تتعرض الحكومة الأذربيجانية لانتقادات بسبب العنف الذي يتعرض له الصحافيون من جانب الحكومة. وكان آخر الأدلة على هذا العنف صورة الصحافي ادراك عباسوف راقدا في احد مستشفيات باكو. كان عباسوف مرتديا سترته الواضحة المكتوب عليها كلمة «صحافة» وقت قيامه بتصوير عملية إزالة منزل في العاصمة يوم 18 أبريل الماضي قبل أن يتعدى عليه بلطجية بالضرب. ويبدو أن التقارير الصحافية التي اعدها عباسوف من قبل حول عمليات الإزالة والإخلاء لم تكن متناسبة مع صورة البلد الصناعي الغني بالنفط التي تروج الحكومة لها قبيل مسابقة «يورو فيجين سونغ 2012» الغنائية والتي تقام في باكو نهاية الشهر الجاري. ويقول مهمان علييف مدير وكالة توران المستقلة للأنباء إن عمليات التعدي على الصحافيين واعتقالهم أمر تكرر حدوثه مشيرا الى أن الصحافيين لا يتمتعون بأي قدر من الحماية ضد البلطجة من هذا النوع. ولدى معهد حرية وأمان الصحافيين (افرس) وهو منظمة أذربيجانية معنية بحماية الصحافيين قائمة مفصلة بالحوادث التي يبدو أنها تهدف إلى إسكات الصحافيين. وفي حالة عباسوف، تلقي افرس باللائمة على مسؤولي الأمن الذين يعملون لصالح شركة النفط الحكومية (سوكار) إذ تقول المنظمة إن الشركة سعت لجعل الرجل عبرة لنظرائه حيث إن للشركة مصلحة مباشرة في أن يمر الحدث بسلاسة لكونها الراعي الرئيسي للمسابقة. وقد تعرض صحافيون يعملون لصالح مطبوعات ومواقع إلكترونية إخبارية وأيضا مدونون لضغوط من الدولة حيث يقبع خمسة منهم حاليا خلف القضبان وفق ما يقول نشطاء حقوق الإنسان. وتحتل أذربيجان المرتبة رقم 162 بين 179 دولة على قائمة مؤشر الحرية الصحافية الخاص بمنظمة مراسلون بلا حدود. وقد اشتكت المعارضة السياسية في أذربيجان لزمن طويل من عدم إتاحة الفرصة لها للتعبير عن آرائها عبر شاشات التلفزيون حيث تسيطر الدولة على هذا القطاع. ويقول ممثلو المعارضة إن الإنترنت والقليل من الصحف هم آخر «جزر حرية التعبير» في تلك الدولة التي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي السابق. وقال رئيس افرس أمين حسينوف إن الأوضاع تدهورت في واقع الأمر منذ أيام الشيوعية. ومن بين القضايا الأكثر سخونة التقارير التي تكشف ثقافة الرشوة واسعة النطاق والتي تطول حتى أعلى مستويات في الحكومة. يقول حسينوف: «نحن ببساطة نمثل المواطنين الذين تتعدى السلطات على حقوقهم كل يوم». من ناحية أخرى، يتعرض الرئيس الهام علييف لاتهامات بأنه يدير البلاد وكأنها ضيعة خاصة به. يقول حسينوف: «ليس من حقه أن يتهمنا بأننا أعداء للشعب». أما رؤوف عارف اوغلو، رئيس تحرير صحيفة يني موسافات المعارضة الذي سجن اكثر من مرة، فيتحدث عن جو من التخويف. يقول عارف اوغلو إن تنظيم نهائي يوروفيجين 2012 في باكو يمثل فرصة لتعريف الغرب بما يحدق بالبلد من شرور. لكنه في الوقت نفسه ينصح العاملين لديه بعدم انتقاد النظام بحدة وبأن يتجنبوا الكلمات القاسية عند التطرق الى الرئيس وأسرته. يقول عارف أوغلو: «لست قادرا على حماية طاقم العمل» مبررا بذلك الرقابة الذاتية التي يطبقها على صحيفته حيث يقول إن أي شخص من الوجوه صاحبة الانتقادات اللاذعة يتعرض للاعتقال وتوقيع الغرامة عليه ويقع ضحية إجراءات محاكم مزورة أو ربما الأسوأ وهو الحبس والعنف الجسدي، أضاف: ليس هناك شخص بمأمن من ذلك. ويسترجع أوغلو ذكرى المار حسينوف ناشر مجلة مونيتور المستقلة والذي لم يتم الكشف عن ملابسات قتله عام 2005، وأقرت سلطات باكو بوجود حالات عنف تستهدف الصحافيين.