«يا حنة يا حنة يا حنة يا قطر الندى» جلست الحناية وهي تغني بينما تقوم بنقش رسوم الحنة على ايدي العروس وصديقاتها على أصوات الزغاريد والتبريكات، وسط اقبال الكبير في «ليلة حنة» باتت مكملا اساسيا لأي عرس. عادة متجذرة الحناية عوضية ايوب سيدة من أصول سودانية تشعر بفخر كبير وسعادة وهي ترى اقبال الاردنيات على الحنة، مؤكدة بأن بلدها الأم السودان هو موطن الحنة. وتقول: تعتبر الحنة من أدوات التجميل الأساسية في افراحنا، فهي متجذرة في عاداتنا التي نحافظ عليها. بين البشرتين وضحت عوضية بأن المرأة الاردنية تحب النقوس الصغيرة والهادئة كالورود ونقش الدانتيل وهذا يناسب بشرتها الفاتحة، اما العروس السودانية السمراء فهي تحب النقوش الكبيرة والغنية بالتفاصيل وتعتبر الزخارف المتلاصقة أهم الرسومات. تعتمد عوضية على خيالها في رسم الحنة و ابتكار تصميمات من وحي اللحظة، ومع هذا فهي تلبي مطالب العروس في تقليد رسم اخر شاهدته. عادة فرعونية تقول عوضية: «ليلة الحنة» عادة فرعونية، وهي الليلة التي تشهد مراسم تزيين العروس قبل ليلة الدخلة، وتعتبر من أهم طقوس الزواج عند المصريين ومنها انتشرت الى باقي انحاء العالم بمسميات مختلفة. توارثتها السودانية وعن بداية عملها بالحنة، تؤكد عوضية بأنها من بيئة اعتادت نساؤها التزين بالحنة دوما، وتقول: المرأة السودانية توارثت الحنة كعادة تجميلية لا تقتصر على يوم معين بل انها عادة أصيلة لا يمكن ان تتخلى عنها المرأة المتزوجة الا في حالات الحداد او المرض، ولو تركتها السيدة المتزوجة فلن تسلم من اتهام المجتمع لها بالاهمال ومن النقد الشديد. وتضيف بأن هذه الهواية تتقنها المرأة السودانية بشكل خاص، فكنا نحب الرسم على الكف، وبدأت امارس هذه الهواية باستخدام الحنة وسط صديقاتي وقريباتي، ثم بدأت شهرتي تمتد خارج نطاق العائلة، واصبح هنالك طلب كبير علي، وهي فرصة لمساندت زوجي ماديا، وتغطية الكثير من التزامات الاسرة وسط اسرة تتكون من ثلاثة ابناء وتفتخر عوضية بابنتها البكر نورا والحاصلة على بكالوريوس هندسة زراعية من جامعة السودان، وابنها ناظم الذي يدرس ادارة أعمال، اما الصغرى وعد فهي تسير على خطى اخوتها في دخول الجامعة كذلك، فالتعليم اولوية لدى عوضية وزوجها. دلكة للعروس وعن ليلة الحنة في السودان بينت عوضية بأن ليلة الحنة السودانية تستمر ليوم الزفاف، حيث تعمل الحناية «الدلكة للعروس» ليكون جسمها ناعما ورائحته عطرة، وتبخرها ببخور الصندل والمسك ومجموعة من العطور السودانية والمصنوعة في المنازل، فهو يوم دلال للمرأة تحنى بحنة مختلفة عن المعازيم، فترسم خلخال في رجلها وأساور في يديها كرمز للتفاؤل والرزق الواسع. سلبيات المهنة وعن سلبيات المهنة تقول عوضية يعتبر نقش الحنة بشكل عام من المهن المرهقة جسديا، فهي مهنة تحتاج للجلوس لفترات طويلة مع التركيز الكبير لما يحتاجه العمل من دقة، ويتطلب الكثير من الخيال الخصب والابداع لنقش رسومات مبتكرة. خلطات عديدة وعن طريقة تحضير الحنة ابتسمت وقالت بأن هنالك العديد من الخلطات، والأفضل تلك التي تحفظ على اللون مدة أطول، مؤكدة بان الرسم المفرغ يتم بالحنة السوداء اما التلوين فهو بالحنة الحمراء، والاولى أجمل لأن لونها يظل مدة أطول. مكانة عظيمة وقالت عوضية بأن الحنة تتبوأ مكانة عظيمة في التراث العربي الاسلامي، فقد ذكرت في الأحاديث النبوية الشريفة، كما حث على استخدامها أطباء العرب القدماء وأيدهم كبار الأطباء في العصر الحديث. وهي نبات طبيعي، وشجرته تشبه شجرة الرمان، ويصل طولها إلى 3 أمتار، مستديمة الخضرة، لها أوراق بيضاء بطول 3-4 سنتيمترات، ويتم جمع هذه الأوراق، وبعد أن تجف يتم طحنها لتصبح هذا المسحوق الذي نعرفه.