للمرة ال(كم).. تهبُّ الريح الشرقية وهي تحمل رائحة البارود.. بأنّ إبناً من ابناء الشرق قُتل.. تارةً بطائرة.. وتارةً بعربة مفخخة.. وبالأمس تكرر السيناريو بذات الصورة المأساوية.. والأسئلة التي تولدت كانت أكبر من الحدث نفسه.. والمعلومات الغائبة تضاعف من تيارات الخوف. أفضل مدخل للحديث عن تفجير سيارة بورتسودان (البرادو) هو حديث سابق كان قد أدلى به وزير الإعلام السابق (المهندس) عبد الله على مسار لتلفزيون السودان عن إحتلال هجليج من قبل جيش الحركة الشعبية. حديثه معروف ولكن لمزيدٍ من التوثيق.. قال الوزير انّ مخطط الحركة الشعبية هو إحتلال هجليج ومن ثمَّ إحتلال كل جنوب كردفان وإحتلال مدينة الابيض (بشمال كردفان).. لتصبح قاعدة للطيران الإسرائيلي لضرب سد مروي وبقية الكباري والجسور. العيب ليس في مثل هذا الحديث.. فلو أنّه قيل في مدرسة أساس.. أو في معسكر دفاع شعبي.. أو أيِّ موضعٍ مشابهٍ.. لقلنا أنّ ضرورات المكان أملت على الوزير ما قال.. لكنّه قاله في تلفزيون السودان.. الذي ما زال بعض العقلاء يشاهدونه. اسلوب تنفيذ العمليات في البحرر الأحمر (ونسميها عمليات لأنّها مستمرة.. ولم يتأكد لنا نهايتها) يجري بصورة دقيقة.. بحيث يتمّ التصويب نحو (هدف) محدد.. لا تخطؤه العملية.. ولا تتجاوه الى غيره. في أفلام الآكشن يسمونها (الطريقة البريطانية = رصاصة واحدة تمضي نحو هدف واحد).. في مقابل (الطريقة الأمريكية = عدد لا نهائي من الرصاص والقنابل نحو هدف واحد).. ومصانع السلاح لا تتوقف عن الانتاج. مايزال السببُ غامضاً.. على الأقل لم تُصرِّح به الحكومة.. تلفزيون السودان قال (انفجرت سيارة برادو.. وتوفي بداخلها في الحال المواطن ناصر عوض الله أحمد سعيد.. 65/عاما.. تاجر ببورتسودان.. جراء الانفجار عند مدخل المدينة وتحمل العربة الرقم 09383).. وعرج لتصريح الشرطة. الشرطة نفسها لم تقل شيئاً سوى ما توافر لديها من معلومات عامة.. ولعجز الشرطة الولائية.. ارسلت الشرطة الإتحادية فريقاً من المباحث الجنائية والأدلة الجنائية والمتفجرات الى بورتسودان.. وسيصلون غداً (إن شاء الله) لبعد المسافة.. وسنعلم بقية التفاصيل. لكن الأدهى هو الخبر الذي تسرّب عن المركز السوداني للخدمات الصحافية أمس الأول والذي يُفيد بأنّ شعبة الأمن البحري نفت وجود أيِّ سفن أجنبية أو قراصنة في المياه الإقليمية.. وخبر الشُعبة جآء رداً على أخبار بوجود سفن أجنبية بالمياه الإقليمية تضايق الصيادين. مثل هذه الأخبار.. قصف سوناتا.. تفجير برادو.. تزرع الخوف في قلوب الناس.. مواطنين وأجانب.. لا سيّما أنّ البحر الأحمر إختارت طريق السياحة ليكون مصدر دخلها. مع أنّني أعتقد أنّها فرصة سانحة لتقوية العلاقة مع الله القوي الحافظ.. وبدلاً من قضاء بقية الوقت في الحزن على ما فات والخوف مِمّا سيأتي.. وندب الحظ وتلطيم الخدود.. أعتقد أنّ اللجوء الى الله هو أفضل الحلول المتاحة لكل السودانيين.. فالواضح أنّ الحكومة تعلم بمثل هذه الأخبار في ذات الوقت الذي يعلم فيه المواطنون.. وأنّها ليس بيدها أكثر مما هو ظاهرٌ للعيان. هل من حلٍّ آخر يجعل إستمرار الحياة ممكناً؟؟. [email protected]