلاب عسكري وسلم السلطة الى قيادة منتخبة وحكم مدني برئاسة الصادق المهدي واحمد الميرغني وبعدها اعتزل العمل السياسي ليتفرغ لاعمال الدعوة الاسلامية والعمل الخيري من خلال منظمة الدعوة الاسلامية كأمين عام لمجلس الامناء.
له من الابناء محمد ويعمل طبيبا واحمد ديبلوماسي و3 بنات هن عزة صيدلانية ودعد مهندسة وهبة تربوية وجميعهم تزوجوا، وله العديد من الاحفاد ونأمل ان يظهر منهم رئيسا قادما للسودان.
هذا الرجل تعاملت معه طيلة اكثر من 25 عاما يوم كنت مديرا لادارة الاعلام بالهيئة الخيرية الاسلامية العالمية كونه احد أعضاء مجلس امناء الهيئة، يخجلك بأدبه الجم وتواضعه وحسن معاملته وهو حسن السريرة، هو بالفعل ثابت التعامل حسن الملتقى والخلق ويترفع عن الدنايا يقول لي احد عيالنا العاملين في وزارة الداخلية من داخل مطار الكويت الدولي وهو يستقبله في احدى زياراته: لقد وقفت من فوق كرسيّ احتراما له.
بانوراما سودانية
زرت السودان أول مرة في عام 1982 وكان مطاره الدولي عبارة عن شبرة كيربي وما ان تخرج من بوابته اليوم حتى تجد نفسك في شوارع رئيسية وفرعية مزدحمة تتسابق فيها سيارات من مخلفات (سفينة سيدنا نوح عليه السلام)، ويقال انها لا تعمل بالوقود بعد ان طورها (الجماعة) للعمل بالوقود النووي!
العربات «تجري» كما يقولها السائق السوداني كأنها «توم وجيري» فيما تبدو السيارات التاكسي الصفراء وكأنها «عقارب» تمشي على الشوارع فيما سرقت الموتوسيكلات التي لها هيكل ونسميها نحن في الكويت (الامبريته) الزبائن من التاكسي التقليدي التي تريد السلطات التخلص منه غير ان العائق الوحيد هو (طولة لسان السائق القديم) والذي نتيجة احتكاكه بالأجناس البشرية تحول الى محام شاطر يملك كما كبيرا من المعلومات.
فالزول سائق التاكسي الاصفر يستطيع ان يتحدث معك في كل الأمور سياسة، اقتصاد، تكنولوجيا، دين وصولا الى اخبار الزولة «أم آدم وحواء» فيما السواق الجدد من الشباب يكلمونك عن الفيسبوك والتويتر والنت والآي فون والآي باد.. إلخ.
السودان طيف جميل من الموزاييك البشرية لون أسمر في بياض ورغم ضنك الحاجة والفقر غير ان هناك أمانا غير عادي حتى اسألوا الزول الكويتي الأستاذ حامد ملا حسين التركيت وعزة وكرامة وكرم لذا لا تجد متسولا رغم الفقر واكتب لكم ما قاله العم بشير حارس الفندق: «نهن في حفظ الله يا زول خليها خضرة ورزقك هيوصلك يا حبيبي وقرة عيني» ونعم بالله يا زول.
نصيحة كويتية لأهلنا في السودان
من كويتي ناصح يحبكم في الله ويعتبر السودان بلده الثاني بعد هذه الجولة لابد من النصيحة في ظل الأوضاع الساخنة في شمال وجنوب السودان من حيث تبادل الاتهامات وتأجيج العداوات لزعزعة ما تبقى من المناطق، فالرئيس البشير يعلن رفض التفاوض مع جنوب السودان وجوبا ترد بالمقابل تصف جيش الشمال بأنه (نمر من ورق)!
ان التراشق يؤدي الى انهيار الاقتصاد وانهيار الاقتصاد يؤدي الى الفقر والسودان بكل أجزائه غني وهو مستهدف من اسرائيل على وجه الخصوص لأنها العدو الطامع في الخيرات الاسلامية في كل الأوطان العربية، والحروب تخلق الفوضى خاصة ان «كردوفان» هي الهدف القادم بعد ان ثبت وجود 5 آلاف منقب عن الذهب فيها وان فقط انتاج شهري يناير وفبراير الماضيين بلغ 9 أطنان ونصف الطن؟
خطوة طيبة من دولة قطر الشقيقة ان تعد باستثمار (ملياري دولار) في القطاعات المختلفة خاصة القطاع النفطي والزراعة والخدمات ولا ننسى دور حكومة قطر الخاص بالمساعي السلمية بين حكومة الخرطوم ومتمردي اقليم دارفور (غرب السودان) الذي يشهد نزاعا منذ عام 2003. النفط والمعادن والثروات هي القنبلة الموقوتة التي تهدد السلام في السودان وانا شخصيا أميل كثيرا الى دخول المملكة العربية السعودية والكويت ودول مجلس التعاون للاستثمار في السودان حتى نساندها حتى لا تنقسم فالاقتصاد القوي يعني دولة قوية على ان يحفظ أهل السودان المسيحيين والحفاظ على كنائسهم لأن هذا حجة قوية لأهل السودان امام تحركات سلفاكير رئيس حكومة جنوب السودان المتعصبة.
