يتأهب قطاع عريض من المغتربين هذه الأيام إلى مغادرة محطاتهم الخارجية، والتوجه إلى السودان، كي ينعموا بالإجازة بين الأهل والعشيرة، حيث تبقت أيام معدودة بعدها تدخل المدارس في السعودية ومنطقة الخليج في إجازة صيفية تمتد إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، وتمثل الإجازة سانحة جيدة للسودانيين للاتقاء بالأهل، وإنجاز بعض المشاريع.. عبر المساحة التالية نتعرف على استعدادات السودانيين لتمضية الإجازة بوطنهم وهم ينعشون الأسواق بشراء الهدايا للأهل والأصدقاء. وقال ياسر محمد عبيد: منذ شهر بدأت استعداداتنا للإجازة، حيث أصبحت الأسواق وجهتنا خلال يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع، وقد أنجزنا خلالها الكثير من الواجبات المتعلقة بالهدايا، وبعض الاحتياجات الخاصة بالأسرة. وأضاف: الإجازة رغم تعلقنا بها، إلا أنها تستنزف الجيوب بصورة كبيرة، فإلى جانب الهدايا المتعددة، تصبح معدلات الصرف في السودان أعلى، خاصة أن الجميع هناك يترقب من العائد من الاغتراب أن يصرف بسخاء، طالما عاد من أرض الريالات والدولارات، وهم لا يهتمون بأية متغيرات قد حدثت في دول الاغتراب نتيجة الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالعالم، وأدت لانخفاض رواتب المغتربين. وأوضح عبد الدافع محمد العركي أن الاستعداد للإجازة يبدأ منذ وقت مبكر، خاصة من قبل النساء المولعات بالتسوق، لدرجة أنهن يحولن الشقق لمستودعات للملابس والأحذية التي تذهب إلى الأهل والأقارب كهدايا راتبة. وأضاف: رغم الظروف الاقتصادية المعروفة التي يعانيها المغتربون، إلا أنهم يحرصون على شراء الهدايا، باعتبار أن إجازة بلا هدايا بلا طعم، لذلك سنحمل تبعات هذه العادة، وسنصبر عليها حتى يكتب لنا الاستقرار في الوطن. وأكدت أم سلمى إسماعيل أنها في العام الماضي لم تسافر لقضاء الإجازة بالسودان لإصرار زوجها على عدم شراء أية هدايا، لأنه مشغول بتكملة بناء منزله، لذلك فضلت البقاء بالسعودية مع أبنائها، بينما سافر هو بمفرده وبدون هدايا. وأضافت أنهم هذا العام ولله الحمد بدأوا في شراء الهدايا منذ وقت مبكر، رغم عدم رضاء زوجها بحجة أنه لم يكمل المنزل، غير أنه أمام إصرار الأسرة وافق على شراء الهدايا، وتمنت أن تجد الأجواء طيِّبة لتمضية الإجازة بين الأهل والأحباب بعد غياب دام أكثر من عامين. وشدد حمد النيل شيخ الدين على أن الهدايا أصبحت من الأدبيات التي يصعب التخلي عنها، وذكر أن أي مغترب عائد إلى السودان، قبل لن تكتمل «إجراءات» سفره ما لم تكن الهدايا قد اكتملت، ومهما يتعالى الحديث حول أن أمر الهدايا أصبح من الماضي، فإن هذا الحديث لا يصح أمام الواقع الذي يعيشونه اليوم. وبين أن كثيراً من المغتربين يعانون التقلبات الاقتصادية، ولكن أمر الهدايا لا علاقة له بأية ظروف مهما صعبت، وتمنى أن تكون إجازة هذا العام أفضل من سابقاتها، وأن ينعم السودان بالأمن والاستقرار.