في صمت يأتي اهل «العريس» للتعرف على أسرة «العروس» حتى تتم الخطوبة فيما بعد في حال إتفاق الطرفين على قبول «النسب»، ولكن دون سابق إنذار تنطلق «الزغاريد» تملأ الحي ضجيجاً وفرحاً بعد ان تحول موضوع التعارف بين الأسرتين الى «عقد قران».. يحدث ذلك دون مشورة أو تخطيط.. وصار الناس يقلدون بعضهم في هذه المسألة حتى أصبحت ظاهرة.. هل هذه «شفقة» من أهل العروس.. أم خوفاً من ان يهرب العريس أو ترفض الفتاة خطيبها لاحقاً.. أم هو تطبيق لمقولة «خير البر عاجله»؟؟ «العم حامد» وصف هذه الظاهرة ب«الجيدة» معتقداً انه بدلاً من ان تكون الفتاة مع الولد في كل زمان ومكان بحجة انه خطيبها يستحسن ان يكون زوجها، مضيفاً ممكن لأقل الأسباب ان يفسخ الخطوبة عكس الذي يكون «عاقد» أما الحاجة «ميمونة» فقالت أشجع على هذه الخطوة وهي ليست شفقة بقدر ما هي مسألة تدخل في دائرة الإنضباط والمسؤولية.. ولكن «سحر» كان رأيها مختلفاً عن السابقين فهي تفضل الخطوبة.. لأنه إذا حصل «عقد قران» وفي حالة حدوث أي خلاف فهي ستحمل لقب مطلقة.. ولكن الخطوبة سهلة التنازل والعقد يمكن ان ينتهي بالتنازل.. ويقول «عوض» العقد شيء مريح جداً بالنسبة لي فهو يجعلني أفكر في الحياة بجدية ولا يترك فرصة للتردد والهروب من خطيبته بل يسعى لإتمام الزواج بأسرع فرصة حتى يستقر نفسياً.. ويقول «محمد الناير» إنها فكرة جميلة لأنها تدفع الشخص الى الأمام وتعطيه الإحساس بالمسؤولية والعمل على التجهيزات والترتيبات ويطمئن الواحد على أنه وجد شريكة حياته وهي بين يديه فبدلاً ان تكون خطيبته تكون زوجته شرعياً. ويقول الشيخ «موسى عبدالله حسين» شيخ الطريقة التيجانية بالسودان انه وحسب رأيي ان هذه الظاهرة إسلامية حميدة، وهي التي يدعو اليها الدين الاسلامي لأن البنت في فترة الخطوبة تكون محرمة شرعياً على خطيبها فلا يصح ان تخرج معه دون محرم، أو تختلي معه ولكن عندما تكون في عصمته فهي أحلت له تماماً وصارت زوجته شرعياً.. لذلك ندعو كل الشباب للزواج والتحصين مبكراً حتى لا يقعون في الفواحش وان يتزوجوا بالبسيط. ويضيف الباحث الاجتماعي د. الطاهر مصطفى: هذه ليست شفقة كما يقول الكثيرون، وإنما هي نوع من البساطة والهدوء، خصوصاً في ظل الظروف الإقتصادية والحياة ومتغيراتها، كما أن الناس أصبحوا بعيدين عن بعضهم بفعل ظروف كثيرة، فالعقد من يوم التعارف يقرب الفرحة ويبين الناس على طبيعتهم.. وخير البر عاجله معناه السعد والهناء. الرأي العام