استلقت الحاجة (صفية) وتمدد جسدها على السرير تبحث عن الراحة والاستجمام عقب تناولها الإفطار مع أفراد أسرتها المكونة من ثلاث الزوج وبنتيهما وذلك بعد يوم مليئ بالعنت والمشقة, ولكن رغم الرهق إلا انها ظلت تقاوم النوم وتمسح عينها من النعاس حتى تلحق بصلاة التراويح بالمسجد الذي يجاور منزلهم الصغير بمنطقة الحاج يوسف مربع (20).. وبالفعل بعد أقل من ساعة تأهبت الحاجة صفية وابنتها الكبرى للصلاة فيما سبقهما عميد الاسرة بدقائق, وبقيت الابنة الصغرى ذات الثلاثة عشر عاماً وحيدة في المنزل كما يحدث دائما منذ بدأ شهر رمضان, وفجأة ودون مقدمات دخلت عليها امرأة ترتدي عباية وبرقع يستر وجهها ولم يظهر منه سوى عينيها.. سألت الفتاة عن والدتها وقبل أن ترد عليها اتجهت (الضيفة) صوب جهاز التلفزيون وأغلقته بدعوى أن مشاهدة برامجه تدخل في الحرمات, هذا ما دفع بالابنة إلى أن تتحول لمشاهدة الحلقة التي كانت تتابعها من داخل الغرفة الاخرى, وهنا فقط استقلت المرأة الفرصة وقامت بسرقة ثلاثة جهاز رسيفر ونصف جوال سكر بالاضافة الى موبايل الأب الذي كان في الشاحن ثم توارت عن الأنظار وقبل ان تتمكن المرأة (اللص) من الهرب صرخت الفتاة مستنجدة بالجيران الذين هبوا لنجدتها ولاحقوا الجانية التي تركت المسروقات عدا (الموبايل) وهربت.. واتضح من خلال السرعة التي أظهرتها وطريقة الجري انه رجل (تشبه بالنساء) وتخفَّى داخل عباية لتمويه الناس حتى ينفذ سرقته وهذا ما أكدته الفتاة عندما قالت: إن صوتها (خشن) صوت رجل كما انها تتميز بالقوة والسرعة في أخذ ونقل المسروقات بدليل انها اخذت نصف جوال سكر على ظهرها وذلك قبل ان ينكشف امر اللص المتشبه بالنساء.. ولم تنطلي الحيلة الجديدة والأسلوب المستحدث للصوص عل مواطني الحاج يوسف فقط وإنما انصبغت أيضاً على سكان الكلاكلات حيث قالت (أماني) وهي امرأة متزوجة كانت ترافق شقيقتها عندما ركبت حافلة (هايس) الى الكلاكلة, كانت تقبلها امرأة ترتدي عباية كاملة و(جوينتات) ولم يظهر من وجهها سوى عينيها ولكن لاحظت أن الحركات تشبه (الرجل) فظلت تراقبها ولم يخب ظنها لأنه بعد فترة شاهدتها تفتح حقيبة إحدى النساء وسرقت منها موبايل وبعضا من المال, وعندما انفضح أمر السرقة واتضح انه لص يتشبه بالنساء حاول راكبي الحافلة التي توقفت للقبض عليه لكنه افلت منهم قبل ان يطلق ساقيه للريح, وعلى الرغم من محاصرة أساليب السرقة التقليدية وانحسار مدها إلا ان (التشبه بالنساء) آخر بدع اللصوص في رمضان. علي الطاهر