مداعبة سودانية فولية
ارسل ابننا السوداني الجنسية الكويتي الهوية «آدم» أبومحمد هذه القصيدة في «الفول» مستحثا استاذنا الشاذلي على الرد يقول:
سل رؤاك واسبح في مداها
ففول الفاتح أبدا لا يضاهى
وقل لنفسك ان الاصل روح
جئنا نرتع في رباها
فمن لم يكن له من أخيه معزة
فحياته عدم كأني أراها
فذا خميس من الأيام ننشده
وذي ليلة بورك الذي أحياها
ونحن لنار الفول دوما كلما
دنا من الأيام أربعاء أو ضحاها
فإذا ما الصحب أقبل جمعهم
رأيت «بوشاذلي» يهش الى لقاها
ويروح يحمل روحه طبقا
يا لها من روح جل الذي سواها
نساق الى المثنى كل مرة
وكأنما عروس تزف إلى فتاها
يا نار فول أضرمت في قلبي
ذكريات يهذني نوحها وصداها
هلا رحمت عاشقا للود
أشعل قلبه عميق هواها
ويبيت ينتظر الخميس على جوى
علا الخميس يكون يوم لقاها
إني أحب هذه الدار وساكنها
وزائرها والليل إذ يغشاها
ما بالي وكأن ريحاً تقلني إلى
سابقين تبوؤا من العصور ذراها
وتسابقوا في الأكرمين شهامة
ليشرفوا السودان ارضها وسماها
فشعب طبيعة أهله كرم
وأمة علا في الخافقين سناها
لابد ثائرة، لابد سائرة
لابد ثابتة في العالمين خطاها
وقد رد عليه الأستاذ الفاتح الشاذلي بهذه القصيدة التي عنوانها «فوليات» يقول:
لعمري ارى لليلة الخميس جاها
فذاك (آدم) بها يتغنى ويتباهى
لله دره فقد جادت قريحته قريضا
وكأنها عروس في خدرها تزف لفتاها
ليلة تنادى لها اخوة كرام
في شوق وفي وله يزين بهاها
ليلة (الفول) يا سحر الليالي
بدار (الشاذلي) لها نار بهمته اذكاها
وذاك (حيدر) يجوب احياء الكويت
جميعها من ادناها الى اقصاها
حتى إذا ما رأى قدرا يهدر
توقف.. تساءل اطبخة للفول ام سواها
وبالخبرة يكشف كل حيلة من
ابناء (بمبة) غير الخائفين عقباها
فهذا قد نخر السوس جوف فوله
وآخر قدره بالعدس غشا ملاها
حتى إذا ما حط الرحال به
في السالمية عند (ديمة) فذاك مبتغاها
جاء بفول يتغزل فيه فهو
كاللؤلؤ نضارة وكالأعناب يا حسناها
وشمر (الشاذلي) عن ساعد لمدقة
يطحن بهارات الهند والسند ما أحلاها
وأعدوا له قصعة كبيرة هي
كالمركب بل ك «بوم الكويت» لو تراها
وتحلقنا حولها فيالها من جلسة
بأنسها وفومها وبصلها وقثاها
وا أسفاه على جلسة ينفرط عقدها
فالشاذلي قد آن رحيله لسواها
بالأربعاء على الطائر الميمون رحيله
إلى الديار العزيزة طاب مثواها
وعزاؤنا انها ايام ستمضي سراعا
وسيحين للجلسة موعدها فيا بشراها
نمتطي لها عنز الحديد في همة
بسم الله مجراها ومرساها
وليس بعد الفول إلا النوم «يا زولات» القراء والقارئات مسراها.
آخر الكلام
شكرا كبيرة لجمعية الإصلاح الاجتماعي وجمعية إحياء التراث الإسلامي والهيئة الخيرية على دورها التنموي الخيري ولجمعية والعون المباشر التي قامت وسط حضور رسمي وشعبي كبير بوضع حجر الأساس (لمدرسة شهداء الكويت) بالخرطوم لأن هذا المشروع التربوي في ولاية كرري بالخرطوم سيحقق غايات نبيلة انشئ لها بدعم كويتي. خير ما أختم به هذه الاستراحة السودانية قصيدة سودانية قديمة تحمل مضامين جميلة ولها زخم هائل من الحنين وقدر كبير من الشوق الدفاق يقول الشاعر حسن عوض ابو العلا:
يوم قسموك ياهم.. كتبوا عليك اسمي
يوم قسموك بالدم.. يا هم رووك دمي
أنا لو رضيت بالهم.. ما بيرضى بي همي
ستظل امة العرب تحب السودان والسودانيين لأن قلوبهم بيضاء ونردد جميعنا: المامبو سوداني يا زول.
الانباء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.