اعتبرت الممثلة والمذيعة زينة كرم أن الإشاعات التي طاولتها في الآونة الأخيرة كانت محاولة من البعض لإيقاف مسيرتها الفنية، مضيفة أن «هذه الحرب أسعدتني لأنها تعني أنني قوية ومتواجدة على الساحة بقوة». وأكدت كرم - في حوار مع «الراي» - أن اهتمامها في المرحلة الحالية هي لعائلتها ولتأسيس منزل، أما البطولة المطلقة فتتركها إلى حينها، لافتة إلى أهمية اختيار الممثل لأدوار منوعة ومختلفة حتى يظهر ما لديه من قدرات كامنة ويختبر رد الفعل عليها. وتحدثت كرم عن علاقتها الفنية والعائلية بزوجها الفنان أحمد إيراج ووصفته بمستشارها الفني، إلى جانب حرصها على الظهور بشخصيات درامية مختلفة بما فيها الأدوار الشريرة التي قد تسبب ردوداً مختلفة من الجمهور... وإليكم التفاصيل: ما الأدوار التي تقدمينها في هذا الموسم؟ -انتهيت من تصوير دوري في مسلسل «اليحموم» في الامارات العربية وهو دور فتاة طيبة، كما أجسد شخصية مركبة وشريرة في مسلسل «أنت عمري»، وفي مسلسل «خوات دنيا» ألعب دور الفتاة صاحبة الشخصية القوية ولديها اعتداد كبير بذاتها وفي الوقت نفسه مخلصة لعملها، فطباعها التي تتسم بالقسوة تجعل مشاعرها لا تهتز أو تبكي بسهولة فلا تهتم بأحد إلا بوالدها الذي تحبه إلى درجة الجنون ولا تسعى إلى إرضاء أحد سواه. ألا يخيفك رد فعل الجمهور على دور الفتاة القاسية؟ - الممثل مثل «الجوكر» يتنقل بين أكثر من دور وشخصية بسهولة ولا يجوز أن يحصر نفسه في خانة واحدة وعليه أن يقنع المشاهدين بنفسه سواء قدم أدوار الخير أم الشر، وأحاول دائماً البحث عن كل ما هو مختلف وهذه الشخصية أقدمها للمرة الأولى، وأشعر بأن الجمهور سيقدر هذا. لكن البعض حصرك في أدوار معينة؟ -بالفعل، فعندما قدمت مسلسل «نور عيني» اعتقد البعض أنني سأحصر نفسي في تقديم الشخصية الأنانية والمتكبرة، وحتى جانب من الجمهور ربط بين التمثيل والواقع، وهذا أمر أسعدني كوني استطعت إقناعهم وجعلتهم يصدقونني، خصوصاً أن بعض الممثلين لا يستطيع إقناع الجمهور بأدائه في أدوار الخير أو حتى الشر. كررت العمل مع سعاد عبدالله في عملين متتاليين، ما السر؟ -أستمتع بالعمل مع «أم طلال»، فهي تستطيع أن تضع كل ممثل في الدور الذي يتناسب معه، وهذه موهبة في حد ذاتها فهناك أشخاص قد يمتلكون خبرة كبيرة ومع ذلك لا يقدرون على توظيف الفنانين في الأدوار الصحيحة، أما شخصيتي في «خوات دنيا» فكنت أتمنى تقديمها منذ زمن وما زاد فرحتي أنها وضعتني في دور مخالف لما قدمته في «فرصة ثانية». كيف ترين المنافسة داخل العمل الواحد؟ - أعتبره حافزاً لأبذل جهداً أكبر، فوجود ممثل «شاطر» يمنحني دافعاً إضافياً لتقديم أفضل ما عندي ولأجتهد أكثر. ما رأيك بمبالغة بعض الفنانات بالاهتمام ب«اللوك»؟ -هناك أدوار تتطلب أن «لا نكشخ» وأخرى تتطلب العكس، وبعض الفنانات لا يستطعن الالتزام بهذا، ولا ألوم الفنانات في ذلك لأن جزءاً من الجمهور يريد أن يرى الفنانة دائماً «كشخة». هل كنت موفقة في هذا الجانب؟ - نعم، فدوري في مسلسل «اليحموم» فتاة بسيطة تعيش في قرية بالفجيرة وملابسي في العمل عبارة «دراريع مالت قبل»، والبعض استغرب من موافقتي على تقديم هذا الدور. كيف تقيمين أداءك منذ بدايتك إلى الآن؟ - هناك اختلافات من مرحلة إلى أخرى، فالمجهود الذي بذلته في العمل الأول «نور عيني» خاص وشخصي، ومن الظلم أن يحكم على قدراتي كممثلة بناء على دوري الأول، ولا أريد أن يفهم من كلامي أنني لا أحب هذا العمل، بل على العكس فستبقى له مكانته في حياتي ومسيرتي، كما أنه حصد جماهيرية كبيرة وعلق في ذهن المشاهدين إلى درجة أن الناس يلقبونني ب «نور الشاشة الخليجية»، وبعده جاءت الأعمال الأخرى التي تبلورت فيها شخصيتي الفنية أكثر. ما الشهادة الفنية التي تعتزين بها؟ -شهادة الفنانة سعاد عبد الله التي قالت «أمامك مستقبل ونجومية كبيرة، وأنت خامة خطيرة»، وهذه الكلمات أعتبرها وساماً على صدري لأنها فنانة وقامة كبيرة وتشعرني بالمسؤولية، ولهذا أحرص على الاستماع إلى كل النصائح التي تسدى إليّ وأقوم بما يتناسب معي ويطورني كممثلة. ماذا عن ملاحظات زوجك أحمد إيراج لك؟ - هو مستشاري في كثير من الأمور الفنية. هل سعيت وراء التنوع والاختلاف في الأدوار التي تقدمينها هذه السنة؟ - هذا الموسم مختلف من ناحية الخيارات الفنية المتنوعة، وأعرف أن الجمهور سيعتبر أن بعض أدواري مستفزة، فسأظهر مع «أم طلال» بدور الفتاة القاسية، و شخصيتي في «أنت عمري» شريرة. أما في «اليحموم»، فأنا فتاة طيبة. تبدين سعيدة باختيارك لأدوار الشر؟ -الشخصية الشريرة والعنيدة تأتي عليها ردود أفعال، وأنتظر دائماً رد الفعل عليها، والدتي تحبني في أدوار الشر، لأنها مختلفة عن حياتي الطبيعية وتقول لي إنها تراني «غير» ومختلفة عن الحياة الطبيعية، وأكثر شخصية قدمتها وكانت قريبة لي بالفعل، في مسلسل «فرصة ثانية»، والممثل عندما يقدم دوراً يختلف عن طبيعته الحقيقية فهذا أمر جيد ويسعدني على الصعيد الشخصي. الوسط الفني ينقسم إلى «غروبات»... والبعض يحسبك على «أم طلال» هل هذا صحيح؟ -هذا شيء محمود ومذموم في الوقت نفسه، ولا أحب أن أحسب على «غروب» معيّن وأحصر نفسي مع مجموعة محددة بعينها، لهذا أجعل المعيار هو مناسبة الدور لي وفريق العمل الجيد الذي يبرز قدراتي. كيف وجدتِ العودة مع الفنان عبد العزيز المسلم بعد فترة خلافات؟ -لم تكن هناك خلافات من الأساس، وبعد مسلسل «نور عيني» لم يحدث أن جمعنا عمل إلى أن جاءت شخصيتي في «أنت عمري» بعد ست سنوات ولو كان هناك خلاف كما يشاع لما كنا عدنا اليوم، ولا توجد خلافات بيني وبين أشخاص أو جهات إعلامية «الدنيا ما فيها شي» والأموال تصرف وكل شيء يذهب ولا تبقى إلا الذكريات الحلوة. ولماذا أشيعت عنك هذه الأمور؟ -هناك من كان يطلق هذه الإشاعات بأنني غير ملتزمة وأنني أتأخر على «الأوردرات»، وكل هذا حتى يوقفوا مسيرتي الفنية. ومن المستفيد؟ -أناس لديهم مصالح، وهذه الحرب أسعدتني لأنها تعني أنني قوية ومتواجدة على الساحة بقوة. من منافستك في الساحة؟ -لا أنافس أحداً إلا نفسي، ويسعدني أن أعمل مع كثير من الممثلات، خصوصاً من هن في مثل مرحلتي العمرية أمثال هيا عبد السلام، هند البلوشي، صمود، بثينة الرئيسي، ونجاحاتهن تسعدني. لماذا ذكرت هيا عبدالسلام أولاً، أترين أنكما في الخانة نفسها؟ - ظهورنا على الشاشة كان في الوقت نفسه والجمهور تعرف عليّ في مسلسل «نور عيني»، وهي في مسلسل «أم البنات»، وكل واحدة منا تميزت باختياراتها وتركت بصمتها وفي النهاية لا أحد يأخذ مكان أحد. هل تزعجك الفنانات اللاتي يدخلن الساحة ويدعين أنهن كويتيات؟ -أتمنى النجاح للكل، فالساحة الفنية تحتاج إلى وجوه نسائية جديدة، ومن ناحية أخرى فالفن لا يقيّم على الجنسية بل بالموهبة فقط، وما يزعجني فقط أن يظهر أشخاص غير موهوبين وتسلط عليهم الأضواء. تمتلكين شركة إنتاج فنية، متى سنراك في بطولة مطلقة؟ -هي شركتي مع زوجي الفنان أحمد ايراج، ولدينا تحضيرات للعديد من المشاريع الفنية قريباً، أما البطولة المطلقة فهذا موضوع أتركه إلى حينه، هدفي ومشروعي الأكبر أن أؤسس بيتاً وعائلة. كيف كان رد فعل الجمهور على زواجكما؟ - سعادتهم في زواجنا لا يمكن وصفها، وقد جمعتنا الكثير من المواقف الطريفة مع الجمهور، ففي إحدى المرات كنا في مكان نشتري أغراضاً للمنزل، فاستوقفتنا سيدة كبيرة في العمر وطلبت أن «تيبب لنا» ونحن في وسط السوق. هل زواجك من فنان كان خطوة درستيها؟ -لا أقدم على خطوة قبل أن أحسبها جيداً، وربطتني بأحمد معرفة طويلة قبل الزواج، فهو زميلي وبيننا الكثير من الأمور المشتركة، بحكم عملنا في المجال نفسه، ثم ارتبطنا وهذا أمر أسعدني بأنني زوجة أحمد ايراج فهو رجل بمعنى الكلمة سواء في البيت أوخارجه. ألا توجد بينكما غيرة فنية؟ -لا يوجد لها مكان بيننا، فنجاح أي منا يصب في مصلحة الأسرة ونجاحنا يعتبر مساندة منا لبعضنا. لماذا ابتعدت فجأة عن مجال التقديم؟ -التقديم هو حبي، وكل التجارب التي قدمتها أحترمها وكانت إضافة إليّ في مسيرتي الفنية التي لا أقيسها بعدد السنوات بقدر ما هي نوعية. وكإعلامية راضية عن نفسي بكل ما قدمت لأنها كانت جزءاً من صقل شخصيتي، وحتى ما مررت به ولم يعجبني أعتبره إضافة لأنني تعلمت أن أختار ما يناسبني. هل سنراك مذيعة مرة أخرى؟ -حالياً لا يوجد برنامج أجد فيه نفسي أو أنني أشعر برغبة لتقديمه، وقد يكون الاتجاه العام حالياً لقنوات الخليج هو التركيز والاهتمام بالجانب الدرامي الذي تُضخّ له الميزانيات الكبرى، ولم يعد الاهتمام بالجانب الإعلامي بالقدر نفسه إلى درجة أن بعض البرامج باتت تظهر بصورة «تفشل» من ناحية الديكورات أو حتى الجوائز التي تقدمها، وأؤمن بأن الأمر إذا لم أقدمه جيداً فلا أقدم عليه، وهذا الكلام ليس من باب الغرور بقدر ما هو معرفتي بنفسي وقدراتي، فأنا «تعبت» على نفسي واجتهدت ومنذ أيام الجامعة كانت أولى تجاربي في الوسط الإعلامي وكبار الإعلاميين لم يختلفوا عليّ في شهادتهم، ولهذا أفضّل الجلوس في البيت على أن أظهر بشكل ضعيف. تبدين أكثر هدوءاً، فهل لاستقرارك دور في هذا؟ -الإنسان يختلف ويتغير من مرحلة إلى أخرى في حياته، وعملنا يسبب ضغط أعصاب نظراً لساعات العمل الطويلة، وهذا يتطلب منا أن نبحث عن كل ما يدفعنا إلى الهدوء والاسترخاء. ورغم أنني «ديناميكية» في حياتي العملية، إلا أنني أفضل أن أكون هادئة في حياتي الشخصية.
