السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زول " كويتى " فى الخرطوم
نشر في سودانيات يوم 04 - 05 - 2012


المشير سوار الذهب له من اسمه نصيب
الشيخ حسن الترابي رفض مقابلتي رغم قيامي بعمل مقابلات صحافية ل«الأنباء» في الثمانينيات لأنه غارق في دولارات المقبور صدام
ما ان اعلن كابتن الطائرة القطرية المتجهة الى الخرطوم اعلان ربط الاحزمة استعدادا للهبوط، نظرت من نافذتي في الدرجة السياحية الى الخرطوم من اعلى فبدا لي السودان كله مدمى كالطائر الحر الجريح الذي غرست في جناحيه حربتان الأولى في جنوبه والثانية في غربه فاختل توازنه ومال مدمى متألما وحده من دون امته فيما بدا شرقه وشماله ووسطه غارقا في بحر المجهول والاختباء من قادمات الأيام، كحال الربيع العربي أو ما يسمى الفوضى الخلاقة!
انا حزين على السودان وانتم كذلك لانفصال جزء وتوالي اجزاء، وانتم تريدون معرفة ما يخص السودان البلد العربي الظهير المناصر والدائم لحماية مداخل مصر وغيرها من البلدان العربية وبلهجة اهل السودان الحبيب احييكم في هذه الاستراحة مرحبا بالجميع.. حبابكم عشرة بلا كشرة.
ازيكم.. كيفنكم.. اهلا بكل زول (أي رجل) أو زولة، وعلى بركة الله نبدأ.
المامبو دا سوداني
أي مستقبل ينتظر الزول الصغير
إلى متى المجاعة في بلد سلة الغلال
نموذج لمستشفي في الخرطوم!
تذكرون .. المامبو دا سوداني؟
مَن من العرب ينسى هذه الكلمات الرائعة من المطرب السوداني سيد خليفة وهو فنان من قرية الدبيبة بشرق النيل وقد عرف عن هذا الفنان كثرة الحركة والعفوية التي تتسم بها الشخصية السودانية وقد لعبت الافلام المصرية دورا كبيرا في ابراز هذا الفنان السوداني الذي عرفه العرب باسم اغنيته الاشهر «المامبو دا سوداني».
سيد خليفة «رحمه الله» اعتبره احد اعمدة الفن في السودان، فلقد احب غناءه الكويتيون والمصريون والعراقيون والصوماليون والاريتريون وكل من سمع: «ازيكم كيفنكم انا لي زمان ما شفتكم» وهي من اغاني بداياته.
رحم الله هذا الفنان السوداني الذي توفي في 11 ربيع الثاني 1422ه الموافق 3 يوليو 2001 في الاردن حيث كان يتلقى العلاج في احد مستشفياته وقد بلغ من العمر 68 سنة وطوال 50 عاما.
جيلنا المخضرم يذكره في فلم «تمر حنة» الذي انتج عام 1957 وكنا نشاهده بالابيض والاسود من بطولة رشدي اباظة واحمد رمزي ونعيمة عاكف وكاريمان حيث غنى في هذا الفيلم اغنيته الاشهر عند العرب والافارقة (المامبو دا سوداني) من كلمات الشاعرالسوداني عبدالمنعم عبدالحي والحان واداء سيد خليفة والتي تقول كلماتها:
المامبو دا سوداني
المامبو في كياني
في عودي وكماني
ما اجل الحاني
ما مبوووو
يا حبيبة ما احلاكي
المامبو في غناكي
اللحنو خلاكي
تتمايلي في خطاكي
على انغام المامبو
مامبوووو
مزاج سوداني خالص ترك انطباعا عند العرب عن الشخصية السودانية البسيطة الحبوبة الطيبة المرحة.
دعونا نترحم على هذا الفنان السوداني الذي طالما افرحنا وهو يقول المامبو وازيكم كيفكم.. رحمك الله احبب خلقا كثيرا للسودان وشعبه من كلمات بسيطة «المامبو دا سوداني».
