افتقد الوسط الفني، وخاصة الغنائي، خلال العامين الماضيين، بعضاً من المبدعين والعمالقة في مجال الغناء, كان لهم عطاء فني كبير، خلال مسيرتهم الفنية، التي استمرت لسنوات طوال، قدموا خلالها مجموعة من الأعمال الغنائية الكبيرة والجميلة، والتي لا يزال أفراد الشعب السوداني يرددها حتى الآن.. (الأحداث) بحثت مدى تأثير رحيل بعض المبدعين بالساحة الغنائية. رحيل العندليب في العام الماضي، وتحديدا في شهر سبتمبر، صحت البلاد على خبر رحيل العندليب الأسمر زيدان إبراهيم، بعد أن كان طريح الفراش بمستشفى المروة بالعاصمة المصرية القاهرة؛ ليودع الفن السوداني أحد اللذين قدموا عطاءً فريداً ومتميزاً ليحظى بقاعدة جماهيرية عريضة خاصة عند شريحة الشباب. الأمين عبد الغفار وقبل أن يلملم العام 2011م أطرافه عاد الحزن مجدداً إلى الحان الأغنيات برحيل الفنان الأمين عبد الغفار بالعاصمة الأردنية عمان, لتودعه البلاد في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك من العام الماضي.. البلاد تبكي وردي شهر فبراير للعام الحالي 2012 م رحل فيه أحد عمالقة الطرب، وأعمدة الغناء والموسيقى في السودان، وهو الموسيقار محمد عثمان وردي, وخيّمت حالة من الحزن والبكاء على قطاعات واسعة من المجتمع السوداني عقب سماعهم وفاة فنان السودان وإفريقيا الأول، الموسيقار محمد عثمان وردي، عن عمر ناهز الثمانين عاماً، لتنقل خبر رحيله القنوات العربية والعالمية، ويعم الحزن ربوع الوطن الكبير, ليشيعه جمع غفير إلى مقابر فاروق بالخرطوم. نادر استفتاء للفن وما هي إلا أيام وشهور حتى عاد الحزن ليسكن القلوب في شهر مايو الماضي برحيل مفاجئ للفنان الشاب نادر خضر (حبيبو)، كما يحلو لعشاقه مناداته إثر حادث حركة، وهو قادم مع فرقته الموسيقية من مدينة عطبرة، والتي أحيا فيها حفلا بجامعة نهر النيل, وتم تشييعه إلى مقابر حمد النيل في موكب مهيب كان بمثابة استفتاء لجماهيرية نادر وحب الشعب السوداني للغناء والطرب الأصيل.. تواصل الأجيال رحيل هؤلاء المبدعين تحدث عنه عدد من رصفائهم بأنه قد يؤثر كثيراً في الوسط الفني ويشكل تحدياً كبيراً للأجيال الحالية من الفنانين والأجيال التي تليهم.. حول هذا الموضوع، تحدث إلينا الفنان الشاب عاطف السماني، قائلاً «لقد عرف العالم، ورأى كثير من أبناء هذا الشعب معنى ومقدار الحب الحقيقي للفن بصورة عامة «. وأشار إلى ضرورة أن تواصل الأجيال الحالية المسيرة بتقديم الأعمال الجيدة والاجتهاد أكثر, وأبان السماني أن أي فنان سوداني رحل سيظل باقياً بأعماله التي قدمها خلال حياته وتتوارثها الأجيال. أعمالهم تخلدهم وقال الفنان بلال موسى «كل شخص منا له أجل لن يؤخر». وأضاف أن كل المبدعين الذين رحلوا، وعلى رأسهم الموسيقار محمد عثمان وردي، لهم عطاء سيخلد أسماءهم وستظل أعمالهم باقية بيننا. وأشار موسى إلى ضرورة إحياء ذكراهم. وأوضح أن فقدهم له تأثير كبير بالفن السوداني . جرح لن يندمل أشار الملحن أحمد المك في حوار سابق ل (الأحداث) إلى أن الوسط الفني لم يفقد فنانين عاديين، لقد فقد نجوماً كباراً وعمالقة وركائز أساسية، مثل عثمان حسين وزيدان إبراهيم والأمين عبد الغفار ومحمد عثمان وردي، وأخيرا الفنان الشاب نادر خضر. وقال «لا شك أن في فقدهم فقد كبير للوسط الغنائي، خاصة وردي وعثمان حسين، لأنهما ركائز أغنياتنا ولأنهما قدما لنا فناً وإنتاجاً مختلفاً وكبيراً، أما نادر وزيدان فهما صاحبا قاعدة جماهيرية لا يستهان بها، ولهما شعبية كبيرة، وهما قمم ونجوم كبار بقدر العطاء الذي قدماه لنا، وكان يمكن أن يقدما لنا أكثر، ولكن هي مشيئة الله، وأكبر دليل على حديثي هذا ما رأيناه مؤخرا في المجموعة الكبيرة التي جاءت لتشييع فقيد الشباب نادر خضر.. ورحيلهم جرح كبير لن يندمل أبدا». وأبان أن تعويض رحيلهم ليس بالأمر السهل، ولكن يمكن ذلك بالاهتمام بالأغنية الجادة، التي أشار إلى أن الاهتمام بها أضحى ضعيفاً، وكذا انتاج أعمال جادة. وقال إن هذا الأمر يعد مؤشراً خطيراً ويجعل الفن السوداني يسير نحو التدهور. الاحداث