غريبة هي أحوال كرة القدم وعشاقها، فريقان يتنافسان على لقب الشامبونزليغ وجماهير فريقين آخرين يتقلبون على صفيح ساخن. ما علاقة بايرن ميونيخ الألماني ببرشلونة الاسباني؟، ولماذا فرح عشاق ريال مدريد الاسباني بفوز تشيلسي الانكليزي؟.. وما سر كل هذا العداء الذي ترسخ في أذهان وتصرفات محبي البرشا والملكي؟. عشاق الملكي يقولون أن لا علاقة لبرشلونة في الموضوع، وأن سر سعادتهم بفوز تشيلسي هو أن البلوز أذاقوا الفريق البافاري من نفس الكأس التي أذاقها أبناء ميونيخ لفريقهم الملكي المحبوب في مباراة إياب الدور نصف النهائي. أما سر غضب عشاق البرشا هو أنهم غير قادرين على استيعاب أن فريق مثل تشيلسي يقدم أسوأ أداء على أرض الملعب ويقتل الفن الجميل كما فعل في نصف النهائي أمام برشلونة، ومع ذلك يحصل على مكافأة غير مستحقة وهي الفوز بلقب من هذا العيار الثقيل. وعلى حساب التوتير يلاحظ الجميع كيف أن عشاق الملكي تبادلوا التهاني والتبريكات بفوز الفريق الانكليزي، فيما لعن عشاق البرشا سوء الحظ الذي رافق البافاريين وتخلى عن الانكليز. وهناك حتى من سخر من الفريقين وحمل الاتحاد الاسباني مسؤولية عدم وصول ريال مدريد وبرشلونة إلى هذا النهائي الحلم، وحرم عشاق كرة القدم العالمية من مباراة ربما لن تتكرر، بعدما فرض موعدا لمباراة الكلاسيكو المحلي في وسط الأسبوع المخصص لنصف النهائي الأوروبي. فاز تشيلسي لأول مرة في تاريخه بلقب الدوري الأوروبي لكرة القدم، وبفضل هدافه العاجي الأسمر ديدييه دروغبا، رفع أغلى كأس في العالم على صعيد بطولات الأندية، فيما مني بايرن ميونيخ ونجمه المنحوس الهولندي ايرين روبن بهزيمة مؤلمة لن ينساها عشاق البافاري بسهولة. وللمرة الثانية على التوالي لا تلعب الأرض مع اصحابها، فمانشستر يونايتد الانكليزي خسر نهائي العام الماضي أمام العملاق الكتالوني في ملعب ويمبلي بقلب لندن وبنتيجة ثقيلة 1-3. وها هو اليانز ارينا يحطم آمال فريق مدينته "مينشين" ويسلبه فرحة كانت في متناول اليد ليس مرة واحدة فقط، وإنما ثلاث مرات. تقدم أصحاب الأرض في الدقيقة 83 وتصوروا أن كل شيء انتهى بدليل الفرح الهستيري الذي سيطر على اللاعبين لحظة عانقت راسية مولر شباك الحارس التشيكي بيتر تشيك، بيد أن الفيل الايفواري كان له رأي آخر وسجل هدف التعادل برأسية ولا أروع بعد 5 دقائق فقط قبل دقيقتين على نهاية الوقت الأصلي. وفي الشوط الإضافي الأول سنحت للبافاري فرصة حسم المباراة عندما خرج الفرنسي المسلم فرانك ريبيري مصابا ومانحا فريقه ركلة جزاء على حساب دروغبا نفسه، بيد ان تشيك عوض خطأ الهدف وتصدى لركلة جزاء المنحوس روبن. ورغم أن المباراة عادت إلى نقطة الصفر مع ركلات الجزاء الترجيحية، إلا أن بايرن ميونيخ امتلك فرصة ثالثة لحسم المباراة بعدما تصدى حارس العرين نوير للركلة الافتتاحية، وتقدم أصحاب الأرض 3-1، قبل أن يهدروا آخر ركلتين، ويسجل دروغبا فارس الرهان الركلة الحاسمة. نستطيع أن نبارك لتشيلسي أول لقب في مسيرته الأوروبية، فهل تجوز هنا المباركة ايضا لريال مدريد؟ وهو الذي فوت فرصة إحراز لقبه العاشر مع استعادة عرش الليغا!.. كما نرسل برقية ممهورة بعبارة "هاردلك" لبايرن ميونيخ الذي حل وصيفا في البطولات الثلاث الممكنة هذا الموسم، فهل يجوز إرسال نسخة من ذات البرقية للعاصمة الكتالونية والتي تستعد بعد أيام قليلة لآخر بطولة ممكنة هذا الموسم وهي نهائي كأس الملك أمام اتلتيك بيلباو؟ رفقا بعشاق البرشا.. فكل ما نتمناه أن يفوز البرشا على بيلباو، وألا يتذوق ميسي ورفاقه من ذات الكأس التي شرب منها روبن ومن معه، وأن نشهد افتتاحية متجددة للموسم المقبل بمواجهتي كلاسيكو في كاس السوبر الإسباني.!. حسام بركات