«ازوال» في الكويت
يسمي أهل السودان الرجل زول، لذا كلما اتصلت بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية طالبا مدير المكتب الفني لرئيس مجلس الإدارة المبجل ولدنا «ادام محمد اسماعيل دفع الله» قلت يا زول آدم وهو خريج جامعة الكويت ويستحق مع الأخ عبدالمنعم أحمد الحلاج الذي ارتبط اسمه دائما مع د.عبدالرحمن السميط في جمعية العون المباشر (لجنة افريقيا) وندعو بالمناسبة لشيخنا د.عبدالرحمن السميط «أبو صهيب» بالصحة والعافية.. أقول يستحق هذان الزولان «آدم وعبدالمنعم» لقب سفراء فوق العادة فقد تركا انطباعا مخالفا في عقول الناس الذين يتعاملون معهما فهما في عملهما 36 سنة نماذج تستحق الشكر والتقدير حيث حرصا منذ وجودهما في الكويت على إعطاء صورة طيبة للمواطن السوداني الوافد فهما والله قدوات صالحة فلهما مني ومنكم ألف ألف تحية.
كما نذكر نماذج حلوة تركت آثارا طيبة من أمثال عائلة الشيخ حسن طنون، رحمه الله ونجله الجراح المشهور في مستشفى الجهراء ود.الفاتح الشاذلي وخالد سليمان ادريس ود.أحمد السانوسي ود.مأمون الحاج علي، وأعتقد انه كان مدير مستشفى الولادة، وأيضا أحمد عثمان في الصندوق العربي ومحمد ياسين عبدالعال في الصندوق الكويتي للتنمية ود.مأمون حسن في المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وآخرين عملوا في السفارة السودانية ورحلوا، ومنهم يوسف فضل والأخ عبدالمنعم مبروك والسفير السوداني الحالي د.إبراهيم مرغني وله دور كبير في توطيد العلاقات الثنائية وأقرب مثال لذلك مؤتمر الكويت الدولي للمانحين لإعمار شرق السودان الذي استضافته الكويت في عام 2010.
الويكه
ياه.. البامية عند السودانيين اسمها «الويكه»؟ هذا هو الاسم المحلي وهم يحبون العصيدة وليست عصيدتنا (طحين + سمن + سكر) لا هي الهريسة لكن علية القوم يسوونها من القمح وعامة الشعب من الذرة لرخصها! وهناك فطيرة باللبن وهي من الحلوى المقدمة مثل حلاوة المولد الأبريه من الذرة المخمرة على شكل عجينة وتضاف اليها البهارات الهندية وايضا تشرب كعصير في رمضان وان شربته نمت طول النهار!
وهنا الحلو مر.. اسم عجيب مثل الكورن فليكس بس سوداني أصلي.
العاصمة المثلثة
الخرطوم عاصمة مثلثة، النيل يقسمها 3 أقسام الملتقي في الخرطوم بين النيل الأبيض والأزرق وقد رأيت فعلا اللونين وتشاهد هناك ايضا جزيرة توتي، ويقال انها قديما كانت ملقى للقرود غير ان الجسر الذي ربطها باليابسة قرب صالة الصداقة أزال عنها كل الكائنات بعد غزو الإنسان.
في الخرطوم تضحك عندما تعرف ان أشهر منطقة هي اركويت وهي من الاحياء الراقية مع حي الرياض وأعتقد ان أجدادنا الكويتيين هم من احتلوها وسميت باسمهم.. هذه مزحة!
