أصبحت أمنيات طفل اليوم ومواصفات هديته تفوق عمره فبعد أن كانت أقصى أمنياته أن يحصل على «دراجة» أو سيارة ب «الريموت كونترول» كمكافأة على إنجازه ونجاحه. بات يطلب «آي باد» و«جالكسي تاب» وجهاز جوال و«بلاي ستيشن» ومع كل إنجاز إصدار جديد لها. طفل اليوم غير طفل الأمس، والوالدان اليوم أقل جلدا وأقصر نفسا في تربية أطفالهم فالهدايا والألعاب تقدم للطفل بمناسبة وغير مناسبة وأحيانا حب الوالدين للاستهلاك أو تعويضا عن الحرمان الذي عانوه في طفولتهم، حتى علق في ذهن الطفل مبدأ المقايضة وأن لكل شيء مقابلا. وميزان الثواب والعقاب عند الوالدين مختل، وقيمة الهدية الحقيقية ومتى تكون مفقودة، مع أن الاخصائيين في التربية يشددون على منطقة وسط بين الحرمان والهبات وتربية الطفل على بيئة منظمة معلن فيها وسائل الثواب والعقاب وأن مشاركة الأهل طفلهم بألعابه تزيد من قيمتها للطفل وتحقق أهداف تنمية سلوك ومهارات الطفل. وفي الغالب من يباشر مكافآت الطفل هي الأم وبعض الأمهات لا جلد لهن في تحمل إصرار الطفل على شيء معين أو بكائه فتسلم قبل أن يستسلم كما هو حال «أم سديم» تتعامل مع طفلتها بهدوء إذا كانت مرتاحة نفسيا والعكس صحيح وترى أم سديم أن العقاب والحرمان أكثر تأثيرا. واعتمدت أم يزيد نظاما تراه أفضل مع أطفالها وهو نظام المقايضة «عطني وأعطيك، اسمع كلامي واسمع كلامك» وتعترف أنه نظام فاشل ولكن تضطر إليه كثيرا خاصة عندما يرفض طفلها طعامه.