الفن والسياسة أجبرها على الابتعاد لفترة طويلة ناي سليمان: انتهى زمن الألبومات الفن يعكس الفوضى... وشعراء الكلمة اللبنانية الحقيقية باتوا نادرين بعض الشركات دعمت من لا يستحقون الدعم.. فتكبدت خسائر فادحة بيروت - ماري عبدو أصدرت الفنانة ناي سليمان ألبومها الأول والوحيد "جوايا جرح" عام 2006, ومنه صورت أغنية "مين أنا" لكنه لم ينل حظه من التسويق نتيجة حرب تموز, فغابت ناي نتيجة الوضع المزري لكن بالنسبة لها فالحياة مستمرة, وفيما الناس كانت تتظاهر في شوارع بيروت, كانت هي تحيي سهرة فنية في مطعم "نهوند" لأنها اعتادت على الأجواء في لبنان. ثم عادت بأغنية "انت قمري" وديو مع "ارجعلي" مع الفنان جورج دفوني. انها فنانة صادقة وديناميكية وشقية جداً, وهكذا كانت أجواء لقاء "السياسية" معها. لماذا غبت ست سنوات? لم أغب لكن الوضع العام أجبرني على ذلك. وعدنا لأننا كفنانين نرسم البهجة والسرور على وجوه الناس. هل تذكرك الناس بعد العودة? أكيد وهذا الأمر أفرحني. لقد تذكروا اسمي قبل وجهي لأن الكليب لم يسوق ليحفظوا صورتي. وصلت أغنيتي إلى الدول العربية قبل صورتي. هل يرسخ كليب "انت قمري" صورتك لدى الجمهور العربي والمحلي? بالتأكيد هذا ما يفعله خصوصاً أنني في انطلاقتي استعملت اسم "ناي" من دون اسم العائلة. أفرحني أن الناس ربطوا بين الاسمين, وكلما زاد عرض الكليب رسخت صورتي أكثر. كذلك بالنسبة إلى اطلالتي الاعلامية التي تسوق صورتي واسمي والكليب. فكرة الكليب قائمة على لقطات جمالية تركز عليك لكن النهاية مفتوحة على احتمالات عدة وفيها خيال, فما هي? الخطوة المقبلة هي التي ستعطيكم الجواب. أنا أصلاً أحب المساحات الحرة والحرية والطبيعة. والمخرجة رندلي قديح فهمتني فوراً وارتحت للتعامل معها. ليس كل مديري الأعمال يتحملون الفنان المتطلب, فهل تعاني ادارتك من هذا الأمر? أنا مديرة أعمال لمدير أعمالي »تضحك عالياً«. أنا أذكره بالمواعيد والمقابلات والحفلات وكل شيء. فيستطرد جيلبير فياض ليقول: هذا أمر جيد لأنه ينبغي أن يكون الفنان متابعاً أيضاً لأعماله. وتعود نايا للقول: الاتفاق في الآراء هام والتنسيق والتفكير الواحد في الاتجاه نفسه يريحنا معاً. وتضيف ضاحكة: اذا صعب على الأمر أرميه عليه وأصرخ بأعلى صوتي فيحضر فوراً كالفانوس السحري. الواضح أن شخصيتك دقيقة في كل شيء? بالفعل فهذا ما تقوله لي والدتي ودوماً تردد لي أنني سأتعب في حياتي. الانتاج الفني اليوم بات خاصاً, هل تلقيت عرضاًَ من الشركات القليلة الباقية? أكبر شركات الانتاج اليوم تقاعست عن الانتاج وعانوا مشكلات مادية نتيجة ضمهم أصوات لا تستحق الدعم. ألا يوجد نجم واحد يستحق أن يتعبوا من أجله. الأمثلة كثيرة عن نجوم كبار ضموهم وأوقفوا لاحقاً أعمالهم كما حصل مع الراحلة وردة الجزائرية التي أوقفوا أعمالها مع بلال الزين. الانتاج