مازالت عالقة في ذهني عبارة المبدع الفنان الممثل ربيع طه عندما حاورته في العام 2001 وسألته عن غياب الدراما السودانية في المنافسات الخارجية وكانت إجابته مقنعة وشافية وصريحة وبها اعتراف كبير عندما قال لي (لم نرض جمهورنا داخليا فكيف لنا ان ننافس خارجيا) وكان لربيع كثير من الأسباب والمبررات التي دفع بها واعتبرها تشكل عائقا كبيرا وسدا مانعا للحيلولة دون ان تكون سمية عبد اللطيف هي سندريلا السودان وان تكون هند راشد نجمة الشاشة العربية ومن هذه الأسباب التي ذكرها ان الإعلام السوداني يقصر تجاه الدراما ولا يعطيها فرصة التحليق خارج نطاق القطر وجغرافية المكان وكنت وقتها اعلم ان كل سوداني يحمل انطباعا خاطئا وهو يظن ان الممثل السوداني غير قادر على ان يتجاوز مرحلة البروفات وان ما يقدمه ما هو إلا مسرحيات كنا نشاهدها ضمن فعاليات الدورة المدرسية يصفق لها الجمهور إعجابا وبلا إعجاب ولكن شاءت الأقدار وسمحت الأيام بان يكون الزمن كفيلا وهو يثبت لكل المشككين في مقدرات الممثل السوداني ان الدراما السودانية بخير وان الفنان السوداني قادر على تجسيد الأدوار بمختلف أنوعها. فالقنوات السودانية أصبحت تفرد مساحه كبيرة للدراما السودانية وظهرت وجوه جديدة كان لها دور عظيم في انتعاش الدراما وأصبح الملتقي السوداني يتابع بشغف ما تعرضه قناة الشروق من حكاوي سودانية وكذلك قناة الأمل والتلفزيون القومي وهذه الفرصة جعلت المشاهد يعيد النظر في الدراما السودانية وهو يشاهد عدد من الممثلين يتمتعون بإمكانيات عالية وتلقائية فائقة وهو يحمد الله ان الكثير من الممثلين تجاوزوا (عقدة ) التكلف والجدية غير المحببة في بعض الأدوار بالإضافة إلى قوة ومتانة النص المكتوب فروح الكتابة عند بعض المؤلفين أخذت حيزا أوسع في الرؤى والأفكار والخيال الخصب. والإعلام هو الأداة الفاعلة التي تسهم في نشر الدراما بغض الطرف عن انها ناجحة او غير ذلك لان كثيرا من الأفلام والمسلسلات العربية الجوفاء تجدها رسخت في أذهاننا ليس لجزالتها بل لتكرار عرضها عبر القنوات الفضائية لذلك نحن نثمن دور القنوات الفضائية في نشر الدراما السودانية وان تتوفر الإمكانيات لإنتاج أعمال درامية لان التكلفة العالية تقف حاجزا كبيرا بينهم والنجاح وحتى نرتقي بها وتكون مخزونا نعتمد عليه اقتصاديا وهذا ليس ببعيد ومع هذا يمكننا ان نقول للفنان ربيع طه (أرضيتم جمهوركم داخليا ونتمنى ان ترضوا الجمهور الخارجي ) فقط ان تكون الإرادة اكبر من قوة النص وأعمق من فكرة السيناريو. صباح محمد الحسن- الصورة -