سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس وزراء كينيا : دعوة البشير كانت خطأ..زيارته أحدثت انقسامات في الحكومة الائتلافية وأزمة بروتوكولية.. والخارجية تدافع عن دعوة البشير : يكفينا وجود صومال واحد
نيروبي، كينيا (CNN) -- استمر الجدل بين كينيا والمجتمع الدولي على خلفية الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، إلى نيروبي، رغم مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في إقليم دارفور، وتصاعدت الأصوات من داخل كينيا، مطالبة الحكومة بتفسير ما جرى. ونقلت الصحف المحلية أن الوزراء أنيانغ نيونغو وجيمس أورنغو وأماسون كينغي تقدموا باستجواب إلى وزارة الخارجية، محاولين معرفة رأيها حول ما حصل، بينما دافعت الحكومة عن موقفها بالقول إن اعتقال البشير كان من شأنه أن يلحق الأذى بالوضع الداخلي في السودان. ونقلت صحيفة "صنداي نايشن" الكينية أن دعوة نيروبي للبشير سببت أيضاً أزمة بروتوكولية داخلية، إذ سبق لكينيا أو دعت رئيس حكومة الجنوب، سيلفا كير، وهو نائب البشير، دون أن تخطره بدعوة رئيسه، وقد كان كير يخطط للسفر قبل أن يدرك وصول الدعوة للبشير. وأوردت الصحيفة أن وزير الخارجية الكيني، موسى ويتانجولا، أصدر بياناً أشار فيه إلى أن البشير تلقى الدعوة "كسائر رؤساء الدول الصديقة،" مضيفاً أن من مصلحة كينيا وجود سلام دائم في السودان. وتابع الوزير الكيني قائلاً: "لقد شاركت كينيا في رعاية اتفاقات السلام السودانية ويجب أن تكون علاقاتها جيدة مع كل الأطراف.. الوضع في الصومال يسبب لنا الكثير من الصداع والمشاكل ونحن لا نريد نموذجاً ثانياً من النوع نفسه في المنطقة." وكان البشير قد أنهى الجمعة زيارته إلى كينيا، عائداً إلى بلاده، دون اهتمام بمذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية في إقليم دارفور، الأمر الذي دفع المحكمة إلى مراسلة مجلس الأمن لإثارة القضية. وأصدرت الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة الجنائية الدولية قرارين لإبلاغ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدول الموقعة على نظام المحكمة بزيارتي البشير إلى كل من كينيا وتشاد، وذلك: "من أجل أن يتخذا أي إجراء يرياه مناسباً". وأضافت الدائرة أن على كينيا وتشاد "موجب التعاون مع المحكمة" من أجل تنفيذ أمري القبض الصادرين عن المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير، وذلك باعتبار أن كينيا من الدول التي دخلت في عضوية المحكمة. وكانت الدائرة التمهيدية الأولى أصدرت، في الرابع من مارس/آذار 2009، أمراً بالقبض على البشير، رأت فيه أن هنالك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن البشير مسؤول جنائياً عن خمس جرائم ضد الإنسانية وعن جريمتي حرب. كما وأصدرت الدائرة أمراً ثانياً بالقبض على البشير، في 12 تموز/يوليو 2010، لثلاث تهم تتعلق بجريمة الإبادة الجماعية. كينيا : الاستقرار يجب قرار المحكمة الجنائية في خلاف البشير نيروبي (رويترز) - دافعت كينيا يوم الاحد عن قرارها عدم اعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بخصوص جرائم تتعلق بالابادة الجماعية. وكان البشير قد زار نيروبي الاسبوع الماضي. وقالت وزارة الخارجية ان الحكومة لم ترد ان تعرض الاستقرار الاقليمي للخطر. وأثارت زيارة البشير يوم الجمعة لحضور حفل توقيع الدستور الجديد للبلاد انتقادات حول العالم لأن كينيا وهي الموقعة على نظام روما الاساسي ملزمة بالتصرف بناء على امر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة ضده بشأن جرائم الابادة الجماعية. كما أحدثت الزيارة انقسامات في الحكومة الائتلافية الموسعة في كينيا حيث أحتج عليها الجانب المؤيد لرئيس الوزراء رايلا اودينجا. وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في العنف الذي اعقب الانتخابات في كينيا عام 2008. وقال ريتشارد اونيونكا نائب وزير الشؤون الخارجية للصحفيين " كينيا لديها التزام تجاه المحكمة الجنائية الدولية برغم ذلك...