اليوم يرتبط بالاعلان والرعاية, فما ايجابية وسلبية الموضوع? هو أمر جيد أن يساعد الفنان نفسه مادياً حتى يقدم عملاً كاملاً على مستوى جيد لأن انتاج ألبوم اليوم بات أمراً مكلفاً. هل ما زال هناك تواجد للألبومات? في نظري كلا. حتى في الغرب أوقفوا اصدار الألبومات منذ فترات بعيدة واعتمدوا على أغنيات فردية ناجحة. أي فنان أصدر ألبوماً كاملاً ونجحت كل أغنياته? الأمثلة على ذلك كثيرة, واذا كانت هناك فعلاً أغنيات عدة جميلة فهي لا تبرز كلها. الناس اليوم صاروا يحبون الأغنيات الناجحة والفنانون اليوم يقدمون أغنيات غيرهم من الأعمال الناجحة. المشكلة التي حصلت بالنسبة إلى تسريب الديو "ارجعلي" دخلت أروقة القضاء, كم أساءت اليك هذه الضجة وكم أفادتك? صراحةً, في بداية الأمر لم أهتم للموضوع, وكنت أتسلى لأن الأغنية سربت لكنها لم تبث على الاذاعات. لكنني بلغت مرحلة الانزعاج الكبير لأنني صرت أتلقى رسائل هاتفية عن أن أغنيتي مسروقة وتبث على الاذاعات وهذا غير جائز. كان الأمر محصوراً بالانترنت لكن اليوم صارت تبث على الاذاعات بصوتهما, فبدأت بفورة التعصيب والمحاكم بيننا وأنا واثقة من نفسي والقضاء. لقد أضروا بأنفسهم كما أظن. كيف تم الديو مع جورج دفوني وليس غيره, ومن تختارين غيره? لم أفكر في الديو لأنني في بدايتي, وأركز على الأغنية. وجورج أحب أغنية "انت قمري" وهو يغني عادةً في أميركا. فحضر إلى لبنان ليتعرف بي واعتقد البعض أنه أتي لينافسهم. فحصل اللقاء واستمعت إلى الديو وأحببته. أما من أختار غيره فلا اسم في بالي لأني لا أفكر في الأمر. ما حصل قد حصل بالصدفة وليس بالتخطيط علماً أن الفنانات تبحثن عن اسم مشهور كبداية لكنني أحببت العمل وهذا أهم بالنسبة لي. والناس حكموا على صوتي وأدائي. هل يجوز أن تتضمن الأغنيات التجارية مفردات سوقية تحت صفة الشعبية? أحيي في هذا الخصوص الشاعر منير بو عساف الذي حافظ على الأغنية والكلمة اللبنانية على مستوى راق لأن شعراء الكلمة اللبنانية الحقيقية باتوا نادرين. هناك كلمات غير مقبول أن نسمعها. اسمعي أغنيات منير بو عساف من وائل كفوري إلى أغنيتي إلى غيري, مهما صارت شعبية تبقى راقية. هل الفن المتجه نحو الدبكة يعكس واقع مجتمع متوتر? الفن اليوم يعكس واقع الفوضى. اللون اللبناني جميل جداً ولا يمكن أن يؤديه أياً كان, وليس كل الوقت نغني النوري. ما زال العصر للأغنية الرومانسية أيضاً لهذا السبب أقول أن الأذواق مختلفة, وأنا أغني كل الألوان لأن صوتي مطواع وأحب المسرح أكثر من الاستديو. صحيح أغنيتي هادئة لكن ليست شخصيتي لأنني على المسرح "مهيبرة". ماذا بعد انت قمري" وديو "ارجعلي"? أعد أغنية جديدة من كلمات منير بو عساف وألحان زاهر البابا. لدي أيضاً عدد من الحفلات في الصيف في أربيل ومهرجانات في راشيا وغيرها من القرى اللبنانية من دون أن ننسى الأفراح.