كشف وزير الصحة الاتحادية امام مجلس الولايات أخيراً، عن ارتفاع نسبة الاصابة بالتهاب الكبد الوبائي. واشار إلى اصابة ووفاة «454» حالة خلال الفترة الماضية، وكان انتشار الوباء في عدد من انحاء الولاية قد أثار علامات من التعجب والقلق وسط المواطنين الذين تساءلوا عن اسباب انتشاره، وطالبوا بضرورة محاصرة الوباء حتى لا يفتك بالمزيد من الانفس. ولمعرفة اسباب انتشاره استنطقت «الصحافة» الدكتور اسماعيل بشارة وزير الصحة بولاية شمال كردفان الذى قال إن الاصابات المذكورة في التقرير إصابات تراكمية منذ عام 2007م. وقال إنهم لاحظوا في عام 2010م أن هنالك ارتفاعاً في عدد الإصابات في المنطقة الغربية مثل صبى وابوراى وام دفيس، وذلك بعد إجراء مسوحات للمناطق التى وردت منها التقارير عن وجود إصابات، وقال بشارة إنهم استعانوا بفرق من صحة البيئة وأتيام الوبائيات الاتحادية، وكانت النتيجة أن أغلب الإصابات ناتجة عن مشكلات المياه خاصة في مناطق الصخور الاساسية، حيث يعتمد المواطنون في شربهم على الأحواض الخرصانية والحفائر والصهاريج دون مواصفات. وقال بشارة إن مصادر المياه غير الآمنة ارتبطت ببعض الفيروسات المرتبطة بالمياه، وأوضح إن هنالك أسباباً أخرى لانتقال الفيروس، منها طريقة عرض المأكولات و«التشليق» بالأمواس المستعملة، إضافة إلى عدم وعي أغلب المواطنين بكيفية انتقال المرض، ولكن يبقى السبب الاساسى وهو المياه الملوثة. وأكد بشارة أن جهودهم لم تتوقف لتقليل الإصابة واحتوائها، وذلك بالتضامن مع مشروع إصحاح البيئة والمنظمات والمياه ووزارة الصحة الاتحادية. وقال إن جهود الصحة الولائية وحدها لا تكفى لمحاصرة المرض، بل يتطلب ذلك تعاون وزارة الموارد المائية والمجتمع المدنى وإصحاح البيئة والجهات ذات الصلة بجودة المياه، وهناك عمل جارٍ تنفيذه مع وزارة الصحة الاتحادية لتوفير فلاتر لتنقية المياه وصهاريج وأحواض نموذجية عبر شركات مختصة بأسعار مخفضة، إضافة إلى تمليك الوزارة أجهزة لفحص المياه، إلى جانب تدريب العاملين على التعامل معها. وقال بشارة إن أتيام المتابعة مستمرة في أداء عملها، وآخر تيم كان بمحلية الخوى قبل أسبوع، وبدأنا مع مشروع درء آثار الجفاف في عمل لتحسين مصادر المياه. وفى جولة قامت بها «الصحافة» قبل ثلاثة أشهر شملت سبع محليات شمال وغرب الولاية، أكدت حديث الوزير حول تلوث المياه التى يشرب منها المواطن، حيث رصدت «الصحافة» حينها أن المواطن والحيوان يشربان من مصدر واحد عبارة عن حفير، كما أن أحواض تخزين المياه التقليدية انتشرت في معظم قرى المحلية الغربية، ويتم تشييدها في العراء دون مواصفات صحية، مما يجعلها عرضة للتلوث. ولاستحالة حفر آبار أو دوانكى حيث أن المناطق آنفة الذكر منطقة صخور أساسية، كان الحل لتوفير المياه عبر تلك الأحواض والحفائر المكشوفة، كما رصدت «الصحافة»، عبر استطلاعها مختصين، أن معظم الأمراض مثل «الكبد الوبائى والبلهارسيا» ناتجة عن انتقال الفيروس أو العدوى من تشاد إلى دارفور إلى المناطق الغربية والشمالية من ولاية شمال كردفان، حيث وجدت المناخ الملائم لها في المياه الراكدة في الحفائر والخزانات والمياه التقليدية، مما يتطلب جهداً أكبر من الدولة لمحاصرة المرض، حيث أن المشكلة ليست مشكلة وزارة الصحة وحدها، بل مرتبطة بجهات أخرى ذات صلة. الصحافة