للبلاد مصلحة مشروعة واستراتيجية في ضمان السلام والاستقرار في منطقة افريقيا جنوب الصحراء وفي تعزيز السلام والامن والمصالحة في السودان." وتتحمل كينيا اكبر اقتصاد في شرق افريقيا عبء عدم الاستقرار في المنطقة مع تدفق اللاجئين عليها على مدى سنوات من جيران غير مستقرين مثل الصومال. وقال اونيونكا ان استمرار الاستقرار والاقتصاد الذي له مقومات البقاء يعتمدان بشدة على الاستقرار في جيران كينيا ومن بينهم السودان. وكينيا هي ضامنة اتفاق السلام السوداني الذي وقع عام 2005 والذي من المتوقع ان يتوج باستفتاء في وقت مبكر من العام المقبل على انفصال الجنوب. ويؤيد المسؤولون في نيروبي الذين يريدون ان يفتحوا ممرا للنقل يربط ميناء ثانيا في لامو بجنوب السودان لاستغلال التجارة المتنامية بعد اتفاق السلام نهجا متوازنا في التعامل مع كل من الخرطوم وجوبا قبيل الاستفتاء وقال كوفي عنان ضامن اتفاق السلام في كينيا نفسها والذي انهى اسابيع من العنف في مطلع 2008 انه فوجئ بوجود البشير في حفل توقيع الدستور الجديد. وقال في بيان صدر يوم الأحد "لدى كينيا التزامات محددة بوصفها موقعة على نظام روما الاساسي وهي ايضا تتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية بشأن التحقيقات المتعلقة العنف الانتخابي عامي 2007/2008." واضاف "في هذه الظروف يجب على الحكومة ان توضح موقفها وتعيد التأكيد على تعاونها مع المحكمة الجنائية الدولية وعلى التزامها بقواعدها." وقال اونيونكا ان بلاده ملتزمة بالتعاون مع المحكمة الدولية لكنها كعضو في الاتحاد الافريقي فانها ملتزمة ايضا باحترام قرار الاتحاد الافريقي بعدم التعاون مع المحكمة فيما يتعلق باعتقال البشير رئيس وزراء كينيا: دعوة البشير كانت خطأ اعتبر رئيس وزراء كينيا رايلا اودينغا أن دعوة الرئيس السوداني عمر البشير الى احتفال المصادقة على الدستور الكيني الجديد كانت "خطأ". وقال اودينغا خلال جولة في ضاحية نيروبي "كان من الخطأ دعوة الرئيس البشير، لانه متهم بجرائم ضد الانسانية، حتى لو اردنا تعزيز علاقات حسن الجوار مع دول المنطقة". من جهته، اكد نائب وزير الخارجية الكيني ريشار اونيونكا الاحد ان "كينيا تامل بتجديد التزامها حيال المحكمة الجنائية الدولية". واثار حضور الرئيس السوداني الجمعة لحفل المصادقة على الدستور الكيني الجديد استياء المجتمع الدولي. وبصفتها دولة موقعة للمعاهدة، فان كينيا ملزمة توقيف البشير الذي اتهم في آذار/مارس 2009 بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ثم اتهم في تموز/يوليو 2010 بالابادة. ودعا الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الاحد نيروبي الى توضيح موقفها من المحكمة الجنائية الدولية. وقال انان الذي كان الوسيط في الازمة السياسية الكينية ان "لكينيا التزامات محددة بصفتها موقعة على معاهدة روما (التي اسست المحكمة الجنائية الدولية) وتتعاون ايضا مع المحكمة الجنائية في التحقيقات المتعلقة بالعنف الذي ساد الانتخابات". وكان وزير الخارجية الكيني موزيس ويتانغولا قال الجمعة ان البشير زار نيروبي "لاننا دعونا كل الجيران وهو جار لنا"، ممتنعا عن تقديم اي اعتذار.