قبل أربعة عقود ، فاجأت السباحة الأسترالية الناشئة شين جولد (15 عاما) الجميع وأحرزت ثلاث ميداليات ذهبية محطمة ثلاثة أرقام قياسية في دورة الألعاب الأولمبية (ميونيخ 1972) إضافة إلى ميدالية فضية وأخرى برونزية رغم أنها كانت لا تزال في الخامسة عشر من عمرها. وأعلنت جولد بعد ذلك اعتزالها. والآن ، تستعد السباحة الأسترالية الأخرى ليسل جونز /26 عاما/ التي تجيد منافسات سباحة الصدر للمشاركة في أولمبياد 2012 بلندن لتكون الدورة الأولمبية الرابعة التي تشارك فيها. وقالت ليسل ، بعد تأكد مشاركتها مع البعثة الأسترالية في أولمبياد لندن "إنه أمر مدهش لأن تدريباتنا قوية للغاية ومزعجة لدرجة تجعل البعض لا يستطيع الاستمرار عليها لفترات طويلة". وتستمد ليسل إلهامها من السباحة الأمريكية المخضرمة دارا توريس التي شاركت في خمس دورات أولمبية وكانت أكبر سباحة على الإطلاق تشارك في بعثة أمريكية بالدورات الأولمبية عندما شاركت في أولمبياد بكين 2008 وهي في الحادية والأربعين من عمرها. وعندما كانت توريس في الخامسة عشر من عمرها ، حطمت السباحة الأمريكية الشهيرة أول رقم قياسي أمريكي لها وذلك في سباق 50 متر حرة ثم حطمته مجددا بعد ستة وعشرين من عمرها. وتخلص السباح الأسترالي جيوف هوجيل من 40 كيلوجراما من وزنه ليلحق بالبعثة الأسترالية في دورة ألعاب الكومنولث التي أقيمت في نيو دلهي العام الماضي. وفاز هوجيل /33 عاما/ في هذه الدورة بسباق 100 متر فراشة ولكن حلمه في المشاركة بأولمبياد 2012 تبدد في أديلايد مؤخرا حيث فشل في تحقيق النتائج المرغوبة في الاختبارات المؤهلة. كما أخفق مواطنه مايكل كليم /34 عاما/ في الاختبارات التي أجريت في أديلايد. وسبق لكليم أن اعتزل في عام 2007 بعد بطولة العالم للسباحة والتي أقيمت في ملبورن. ولكن الصدمة الكبرى في اختبارات أديلايد كانت ناجمة عن إخفاق أيان ثورب /29 عاما/ . وقال ثورب ، الذي فشل في بلوغ الأدوار النهائية بهذه الاختبارات ، "القصة الجميلة تحولت إلى كابوس". ويغيب ثورب بذلك عن البعثة الأسترالية في الأولمبياد للمرة الثانية على التوالي حيث غاب أيضا عن أولمبياد بكين 2008 وكانت آخر مشاركة له مع أستراليا في دورة ألعاب الكومنولث عام 2006 . وقال بطل التجديف السابق نيك جرين ، المسئول عن البعثة الأسترالية في أولمبياد لندن والمكونة من 500 رياضيا ورياضية ، إن ما يزعج ثورب حاليا ليس غيابه عن المشاركة مع البعثة الأسبانية على مدار ست سنوات وليس تقدمه سنه وإنما هو سوء تقديره للزمن الذي كان يحتاجه في الاختبارات من أجل العودة الناجحة. وأوضح جرين ، الذي شارك في دورتين أولمبيتين وخمس بطولات عالم ، "ولكن عندما يكون الأمر متعلقا برياضي يعلم كيف يتسابق وكيف يفوز ، فإن ثورب ما زال يمتلك هذا". ولكن زميله نجم التجديف الآخر درو جين لا يرى الأمر على هذا النحو حيث يرى أن ستة شهور لا تمثل وقتا كافيا للعودة وأن أصعب شيء بالنسبة للرياضيين البارزين هو الحفاظ على أفضل أداء وليس الوصول إلى هذا المستوى من الأداء. وقال جين "أرى أن الرياضيين الأكبر سنا يستطيعون بالفعل التألق مثلما كانوا دائما.. يمكنك العودة إلى المستوى المعهود بشكل سريع للغاية". وتمثل السباحة الشهيرة ستيفاني رايس /23 عاما/ دليلا على ذاك حيث أجرت جراحة كبيرة في كتفها في ديسمبر 2011 ولكنها تأهلت إلى أولمبياد 2012 حيث تشارك في سباقي 200 متر و400 متر متنوع. وحققت رايس زمنا أفضل في الاختبارات التي أجريت في أديلايد عن الرقم الذي أحرزت به ميداليتها البرونزية في بطولة العالم بشنغهاي العام الماضي. وأوضحت رايس أنها وصلت لأولمبياد لندن من خلال التدريب الجاد. وقالت "أعتقد أنالناس استبعدوني من المنافسة في السنوات القليلة الماضية ولكن من الجيد أن يأتي الرد من خلال الأداء في حوض السباحة". وتثق ليسل جونز ، التي شاركت في المنافسات الدولية قبل 12 عاما ، في الفوز بالميدالية الذهبية لسباق 100 متر صدر رغم عدم تحقيقها الرقم الذي سجلته المرشحة الأولى للسباق الأمريكية ريبيكا سوني في السنوات الست الماضية. وتثق جونز في الهدوء والثقة بالنفس والقوة الذهنية التي تتزايد بالتقدم في السن والخبرة مما يساعدها على تحقيق النصر.