بعدما نجحت أخيرا في ترويض الأرضية الحمراء في ملاعب رولان جاروس ستكون الوجهة التالية لماريا شارابوفا أقل صعوبة على العشب الأخضر في ويمبلدون حيث ستكون المرشحة المفضلة للفوز بعد أن أكملت حصيلتها من الألقاب الأربع الكبرى وعادت لقمة التصنيف العالمي للتنس. وبعد أن نفضت الغبار الأحمر عن شعرها الأشقر الطويل ودعت شارابوفا أقل أنواع الأرضيات قربا لقلبها والتي قالت يوما إنها تشعر عليها بأنها "كالبقرة حين ترقص على الثلج" سترحب اللاعبة الروسية بالملعب الرئيسي الذي تشعر فيه براحة كالمنزل تماما. وأصبحت شارابوفا مرة أخرى في صدارة التصنيف العالمي وستكون مرة أخرى المصنفة الأولى في ويمبلدون بعد أن نجحت في الفوز للمرة الأولى بلقب بطولة فرنسا المفتوحة. وفي طريقها لذلك التتويج أثبتت شارابوفا أنها تتفوق وبفارق كبير على بقية منافساتها في تنس السيدات. فأولئك اللائي يتوقع أن تنافسنها في ويمبلدون مثل الأمريكية سيرينا وليامز الفائزة باللقب في ويمبلدون أربع مرات والتشيكية بترا كفيتوفا بطلة العام الماضي قدمن عروضا ضعيفة قبل الوصول إلى لندن. وخسرت سيرينا بصورة مهينة في الدور الأول ببطولة فرنسا المفتوحة أمام فيرجيني رازانو بينما سقطت كفيتوفا أمام شارابوفا في مباراة من جانب واحد في الدور قبل النهائي قبل أن تخسر مجددا في نهائي بطولة ايستبورن. وبالنسبة لسيرينا فإن الهزيمة في باريس جاءت مفاجئة بعد أن بدت في حالة طيبة وحققت 17 انتصارا متتاليا بينهم الفوز باللقب على الملاعب الرملية في مدريد قبل الذهاب إلى فرنسا. وربما تكون سيرينا المصنفة السادسة عالميا هي اللاعبة الوحيدة التي يمكنها تحدي شارابوفا حين تلعب بمستواها وبأدائها الهجومي الذي منحها ثمانية انتصارات على اللاعبة الروسية مقابل هزيمتين فقط. لكن مع اقترابها من إنهاء المسيرة الحافلة في الملاعب والتي منحتها 13 لقبا في البطولات الأربع الكبرى ونجاتها من إصابة هددت حياتها فإن رغبة اللاعبة الأمريكية في المزيد تبدو محل شك. وقالت سيرينا بأسلوب فلسفي بعد الهزيمة في باريس "مررت بالكثير والكثير في جياتي وأعتقد دائما أن الأمور يمكن أن تسير للأسوأ." أما شارابوفا فستأتي إلى ويمبلدون بعدما انضمت لنخبة من عشر لاعبات فقط حصلن على جميع ألقاب البطولات الأربع الكبرى. وحين تضع هذا جنبا إلى جنب مع أدائها الرائع الذي منحها ثلاثة ألقاب في 2012 وأوصلها للمباراة النهائية ثلاث مرات في آخر اربع بطولات كبرى فإنها ستكون اللاعبة التي ستتطلع الأخريات للفوز عليها. وقالت شارابوفا للصحفيين بعد الفوز في باريس "لا أطيق الانتظار للسير على العشب وبدء العمل والاستعداد من أجل ويمبلدون. الكل يريد الفوز على البطلة والفوز على المصنفة الأولى عالميا لذلك حين أدخل إلى الملعب سأبدأ العمل لتحسين أدائي." وستوفر البيئة الخضراء في جنوب غرب لندن لشارابوفا التي حققت فيها أول ألقابها في البطولات الأربع الكبرى وهي في السابعة عشرة من عمرها فرصة مثالية لتتويج مستواها الرائع وتشديد قبضتها على صدارة التصنيف العالمي. وهي مرشحة بقوة للوصول للمباراة النهائية في البطولات الأربع الكبرى للمرة الثامنة لكن بينما ستكون هي بلا شك النجمة التي ستتسلط عليها الأضواء فإن أخريات سيشكلن عليها خطرا. ولن تتمتع فينوس الشقيقة الكبرى لسيرينا بتصنيف جيد في القرعة وستشكل بالتالي خطرا على أي لاعبة مصنفة يقودها الحظ العثر لمواجهتها في أدوار مبكرة. وتراجع تصنيف فينوس إلى المركز 55 على العالم بعد معاناة مع مرض مناعي أجبرها على الانسحاب من بطولة أمريكا المفتوحة العام الماضي ومن بطولة استراليا المفتوحة هذا العام. وخسرت فينوس في الدور الثاني في باريس لكن الملاعب العشبية حيث يزداد الإرسال والضربات قوة ستصب في صالحها مثلما قالت ماريون بارتولي للصحفيين في ايستبورن "لو لعبت ضدها في الدور الأول فسيكون وضعك سيئا." ودخلت كفيتوفا ويمبلدون العام الماضي وهي المصنفة الثامنة ولم يكن كثيرون يراهنون على فوزها بلقبها الأول في البطولات الأربع الكبرى. وستعود اللاعبة التشيكية لتدافع عن اللقب. وقالت كفيتوفا أثناء مشاركتها في بطولة ايستبورن "أعتقد أن الدفاع عن اللقب أمر صعب. كانت المرة الأولى ولم تكن الضغوط كبيرة علي.. فقط لعبت ولم يكن كثيرون يتوقعون فوزي." وكانت التوقعات عالية لفيكتوريا ازارينكا لاعبة روسياالبيضاء قبل بطولة فرنسا المفتوحة بعدما بدأت العام بالفوز بأربعة ألقاب متتالية بينها استراليا المفتوحة. لكن خروجها من الدور الرابع أمام دومينيكا سيبولكوفا في باريس وسجلها في ويمبلدون حيث لم تتجاوز المصنفة الثانية عالميا دور الثمانية يعني أن الرهان عليها أقل من كفيتوفا والشقيقتين وليامز. وبخلاف شارابوفا صاحبة المستوى الثابت فإن تنس السيدات أثبت أنه يصعب التوقع فيه حيث تتقدم لاعبات من بعيد لتشكلن تحديا لأسماء كبرى. وفي باريس كان الدور على سارة ايراني التي شقت طريقها للنهائي رغم أنها كانت في المركز 24 بالتصنيف العالمي لكن اللاعبة الايطالية نفسها لا تتوقع أن تكرر هذا على الملاعب العشبية. وقالت ايراني بعد الخسارة في نهائي فرنسا المفتوحة "لا أتوقع الوصول للنهائي في بطولات أخرى."