تتدرب ضابطات الشرطة الأوكرانيات على المشاركة في وحدة نخبوية من الحارسات الشخصيات وهنّ يرتدين الكعب العالي ويضعن قلادات من اللؤلؤ ويحملن أسلحة أوتوماتيكية. ومع استمرار بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم، توضح «شبيغل» أن أحدث العملاء يشملون بعض المسؤولين من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم واللاعبين النجوم. ارتدت كاتيا (25 عاماً) زيها التنكري بشكل مثالي وكانت أشعة الشمس تنعكس على أظفارها المطلية بعناية. كانت تنتعل حذاء عالي الكعب بكل أناقة وترتدي بلوزة باللون الفيروزي وتضع قلادة من اللؤلؤ حول عنقها. كانت تحمل أيضاً قراب مسدس، تضع في داخله السلاح الأوكراني النموذجي الخاص بالشرطة (مسدس شبه آلي أسود من طراز فورت12-). يتعالى صوت الطلقات النارية في ساحات التدريب في شمال شرق العاصمة الأوكرانية كييف. في هذا المكان المحاط بغابة، يتم تدريب وحدة خاصة من الشرطة المحلية. لكن نادراً ما يعمل أعضاء هذه الوحدة وهم يرتدون زي الشرطة. بل إن النساء فيها يرتدين غالباً بذلات رسمية أو تنانير قصيرة. تتدرب نساء مثل كاتيا ضمن وحدة «تيتان» (Titan) التابعة للشرطة الأوكرانية كي يصبحن حارسات شخصيات. غالباً ما تسهر هؤلاء السيدات على أمن السياسيين ورجال الأعمال الأثرياء في أوكرانيا، مع أنهن لا يستطعن الكشف عن الأشخاص الذين يعملن لحسابهم. لكن في الوقت الذي تتجه فيه بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم لعام 2012 إلى ذروتها مع اقتراب موعد المباراة النهائية في كييف اليوم، وجدت الحارسات الشخصيات فئة جديدة من العملاء. هنّ يحمين كبار الشخصيات في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ونجوم كرة القدم الأجانب. حارسة شخصية تقف فيكتوريا مقابل مرمى إطلاق النار وتطلق عيارات نارية حتى يفرغ سلاحها. بينما تضع تلك الشابة (24 عاماً) مسدسها من طراز «فورت12-» تحت سترتها، تبدو غامضة في سلوكها (وهي لا تختلف بذلك عن رجال الأعمال الذين تحميهم في العادة). بعد إنهاء المرحلة المدرسية، درست فيكتوريا القانون في أكاديمية وزارة الداخلية. لكن بدل العمل في الخدمة المدنية، قررت أن تصبح حارسة شخصية: «عمل والداي في سلك الشرطة وأردتُ العمل في المجال نفسه». يقول ألكسندر تسابليا الذي كان يدرب الحراس الشخصيين طوال ثماني سنوات: «المرأة أكثر براعة في مجال الحراسة الشخصية لأن ردة فعلها أسرع». بحسب رأيه، يفكر الرجل بالاستراتيجية التي يجب اتباعها عندما يتعرض للهجوم، بينما تتحرك المرأة وفق حدسها. كذلك، تجيد المرأة التعامل مع الضغوط النفسية التي تطبع هذا العمل أكثر من الرجل. يوضح تسابليا: «حراسة شخص غريب في كل خطوة يقوم بها على مدار الساعة أمر مُرهِق فكرياً». لكن من هم العملاء؟ وفق سفيتلانا فلاديميروفنا، المتحدثة باسم وحدة «تيتان»، يشمل 70% من العملاء رجال الأعمال وعائلاتهم. أما البقية، فتشمل السياسيين أو البيروقراطيين أو كبار الشخصيات الخارجية. تتلقى وحدة «تيتان» نحو 200 طلب انتساب من النساء كل سنة، لكن تنجح سبع سيدات منهنّ فقط في تجاوز عملية الانتقاء. بحسب قول تسابليا، يرتكز العامل الحاسم حصراً على القوة الذهنية لا على الشكل أو الكتلة العضلية، ويجب أن يتمكن الحارس الشخصي من رصد الخطر مسبقاً. كذلك، يجب أن يتمكن من التصرف كالآلات في أخطر المواقف. المجازفة بالحياة تكشف لودميلا (28 عاماً) عن كيفية تعاملها مع المعتدين خلال جلسة التدريب: حين ينقضّ عليها رجل يحمل سكيناً، تمسك لودميلا بذراعه وتحمله في الهواء ثم ترميه أرضاً وتشهر المسدس في وجهه. قبل بدء التدريب مع وحدة «تيتان»، كانت لودميلا مدرّسة أدب ولغة أوكرانية. سرعان ما اقتنعت بخوض مضمار الحراسة الشخصية بسبب ارتفاع الراتب، إذ نادراً ما تكسب أي مدرّسة أكثر من 250 يورو (300 دولار) شهرياً في أوكرانيا. نجحت كاتيا ولودميلا وفيكتوريا وغيرهنّ في حماية العملاء من محاولات اغتيال متعددة. لكن يبقى هذا العمل خطيراً. منذ سنتين، قُتل زميلان لهنّ عندما اقتحم قتلة مأجورون أحد المباني واغتالوا رجل أعمال كانا يحرسانه. يقول تسابليا: «في هذه الوحدة، يعلم الجميع أنهم يجازفون بحياتهم». تزوجت كاتيا منذ ثلاث سنوات. هي تؤكد أن زوجها يدعم مهنتها وأنهما يحلمان بتكوين عائلة. لكن وفق قواعد وحدة «تيتان»، ستضطر كاتيا إلى مغادرة عملها إذا أنجبت أكثر من ولد. تقول المتحدثة فلاديميروفنا: «العائلة يجب أن تحتل الأولوية في هذه الحالة».