قد يظن البعض أن رش دفق من الماء المالح في الأنف لا يوازي في أهميته الراحة التي يولدها الاسترخاء في مياه البحر الدافئة. لكن إن كنتم ممن يظنون ذلك، فأنتم مخطئون بالتأكيد. لأن هذه الخطوة لها تأثيرات إيجابية في حماية مجرى التنفس والعناية به، خصوصاً في الفترات التي نبتلى بها بأمراض الرشح والزكام. إليكم بعض الأسئلة في هذا المجال وإجاباتها. هل يجب غسل الجيوب الأنفية؟ ينقي الغشاء المخاطي في الأنف آلاف ليترات الهواء يومياً. وبما أنه يتفاعل مباشرة مع البيئة المحيطة بنا، يشكل حاجز الحماية الأول من العوامل الخارجية (مثل الفيروسات والبكتيريا والملوثات ومسببات الحساسية...) في جهازنا التنفسي. ينقي الغشاء المخاطي الهواء قبل وصوله إلى الرئتين. وبما أنه يتعرض دوماً للهجمات، فقد يقع ضحية التهاب موضعي، ما يؤدي إلى جريان الأنف والعطس وإفراط في إنتاج المخاط. نتيجة لذلك، ينسدّ الأنف ونشعر بصعوبة في التنفس. صحيح أن الغشاء المخاطي يحمينا، إلا انه هو أيضاً بحاجة إلى حماية. لمَ يُعتبر غسل الجيوب الأنفية مفيداً؟ بما أن عملية الغسل هذه تساعد الغشاء المخاطي في التخلص من كمية المخاط الزائدة وغبار الطلع والفيروسات والبكتيريا... التي تتراكم على سطحه، تتيح للغشاء المخاطي الاضطلاع بدوره على أتم وجه وحمايته من أي مشاكل. وبما أن غسل الأنف يخفف أيضاً من احتقانه، يحد أيضاً من العجز عن التنفس بسهولة والشعور بالضيق الذي يرافقه. نتيجة لذلك، يُعتبر غسل الأنف من الخطوات المهمة في حماية الأنف والحنجرة، خصوصاً ألا تأثيرات سلبية لها. كذلك، يعدّ من الخطوات الأساسية في العناية بالرضع والأولاد الذين لا يجيدون بعد التمخيط. علاوة على ذلك، يُعتمد غسل الأنف كوسيلة لإراحة مرضى الحساسية الأنفية والتخفيف عنهم. ما السبيل الأفضل لغسل الأنف؟ في حالة الرضع: يمكن غسل أنف الرضيع إن شاءت الأم قبل تناول الوجبات أو الرضاعة. من الضروري تمديد الرضيع على ظهره والحفاظ على رأسه مائلاً نحو اليمين أو اليسار لتفادي إثارة القصبة الهوائية، ما قد يسبب الاختناق في بعض الحالات. يرش الرذاذ في المنخر العلوي بطريقة تتيح له الخروج من المنخر الآخر. أما الإفرازات المتبقية داخل الأنف، فمن الضروري شفطها بواسطة أداة لسحب المخاط من أنف الرضيع. في حالة البالغين والأولاد الذي يجيدون التمخيط: يتيح غسل الأنف التخلص من الإفرازات العالقة عميقاً داخل الجيوب الأنفية. يرش الرذاذ داخل كل منخر من منخري الأنف والرأس محني فوق المغسلة. يُسدّ المنخر العلوي قبل الضغط على الرذاذ. وفجأة، يبدأ السائل بالخروج من المنخر المغسول. من الضروري بعد ذلك التمخيط جيداً للتخلص من الإفرازات كافة. ولا بد من الإشارة في هذا السياق أن منتجات تنظيف الأنف هذه تُستعمل دوماً قبل أي أدوية يأخذها المريض عبر الأنف، لا بعدها. ما هي التدابير الأخرى التي يمكننا اتخاذها للحفاظ على صحة أنفنا؟ من الضروري تفادي الهواء المليء بالدخان أو الملوثات أو المسببات للحساسية. كذلك، تفادَ الانتقال فجأة من جو حار إلى آخر شديد البرودة. ولا تبالغ في تدفئة الغرف. تتراوح الحرارة المثالية بين 19 و20 درجة مئوية. فضلاً عن ذلك، لا تنسَ تهوئة المنزل كل يوم. واحرص على ترطيب الجو دوماً، خصوصاً إن كنت تستعمل جهاز تدفئة يعمل على الكهرباء. كذلك، يمكن إضافة بضع قطرات من الزيوت الأساسية إلى مياه ترطيب الجو. والأهم من ذلك ألا تنسى ترطيب جسمك بانتظام بشرب كميات كافية من الماء وغيره من مشروبات ساخنة أو باردة. أي نوع من الرذاذ أختار؟ - محلولات ملحية (إسوية التوتر isotonique): ترتكز في تركيبتها على مياه البحر. تُرفع نسبة الملح في هذه المحلولات لتعادل ما يتوافر في سوائل الجسم. تكون هذه المحلولات غنية بالعناصر الأساسية فتدخل الأنف وتنظفه وتنزع عنه الشوائب كلها. يمكن استعمالها يومياً. - محلولات مفرطة التوتر (hypertonique): تحتوي على كمية كبيرة من كلوريد الصوديوم، الذي يخفف من احتقان الأنف. تُلائم هذه المحلولات مَن يعانون الزكام أو الحساسية. - محلولات تحتوي على مطهرات وتسهل تنظيف الأنف: تلائم الحالات التي يكون فيها الشخص لمعرض لخمج ما، مثل العلامات الأولى للإصابة بالزكام. - محلولات غنية بالأملاح المعدنية (منها النحاس والكبريت والمغنيزيوم): تساهم في الحد من نوبات المرض والحساسية.