قبل عشر سنوات أو يزيد أطاحت الخصخصة بابن الخالة حسبو ، واكتشف أن فوائد ما بعد خدمته الطويلة ( يادوووب ) تشتري حمار كارو بعجلين . ودقش بعربته الحيوانية السوق ، ونسي المكتب والوظيفة والأناقة التي اشتهر بها . وحكي لي يوما ما أن أحدهم سأله عن أجرة نقل ( شوّال عجور ) من مكانه إلي سوق 6 بالحاج يوسف ، فرد عليه بكذا جنيه ، فتهكم السائل بالرد ( أصلك سايق حمار ولا رقشة ؟ ) . ومضي عقد من الزمان علي هذه الحكاية ، ونهب السدنة البترول – أو شطفوه – ولم ينسوا الدهب والحديد الخردة ، وباعوا مشروع الجزيرة ، ودقّوا جرس الدلالة في القطاع العام وشالوا ما خفّ حمله وغلا ثمنه إلي بلدان تركب الأفيال ثم قالوا للناس ( الحكومة أفلست والوضع بطّال ) فرد الشعب ( دا لعب عيال ) . ثم قرر التنابلة زيادة البنزين ، واجتمع مجلس شوراهم ، والمجلس الوطني وراهم وراهم وقالوا أن الزيادة ستعلن في الوقت المناسب . ومن قبل إعلان زيادة المحروقات البترولية زادت حكومة الخرطوم فئات النقل بالعاصمة بمقدار 30% ، وأرادت صديقتنا نهي الزعلانة نقل شوّال سكر ( مضروب ) من دكان حلتهم إلي بيتهم لمسافة لا تزيد عن خمسين متراً فطلب العربجي ثلاثة جنيهات ، ولما رأي اندهاشها قال لها عشان البنزين زاد وكدة . ثم حكي لها عن زيادة سعر البرسيم بسبب زيادة تكلفة إنتاجه ونقله وهلم جرا ،حيث لا يوجد بدل عليقة ، وعن الجنيه الذي صار حديدة بفعل سياسات النظام . وهكذا يعرف محمد أحمد السوداني أن زيادة أسعار المواد البترولية ترفع أسعار كافة السلع والخدمات . ويعرف أن كل جنيه زيادة في جالون البنزين يجيب 2 مليون جنيه في اليوم للسدنة ، يعني 2 مليار جنيه بالقديم ، وكل جنيه زيادة في جالون الجازولين يجيب 3 مليون جنيه في اليوم للتنابلة ، يعني 3 مليار جنيه قديم . و ما تقلعه الحكومة من المواطن يوفر رفاهية السدنة وترفها ونعيمها ، كما يوفر البمبان والسلاح لزوم المظاهرات . أما كل جنيه ينزع من المواطن ، فيعني إلغاء وجبة ، ونقص في الهيموقلوبين ، وحمي وشحتافة روح وموت في آخر المطاف . قال برلمان السدنة أن الإصلاحات الاقتصادية – يقصد زيادة الأسعار – ستكون مرضية للمواطن ، ونسي أن يضيف إلي الجملة عبارة ( من الدرجة الأولي ) وهم أعضاء المجلس ورؤساء لجانه وأقربائهم وأصهارهم ( القائمون ) ليلهم وال ( نائمون ) نهارهم الميدان