ويضم حي اركويت مدرسة الرؤية التي أقامتها الهيئة لسلسلة «الرؤية» وقد سافرت أكثر من مرة للتوجيه أثناء بنائها الذي تبرع له المرحوم بإذن الله العم علي صالح اللهيب طيب الله ثراه وقد تعب في هذا المشروع الاخ مبارك القريان الذي كان له دور غير عادي في إنجازها والاستاذ ابراهيم حسب الله المدير العام السابق وقبل هؤلاء كلهم العم الرمز يوسف جاسم الحجي والعم عبدالله المطوع، رحمه الله، والاستاذ أحمد سعد الجاسر ود.سليمان شمس الدين، كما ان حي الرياض فيه مقر منظمة الدعوة الاسلامية اما حي جبرا ففيه جامعة افريقيا العالمية، وكل هذه المؤسسات السودانية ساهم في دعمها العم محمد الحمضان سفير الكويت الدائم في أفريقيا تطوعا وجهدا وإنجازا، وهناك المنشية وهي سكن ومقر «حسن الترابي» الذي عملت له اكثر من مقابلة في جريدة «الأنباء» في الثمانينيات وعندما وقع الاحتلال العراقي وذهبت ضمن الوفد النقابي للمعلمين للمرور على نقابات المعلمين العرب رفض ان يستقبلني وانا في مكتب سكرتيره وبيني وبينه باب وتوسط المرحوم مبارك قسم الله – ولم تجد وساطته لان الشيخ الترابي كان غارقا في دولارات المقبور صدام، علما بأن منطقة المنشية قرب مطار الخرطوم ومنطقة بوري، وهناك خرطوم بحري وام درمان وهي العاصمة التاريخية. للسودان اسم في السابق يسمى بالدولة «السنارية» نسبة الى سنار وهي بلد أخينا ادم محمد اسماعيل دفع الله الذي من كثر حبه لها جعلنا نحبها وهي مرتع لكثير من القبائل السودانية وكانت فيها مملكة الفونج الشهيرة وهي المنطقة التي تصاهر فيها العرب مع الزنج والافارقة كما انها تضم قبائل عربية اصيلة مثل القواسمة بني قاسم والرفاعة والبطاحين والشكرية في الشرق وقبائل الرشايدة الذين يسكنون البطانة ووسط السودان ولي علاقة مع الشيخ الويخ عبدالله الويخ احد وجهاء قبيلة الرشايدة وكثيرا ما يحضر الى ابناء عمومته في الكويت حاملا المشاريع الخيرية التي تحتاج الى تمويل وكثيرا ما تعلمنا منه وهو انسان امين وصادق.
سوار الذهب
يا الله كم احب هذا القائد، المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب له من اسمه الشيء الكثير اسم على مسمى كالذهب الخالص.
اذا ذكرت السودان فلابد ان تتوقف عند هذا الرمز العسكري الذي تسلم مقاليد الحكم في انقلاب عسكري وسلم السلطة الى قيادة منتخبة وحكم مدني برئاسة الصادق المهدي واحمد الميرغني وبعدها اعتزل العمل السياسي ليتفرغ لاعمال الدعوة الاسلامية والعمل الخيري من خلال منظمة الدعوة الاسلامية كأمين عام لمجلس الامناء.
له من الابناء محمد ويعمل طبيبا واحمد ديبلوماسي و3 بنات هن عزة صيدلانية ودعد مهندسة وهبة تربوية وجميعهم تزوجوا، وله العديد من الاحفاد ونأمل ان يظهر منهم رئيسا قادما للسودان.
هذا الرجل تعاملت معه طيلة اكثر من 25 عاما يوم كنت مديرا لادارة الاعلام بالهيئة الخيرية الاسلامية العالمية كونه احد أعضاء مجلس امناء الهيئة، يخجلك بأدبه الجم وتواضعه وحسن معاملته وهو حسن السريرة، هو بالفعل ثابت التعامل حسن الملتقى والخلق ويترفع عن الدنايا يقول لي احد عيالنا العاملين في وزارة الداخلية من داخل مطار الكويت الدولي وهو يستقبله في احدى زياراته: لقد وقفت من فوق كرسيّ احتراما له.
بانوراما سودانية
زرت السودان أول مرة في عام 1982 وكان مطاره الدولي عبارة عن شبرة كيربي وهو يبعد عن العاصمة 90 كيلومترا وما ان تخرج من بوابته اليوم حتى تجد نفسك في شوارع رئيسية وفرعية مزدحمة تتسابق فيها سيارات من مخلفات (سفينة سيدنا نوح عليه السلام)، ويقال انها لا تعمل بالوقود بعد ان طورها (الجماعة) للعمل بالوقود النووي!
