أصدقائي الشعراء من كل لون وكل جنس وبأي لغة ، وهم رياحين هذا الزمن وكل الأزمنة للحديث منها والقديم ، وهم شهود للعصر وجوهر الأشياء وبريقها وهم الدهشة والسؤال والصرخة ، وهم الارادة والتحدي . لست شاعراً ولكنني أحب الشعر والشعراء وقاريء مدمن لابداعاتهم ومسافر دائم مع توهجهم ومع قصائدهم الجميلة التي تخبيء الفرحة والبشارة ، وفي ياقوت الموسيقي المخبوء في دواوينهم الشعرية ، وفي الخصلات الممتدة عبر الزمن تجسد روعة العيون ، وفي قبضات الرجال الكادحين الملتصقين بالأرض عن اقتناع حينما تتغير السماوات بالكراهية والعهر وعندما يصبح السقوط مظلة تحتمي تحتها الأوطان . الشاعر عندي هو ذلك المتوهج بالأحاسيس والذي يحمل مشعل الوعي وناقوس اليقظة وسبورة المعرفة - وهو الذي يرحل بنا بعيداً في مناخات من الوعد والثورة ومن الجمال والبهجة - يذكرنا بأروع ما فينا من قيم ومباديء ويزرع في داخلنا الوطن بكل اخضراره وعافيته وسلامة أهله . وكثيرون هم الرائعون .. وبيننا هذه الأيام أحد هؤلاء الرائعين ولعله من أروعهم وهو شاعر الثورة والحُب الرائع هاشم صديق ، وقد تابعت كما تابع غيري كافة الأنشطة الثقافية لهاشم صديق بنادي الجسرة وبقاعة الهلال الأحمر القطري . ان كنا نعجز عن شكر الأشقاء القطريين في الاحتفاء بهاشم صديق فنحب التأكيد أن هذا ليس جديداً عليهم فهاشم قد أحب هذا البلد وأهله وهم أحبوه عبر المؤسسات الثقافية والاعلامية وهي علاقة عشق متبادل قد نكون نحن جميعاً خيوطها المذهبة . الجديد في حضور هاشم صديق خلال هذه الزيارة أنه قدم لنا جديداً كنا نتعطش اليه وأن يجعلنا نعيش ترفاً كنا نحلم به ، أن نسمع الشاعر يقرأ لنا أشعاره بنفسه وقدم لنا « شمار سعدية بت جبريل » و « الغريب والبحر » وكانت ليلة مشهودة وجديدة ومختلفة والتحية لكل من ساهم في نجاح هذا العمل الابداعي . وأعتقد أنه حتي تكون المجموعتان الشعريتان الصوتيتان متاحتين لجميع السودانيين في الدوحة يجب أن يتم عرضها بمركز أصدقاء البيئة تحت رعاية الصديق عادل التجاني فهذه الدواوين المتوفرة علي شكل « سيديهات » تعد نقلة نوعية في مسيرة الشاعر الحافلة بالعطاء لتكون بمثابة توثيق لابداعاته وروائعه الشعرية . والجميل أيضاً أن حضور هاشم صديق شهد ميلاد « دكة الثقافات السودانية » التي تربطها رؤي انسانية وطنية وهموم ثقافية واختارت اسماً يعكس مفهوماً لثقافة تعترف بالتعدد والتنوع، وقالت عواطف حسين انها دكة نجلس عليها بعودة ومحبة صادقة لنمتع عقولنا بفنوننا وثقافتنا وتراثنا الزاخر ونحتفي عليها بالمبدعين من شعراء وكُتاب وأدباء وموسيقيين وفناني مسرح وسينما وتشكيل ننمي فيها ثقافاتنا السودانية المحلية وندون عليها اللغات الخاصة للجماعات السودانية ، دكة تحارب الاستعلاء والاقصاء والكراهية وترسخ لثقافة السلام واعلاء قيم الحياة الآمنة والاستنارة الحرة ، دكة الحرية والابداع الحر والفكر الحر . و أضافت حسين : فهاشم صديق ينشر من أجل الوطن ويقرأ أشعاره دفاعاً عن القضايا الانسانية ينجح دائماً في أن يصل بكلماته البسيطة والعميقة الي قلوب الملايين من محبيه وعشاقه ، كتب العديد من الأعمال المسرحية وحصد العديد من الجوائز القيمة والهامة مثل جائزة الدولة التقديرية كما كتب العديد من المسلسلات الاذاعية والأفلام والمسلسلات التلفزيونية أحيا عدداً من الأمسيات الشعرية والثقافية في الدوحة وعادة ما تشهد هذه الأمسيات حضوراً استثنائياً من حيث عدد الجمهور من مختلف الجنسيات . صحيفة الراية القطرية