ستخوض ماريا شارابوفا بأدائها الذي يعتمد على الضربات من الخط الخلفي بطولة فرنسا المفتوحة للتنس وهي مرشحة بارزة لإحراز اللقب الكبير الوحيد الغائب عن خزائنها وهو تغير كبير بالنسبة للاعبة الروسية التي تقيم في ميامي والتي لا ترتبط بعلاقة جيدة مع الملاعب الرملية الحمراء. وبعد اللقب الذي حققته في إيطاليا المفتوحة حين تغلبت في النهائي على الصينية لي نا بطلة فرنسا المفتوحة وانتصارها على المصنفة الأولى عالميا فيكتوريا ازارينكا في شتوتجارت قبل أسابيع قليلة فإن شارابوفا تملك أفضلية جيدة لإحراز اللقب في باريس. لكن فرصها قد تتأثر بانتصار الأمريكية سيرينا وليامز على الأرضية الرملية الزرقاء الجديدة لبطولة مدريد. وتعيش سيرينا التي تملك 13 لقبا في البطولات الأربع الكبرى - وهي مثل شارابوفا عانت من قدر غير بسيط من الإصابات خلال السنوات الماضية - عاما مشجعا وحققت في الفترة الأخيرة 17 انتصارا وأحرزت لقب مدريد. ودقت أجراس إنذار حين انسحبت سيرينا من مباراتها أمام لي في قبل نهائي بطولة إيطاليا بسبب ألم في الركبة لكن يعتقد أن هذا لم يكن سوى إجراء احترازيا خشية تفاقم الإصابة قبل الذهاب إلى باريس. وعادت سيرينا التي كانت قبل عام واحد لا تزال غائبة عن بطولات المحترفات بسبب إصابات ومشاكل صحية لتصبح ضمن أفضل خمس لاعبات في التصنيف العالمي وتريد الآن الحصول على لقب ثان في بطولة فرنسا بعد عشر سنوات من تتويجها لأول مرة. أما شارابوفا التي عانت دوما على الأرضيات الرملية فلم يسبق لها التتويج في رولان جاروس ووصلت الى الدور قبل النهائي مرتين آخرهما العام الماضي حين كانت أيضا مرشحة للفوز. وتقول شارابوفا التي لا يزال عمرها 25 عاما إن الصبر هو سر تحسن مستواها على الملاعب الرملية التي وصفتها يوما ما بأن الحركة عليها أشبه بحركة "بقرة على الثلج." وقالت شارابوفا بعد الفوز على لي في أجواء ممطرة في روما "لقد تحسن مستواي والسبب الرئيسي يعود للعامل البدني وللصبر. لم تتغير طريقة لعلي لكني أعتمد على الأشياء التي تحسنت في أدائي مثل الانزلاق وبالتأكيد على الإرسال." وستفضل سيرينا التي تعتبر باريس مدينتها المفضلة الأجواء الحارة. ولا يقوى أحد ولا حتى شارابوفا على مقارعة سيرينا (30 عاما) حين يتعلق الأمر بالأداء الهجومي وهي حقيقة يؤكدها سجلها الذي يشمل ثمانية انتصارات مقابل هزيمتين ضد منافستها الروسية. وقالت سيرينا التي تؤدي بثقة كبيرة في البطولات الأربع الكبرى "فقط أشعر بأني في حالة أفضل هذه المرة. أشعر أن بوسعي اللعب على أي نوع من الأرضيات وهذا هو الأسلوب المناسب لي. أستمتع بلعب التنس. هذه هي اللعبة التي أنتمي إليها والشيء الذي أحقق فيها أفضل ما لدي." وبينما لن يكون مفاجئا أن تتنافس اللاعبتان في المباراة النهائية لبطولة كبرى للمرة الثالثة بشرط أن تضعهما القرعة بعيدا عن بعضهما البعض في الأدوار السابقة فإن عقبات كثيرة قد تقف في وجه هذا السيناريو في ظل تألق لاعبات كثيرات منذ اعتزال جوستين هينان. ويضم الجيل الجديد ازارينكا لاعبة روسياالبيضاء والفائزة بلقب استراليا المفتوحة هذا العام والتي أثبتت بالفعل أنها تستحق صدارة التصنيف العالمي سواء بطريقة أدائها أو بثباتها الذهني الذي لم تظهره حتى الآن التشيكية بترا كفيتوفا بطلة ويمبلدون. وبدأت ازارينكا هذا العام بطريقة مدهشة ففازت بأول أربع بطولات من الموسم كما أثار أداؤها على الملاعب الرملية الإعجاب بوصولها للمباراة النهائية في شتوتجارت وفي مدريد عندما خسرت أمام شارابوفا وسيرينا على الترتيب. وانسحبت ازارينكا من دور الستة عشر في إيطاليا المفتوحة بسبب ألم في الكتف وقالت إنها شاركت في تلك البطولة لتجنب خصم نقاط من رصيدها وهو تعليق أثار ضيق شارابوفا التي ستسعد بالتأكيد لو استعادت صدارة التصنيف العالمي من لاعبة روسياالبيضاء. ومن بين المنافسات الأخريات يبرز اسم كفيتوفا رغم أنه سيكون عليها تحقيق توازن بين مهاراتها العالية وعدم ثبات مستواها. ولم تحرز لي التي أصبحت أول لاعبة من آسيا تفوز ببطولة كبرى العام الماضي أي لقب منذ ذلك الوقت ولو نجحت في الاحتفاظ باللقب فستكون مفاجأة أكبر من انتصار 2011.