لندن – وجدت دراسة جديدة حول الصداقات بين الجنسين أن الانجذاب بين الصديقين شائع ومضرٌ، وكلما ازداد انجذاب الشخص لصديقه من الجنس الآخر كلما ازداد عدم رضاه عن علاقته العاطفية التي يعيشها مع شريكه. ويعتقد الباحثون حسب الدراسة التي شملت 400 بالغا ً بين 18 و 52 من العمر، أن هناك نوع من الترابط الغريزي بين الرجل والمرأة والذي يحصل بشكل ملحوظ حتى لو ادعى الطرفان مثالية الصداقة وأفلاطونيتها. وقالت الباحثة الرئيسية في هذه الدراسة "بناء على البيانات التي بين أيدينا، أستطيع القول أن معظم الصداقات بين الجنسين تحتوي على مستوى ضعيف على الأقل من الانجذاب، وإذا كان هذا الانجذاب من طرف صديق أكثر من الطرف الآخر فإنه من المرجح أن يكون من جهة الرجل". واشتمل البحث الذي نشر في the Journal of Social and Personal Relationships على دراستين منفصلتين، الدراسة الأولى أجريت على مجموعة من 88 زوجا ً من الأصدقاء حيث طلب منهم وبشكل مستقل وسريّ أن يقيموا أمورا ً كانجذابهم إلى الطرف الآخر ومدى انجذاب الطرف الآخر لهم وكذلك مدى رغبتهم في الذهاب مع الصديق في موعد رومانسي أو الرغبة في أن يطلب منهم الصديق شيئا ً عاطفياً. وأظهرت نتائج الدراسة انجذاب الرجال إلى صديقاتهم بشكل أكبر من النساء، وكذلك بالغ الرجال بتقييم مستوى انجذاب صديقاتهم لهم بينما على العكس قللت النساء من أهمية الانجذاب الذي يكنه لهن أصدقائهن، كما أظهر الرجال رغبة أكبر في أخذ صديقاتهم إلى موعد رومانسي. وقامت الدراسة الثانية بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين، المجموعة الأولى بين 18و23 من العمر والمجموعة الثانية بين ال27 و52 من العمر، وطلب الباحثون من المشاركين أن يضعوا قائمة بمكاسب ومساوئ الصداقة بين الجنسين بشكل عفوي وكذلك أن يقيموا مدى رضاهم عن علاقتهم العاطفية بشريك حياتهم. وأشار المشاركون في كلا المجموعتين إلى فوائد أكثر من المساوئ، وعدّ الانجذاب من تكاليف أو مساوئ الصداقة بما يقارب خمس أضعاف اعتباره من إيجابيتها. وتعقب الباحثة الرئيسية في الدراسة على ذلك بقولها "على ما يبدو فإن الانجذاب الجنسي بين الصديقين من مساوئ الصداقة مع الجنس الآخر ولكن فإن الناس يرغبون بأخذ هذه الخطوة بسيئاتها وحسناتها لأنهم يشعرون بالرضا عن هذه الصداقات". وأظهرت النتائج أن الناس الذين كانوا يعيشون علاقات عاطفية جدية لم يشيروا إلى الانجذاب إلى أصدقائهم من الجنس الآخر، بينما في مجموعة صغيرة العمر وخصوصا ً لدى الذكور فإنه كلما ازداد انجذابهم نحو صديقاتهم كلما قلّ رضاهم عن علاقتهم العاطفية. وتطرح هذه النتائج بحسب الباحثة عددا ً من الأسئلة أهمها "هل للانجذاب بين الأصدقاء تأثير سلبي على العلاقات العاطفية؟ أم على العكس فإن الناس الذين يشعرون بعدم الرضا على علاقاتهم العاطفية ينشدون العزاء والشراكة من أصدقائهم؟ أو أن الناس الذين هم عادة أقل ميلا ً للشعور بالرضا لدى الالتزام الجديّ هم ذاتهم يبدون ميلا ً للانجذاب لأشخاص آخرين غير شركائهم العاطفيين؟". ولا يزال تأثير الصداقات بين الجنسين على حياتهم العاطفية بحاجة إلى دراسات معمقة بشكل أكبر لأنه على ما يبدو فإن معظم الناس تعي وجود خطر من الصداقة بين الجنسين ولكنهم لا زالوا يؤمنون أن الفوائد التي يجنوها من تلك الصداقات تفوق ما يخسرونه بكثير.