«موية رمضان» التي انتشرت فى المجتمع السوداني تجاوزت قيمتها، واصبحت ارثاً وموشراً لمقدم الشهر الكريم، وباتت من أوجه المفاخرة «البوبار»، وتجاوز البعض «بموية رمضان» قيمة الاحترام والتقدير التى تقدم لتقوية الروابط الاجتماعية، وفقا لامكانيات الاسرة، وتقدم لأم العريس وذويه، وكانت فى مجملها تتم وفق امكانيات الاسرة. وكان قوام «موية رمضان» الحلومر والتمر، غير انها باتت هاجسا للاسرة، اذ باتت تتضمن الاوانى المنزلية الفاخرة مصحوبة بالثلاجات والبوتاجازات وجملة من الاوانى المنزلية المستوردة لاهل العريس. «الصحافة» التقت بعدد من المواطنين للوقوف على معانى «موية رمضان» بين الأمس واليوم. تقول فاطمة محمد سليمان التى التقينا بها فى السوق وهى تعمل على تجهيز احتياجات رمضان، عندما سألناها عن «موية رمضان»: «موية رمضان» عادة قديمة من زمن الحبوبات، لكن الآن بدأت تأخذ منحنى آخر، فبعد ان كانت تحتوى على الاحتياجات الضرورية من حلومر وابرى ابيض ومجموعة من الاوانى المنزلية وكمية من السكر، تغيرت الآن وباتت هاجسا للأسرة، وصارت من صور «البوبار» وباتت تتضمن الثلاجات والبوتوجازات التى تقدم الى اهل العريس، اضافة الى اطقم الاوانى المستوردة كاطقم العشاء و«الموية» والقهوة والمأكولات التى يتم شراؤها بالجملة باسعار خرافية، وهذه الهدايا الهدف منها رفع شأن العروس لكى تعيش معززة وسط اهل الزوج. وابانت فاطمة ان البعض يرى فيها تقديرا لاهل الزوج، لكنها تجاوزت المعقول، وباتت نوعا من الترف و «البوبار» الذى نهى عنه الإسلام. غير أن تهاني محمد ترى أن «موية رمضان» من الاشياء التى لا يمكن التخلى عنها. وبمجرد خطوبة الفتاة تقوم أم العروس بتجهيزها، وترى تهانى أن «موية رمضان» من العادات الجميلة التى تقوى الصلات بين الاسر بتبادل الهدايا، مشيرة الى انها تحتوى على مجموعة من الاوانى المنزلية، اضافة الى المشروبات والملابس، مؤكدة حرص عائلتها على تقديم اغلى ما عندها الى اهل العريس، وتعتبر الامر نوعاً من الاحترام والتقدير، لذلك تجتهد ام العروس فى تقديم أكثر وأغلى مما يدفعه العريس. نضال إبراهيم قالت: موية رمضان باتت بذخا وحالة من «الشوفونية» التى نهى الدين عنها، وحمدت نضال لأسرتها عدم الالتفات لمثل هذه الممارسات السالبة، خاصة أن بعض الأسر باتت تبعث بالنسوة الى الخارج بهدف استيراد الاواني المنزلية والاجهزة الكهربائية من ثلاجات وبوتجازات لأهل العريس. وختمت نضال حديثها مطالبة بالتخلي عن هذه الظاهرة، أو أن يتم ذلك بسعر معقول. آمنة سليمان قالت إن «موية رمضان» مظهر اجتماعي يعمق التواصل بين الاسر، وتتوقف ما تتضمنه من هدايا على الامكانيات، مشيرة إلى أن بعض الأسر الميسورة تبعث بكل جميل في السوق من المستورد، واشارت آمنة الى ان تكاليف «موية رمضان» وصلت الى مليون جنيه. وأمام أحد المحال التجارية، تحدث أحمد سيد أحمد قائلاً: لدي أربع بنات، اثنتان متزوجتان والأخريان تمت خطبتهما، لكن أقسم بالله إنني لم أفعل مثل هذه الاشياء، لأن الاحترام عمره ما كان بمثل هذه الصورة من المباهاة.