على نجيلة الحدائق التي انتشرت مؤخراً في شوارع العاصمة المثلثة والتي عرفت بحدائق (حبيبي مفلس) تجد الناس في هذا الشهر الكريم يحتلون مساحات تلك الحدائق بعد الإفطار حيث يأتي الى هناك طلبة الجامعات والخريجون يقيمون بها افطاراتهم اضافة الى ابناء الأحياء وغيرهم إلا أن هناك عادات لم يتركها بعض ضعاف النفوس من الذين يعتقدون أن الصيام ينتهي مع الإفطار في هذا الشهر الكريم حيث تشهد ساحات تلك الحدائق جلسات بين فتيان وفتيات لا تشبه عادات وتقاليد المجتمع السوداني واذا حاولت أن تسألهم أو تتحدث معهم تجد سيل من الشتائم ينهال عليك وفي أبسط الأحوال يقال لك (ماعندك دخلك بينا). مع الناس كانت لها جولة بواحدة من تلك الحدائق وهي حديقة البحيرة الواقعة بالقرب من الملازمين والتقينا هناك بعدد من الشباب وكان سؤالنا لهم عن رأيهم فيما يدور في الحديقة والإفطارات التي تكون بها في البداية تحدث الينا مصطفى حسن طالب بالمرحلة الثانوية أنهم جاءوا للحديقة بغرض الإفطار مع بعضهم والخروج من جو الدراسة وكسر الروتين بالنسبة للإفطار بالمنزل وأَضاف «وأهم ما في القعدة دي لمتنا كأصحاب». أما أمير الهادي الريح الذي وجدناه مع مجموعة من أقرانه من زملاء الدراسة بالجامعة وقال لنا «اتعودنا نحن في دفعتنا كل سنة نعمل فطور في رمضان للناس القاعدة هنا والكلام دا ليهو ثمانية سنة في البداية كنا بنفطر في بيت واحد مننا لكن بعد ما عملوا الحدائق بقينا نفطر كل سنة فيها», وعندما سألتهم عن ما يحدث حولهم أجابني أحدهم ويدعى سيف الدين الطاهر «هو البحصل دا هنا بس في كل مكان وما بعد الفطور بس في عز الصيام». إبراهيم محمد زين (موظف) وجدته يجلس وحيداً بعد أن عرفته بنفسي وبالموضوع الذي أطرحه قال إنه يسكن بالقرب من الحديقة واعتاد على الحضور اليها بعد صلاة التراويح لكي يشرب الجبنة وعن الجلسات التي بين الشباب قال إبراهيم «في الحقيقة في حاجات بتحصل هنا ما بتشبهنا والمسألة بقت تتعدى كل الحواجز ومرات تفوت حد الخلط والكلام دا مرفوض في الأيام العادية كيف يكون في رمضان». ومن خلال جولتنا استوقفت شريف مختار وهو بائع سجائر وهو متواجد هنا بصورة دائمة ويتجول في الحديقة ويعرف خبايا هذا المكان, وقال لنا «أنا بجي كل يوم الحديقة بعد الفطور لأنها مكان رزقنا وأنا أصلاً خريج اقتصاد من زمن العجور بالمتر وفي الحقيقة في ناس بتجي تفطر مع بعضها محترمين وقعدتهم حلوة لكن مرات بشوف حاجات تخليك تستغفر مليون مرة زي بعض القعدات بين الأولاد والبنات والله الواحد مع اختوا ما بقرب منها كدا». تركنا شريف ونحن نغادر الحديقة بينما عربة الشرطة كانت تقف بالقرب من الحديقة...!. رامي محكر