العربات «تجري» كما يقولها السائق السوداني كأنها «توم وجيري» فيما تبدو السيارات التاكسي الصفراء وكأنها «عقارب» تمشي على الشوارع فيما سرقت الموتوسيكلات التي لها هيكل ونسميها نحن في الكويت (الامبريته) الزبائن من التاكسي التقليدي التي تريد السلطات التخلص منه غير ان العائق الوحيد هو (طولة لسان السائق القديم) والذي نتيجة احتكاكه بالأجناس البشرية تحول الى محام شاطر يملك كما كبيرا من المعلومات.
فالزول سائق التاكسي الاصفر يستطيع ان يتحدث معك في كل الأمور سياسة، اقتصاد، تكنولوجيا، دين وصولا الى اخبار الزولة «أم آدم وحواء» فيما السواق الجدد من الشباب يكلمونك عن الفيسبوك والتويتر والنت والآي فون والآي باد.. إلخ.
السودان طيف جميل من الموزاييك البشرية لون أسمر في بياض ورغم ضنك الحاجة والفقر غير ان هناك أمانا غير عادي حتى اسألوا الزول الكويتي الأستاذ حامد ملا حسين التركيت وعزة وكرامة وكرم لذا لا تجد متسولا رغم الفقر واكتب لكم ما قاله العم بشير حارس الفندق: «نهن في حفظ الله يا زول خليها خضرة ورزقك هيوصلك يا حبيبي وقرة عيني» ونعم بالله يا زول.
نصيحة كويتية لأهلنا في السودان
من كويتي ناصح يحبكم في الله ويعتبر السودان بلده الثاني بعد هذه الجولة لابد من النصيحة في ظل الأوضاع الساخنة في شمال وجنوب السودان من حيث تبادل الاتهامات وتأجيج العداوات لزعزعة ما تبقى من المناطق، فالرئيس البشير يعلن رفض التفاوض مع جنوب السودان وجوبا ترد بالمقابل تصف جيش الشمال بأنه (نمر من ورق)!
ان التراشق يؤدي الى انهيار الاقتصاد وانهيار الاقتصاد يؤدي الى الفقر والسودان بكل أجزائه غني وهو مستهدف من اسرائيل على وجه الخصوص لأنها العدو الطامع في الخيرات الاسلامية في كل الأوطان العربية، والحروب تخلق الفوضى خاصة ان «كردوفان» هي الهدف القادم بعد ان ثبت وجود 5 آلاف منقب عن الذهب فيها وان فقط انتاج شهري يناير وفبراير الماضيين بلغ 9 أطنان ونصف الطن؟
خطوة طيبة من دولة قطر الشقيقة ان تعد باستثمار (ملياري دولار) في القطاعات المختلفة خاصة القطاع النفطي والزراعة والخدمات ولا ننسى دور حكومة قطر الخاص بالمساعي السلمية بين حكومة الخرطوم ومتمردي اقليم دارفور (غرب السودان) الذي يشهد نزاعا منذ عام 2003. النفط والمعادن والثروات هي القنبلة الموقوتة التي تهدد السلام في السودان وانا شخصيا أميل كثيرا الى دخول المملكة العربية السعودية والكويت ودول مجلس التعاون للاستثمار في السودان حتى نساندها حتى لا تنقسم فالاقتصاد القوي يعني دولة قوية على ان يحفظ أهل السودان المسيحيين والحفاظ على كنائسهم لأن هذا حجة قوية لأهل السودان امام تحركات سلفاكير رئيس حكومة جنوب السودان المتعصبة.
