الطالبه ميساء.. حطمت شماعة توفير الإمكانات وأثبتت أنه لامستحيل مع العزيمة والإصرار.. وإلا فكيف لها أن تحقق نجاحاً بنسبة 91,7% إضافة لإحرازها (96) درجة فى مادة الأحياء لتصبح بذلك الأولى على كل السودان... وهي تسكن فى حي بلا كهرباء ولامياه وتجد صعوبة كبيرة فى المواصلات بأحد أحياء نيالا الطرفية..كما أنها في الأصل يتيمة الأب وتعمل والدتها (فراشة) في إحدى المؤسسات..ولعل كل تلك الظروف الصعبة جعلتنا نجلس إليها ونسمع منها قصة نجاح في مثل تلك الظروف..فماذا قالت ل(السوداني)..؟ قصة الشمعة واللمبة: تقول الطالبة ميساء آدم عبدالعزيز آدم إنها جلست للشهادة السودانية من مدرسة الفرقان الثانويى الخاصى بنيالا بولاية جنوب دارفور وأحرزت 91,7 %الثانية على مستوى الولاية بينما تحصلت على المرتبة الأولى في مادة الأحياء على مستوى السودان محرزة (96)درجة متفوقة على الأولى في الشهادة السودانيه آلاء التي أحرزت (96%)، ولفتت ميساء إلى أن نجاحها تحقق بجهود مشتركة من الأسرة على رأسها والدتها سمية حسين عبد الله حمد الله التي كانت تتابعها لحظة بلحظة لعدم وجود والدها ضابط الشرطة والذي توفى منذ العام 2006م إلى جانب أسرة المدرسة ووقفة كل المعلمين معها منوهة إلى أن المدرسة لايوجد بها مذاكرة جماعية ولكن إدارة المدرسة تقوم باختيار الطلاب النابغين.. وهي تفضل المذاكرة وحدها حتى تركز أكثر وتذهب إلى المنزل أسبوعياً للمراجعة.. إلى جانب حل الامتحانات السابقة وكشفت ميساء عن أنها تذاكر دروسها (بالشمعة ولمبة البطارية)..بسبب أن حي الوحدة غرب الذي تسكن فيه الأسرة لاتوجد فيه كهرباء أصلاً وهو من الأحياء الطرفية للمدينة..! فروقات بيئية: وأوضحت ميساء أنها تعود من المدرسة حوالي الثالثة ظهراً وتأخذ قسطاً من الراحة، ومن ثم تعاود مواصلة القراءة في الرابعة والنصف عصراً وحتى المغرب..ومن ثم من الثامنة مساء وحتى الحادية عشرة مساء، وبعد ذلك تأخذ قسطاً من النوم وتبدأ مذاكرة الصباح من الرابعة صباحاً وحتى الساعة السابعة، منوهة إلى أنها تعاني يومياً في كيفية الوصول إلى المدرسة بسبب بعد الحي من مركز المدينة.. وبالتالي هناك صعوبة في المواصلات لذلك تعودت على المشي يومياً ولمسافات بعيدة حتى تجد المواصلات.. مؤكدة أنها رغم الصعوبات اليومية لديها إصرار لإكمال مشوارها التعليمي مشيرة إلى أنها كانت تتوقع أن تحرز المرتبة الأولى على مستوى مدرسة البنات والثانية على مستوى الولاية، وتحقق لها ما أرادت.. وعندما سألتها (السوداني) عن لماذا لاتضع نفسها الأولى على مستوى السودان كما أحرزت الأولى في مادة الأحياء على مستوى السودان..؟؟ أجابت ميساء بعد ابتسامه عريضة وخفض رأسها للأسفل: (يا أستاذ أنا واضعة الفروقات البيئية والاجتماعية بيننا وبين ناس الخرطوم وحتى ناس المدينة داخل نيالا ...فكما ترى نحن نسكن في حي بعيد من المدينة ونعاني من المواصلات والكهرباء والمياه وليس به أي خدمات ومع ذلك لدى الرغبة للمنافسة لكن تهزمني الإمكانات الخدمية والتي هي فوق طاقتي وطاقة الأسرة بالإضافة إلى أنني يتيمة ... وبالجد لوفي كهرباء ومواصلات كان وضعي أصبح ملائماً ولنافست على المركز الأول على مستوى السودان ولكن كما ترى الحال ...! نصائح غالية: ونوهت ميساء إلى أن لها مشاركات في البرامج الثقافية بالمدرسة وهي مقدمة برامج بالمدرسة ومعجبة جداً بالمذيعة إيناس..التي تقدم برنامج عزيزي المشاهد بتليفزيون السودان كما أن لها اهتمامات شعرية ومعجبة بالشاعر أحمد شوقي ...بينما في الرياضة تشجع الهلال ومعجبة بأداء كابتن الهلال هيثم مصطفى.. ووجهت ميساء رسالة للطلاب عبر( السوداني) مفادها أن كل طالب وطالبة إن أراد التفوق والصعود إلى قمم النجاح عليه أن يتخطى كل الصعوبات التي تواجهه وأن يكون لديه هدف معين وتابعت (من كد وجد) وقالت إنها تريد أن تدرس الطب لكن والدتها شجعتها لدراسة الصيدلة. السوداني