مداعبة سودانية فولية
ارسل ابننا السوداني الجنسية الكويتي الهوية «آدم» أبومحمد هذه القصيدة في «الفول» مستحثا استاذنا الشاذلي على الرد يقول:
سل رؤاك واسبح في مداها
ففول الفاتح أبدا لا يضاهى
وقل لنفسك ان الاصل روح
جئنا نرتع في رباها
فمن لم يكن له من أخيه معزة
فحياته عدم كأني أراها
فذا خميس من الأيام ننشده
وذي ليلة بورك الذي أحياها
ونحن لنار الفول دوما كلما
دنا من الأيام أربعاء أو ضحاها
فإذا ما الصحب أقبل جمعهم
رأيت «بوشاذلي» يهش الى لقاها
ويروح يحمل روحه طبقا
يا لها من روح جل الذي سواها
نساق الى المثنى كل مرة
وكأنما عروس تزف إلى فتاها
يا نار فول أضرمت في قلبي
ذكريات يهذني نوحها وصداها
هلا رحمت عاشقا للود
أشعل قلبه عميق هواها
ويبيت ينتظر الخميس على جوى
علا الخميس يكون يوم لقاها
إني أحب هذه الدار وساكنها
وزائرها والليل إذ يغشاها
ما بالي وكأن ريحاً تقلني إلى
سابقين تبوؤا من العصور ذراها
وتسابقوا في الأكرمين شهامة
ليشرفوا السودان ارضها وسماها
فشعب طبيعة أهله كرم
وأمة علا في الخافقين سناها
لابد ثائرة، لابد سائرة
لابد ثابتة في العالمين خطاها
وقد رد عليه الأستاذ الفاتح الشاذلي بهذه القصيدة التي عنوانها «فوليات» يقول:
لعمري ارى لليلة الخميس جاها
فذاك (آدم) بها يتغنى ويتباهى
لله دره فقد جادت قريحته قريضا
وكأنها عروس في خدرها تزف لفتاها
ليلة تنادى لها اخوة كرام
في شوق وفي وله يزين بهاها
ليلة (الفول) يا سحر الليالي
بدار (الشاذلي) لها نار بهمته اذكاها
وذاك (حيدر) يجوب احياء الكويت
جميعها من ادناها الى اقصاها
حتى إذا ما رأى قدرا يهدر
توقف.. تساءل اطبخة للفول ام سواها
وبالخبرة يكشف كل حيلة من
ابناء (بمبة) غير الخائفين عقباها
فهذا قد نخر السوس جوف فوله
وآخر قدره بالعدس غشا ملاها
حتى إذا ما حط الرحال به
في السالمية عند (ديمة) فذاك مبتغاها
جاء بفول يتغزل فيه فهو
كاللؤلؤ نضارة وكالأعناب يا حسناها
وشمر (الشاذلي) عن ساعد لمدقة
يطحن بهارات الهند والسند ما أحلاها
وأعدوا له قصعة كبيرة هي
كالمركب بل ك «بوم الكويت» لو تراها
وتحلقنا حولها فيالها من جلسة
بأنسها وفومها وبصلها وقثاها
وا أسفاه على جلسة ينفرط عقدها
فالشاذلي قد آن رحيله لسواها
بالأربعاء على الطائر الميمون رحيله
إلى الديار العزيزة طاب مثواها
وعزاؤنا انها ايام ستمضي سراعا
وسيحين للجلسة موعدها فيا بشراها
نمتطي لها عنز الحديد في همة
بسم الله مجراها ومرساها
وليس بعد الفول إلا النوم «يا زولات» القراء والقارئات مسراها.
آخر الكلام
شكرا كبيرة لجمعية الإصلاح الاجتماعي وجمعية إحياء التراث الإسلامي والهيئة الخيرية على دورها التنموي الخيري ولجمعية والعون المباشر التي قامت وسط حضور رسمي وشعبي كبير بوضع حجر الأساس (لمدرسة شهداء الكويت) بالخرطوم لأن هذا المشروع التربوي في ولاية كرري بالخرطوم سيحقق غايات نبيلة انشئ لها بدعم كويتي. خير ما أختم به هذه الاستراحة السودانية قصيدة سودانية قديمة تحمل مضامين جميلة ولها زخم هائل من الحنين وقدر كبير من الشوق الدفاق يقول الشاعر حسن عوض ابو العلا:
يوم قسموك ياهم.. كتبوا عليك اسمي
يوم قسموك بالدم.. يا هم رووك دمي
أنا لو رضيت بالهم.. ما بيرضى بي همي
ستظل امة العرب تحب السودان والسودانيين لأن قلوبهم بيضاء ونردد جميعنا: المامبو سوداني يا زول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.