في حادثة غير متوقعة، اضطر المصلون التونسيون الثلاثاء الى قطع صلاة التراويح والهروب من مسجد الهداية في مدينة باجة شمال غربي تونس، بعد أن تطورت مناوشات داخل المسجد بين مجموعتين من المصلين الى اشتباكات، تم خلالها استعمال الغاز المسيل للدموع والسلاح الابيض. ونقلت وكالة الانباء التونسية، يوم الثلاثاء أن الخلاف نشب بعد «إقدام مجموعة من المصلين السلفيين على الافطار داخل الجامع قبل أذان المغرب بدقائق اقتداء بأحد المفكرين». وأضافت أن هذا «ما رفضته مجموعة أخرى محسوبة على التيار السلفي الجهادي وإمام الجامع» الذين اعتبروا تصرف المجموعة الاولى «بدعة» وقالوا انه «يستند الى أحاديث ضعيفة». وكان الخلاف قد تطور الى أعمال عنف استعمل خلالها المتناوشون الغاز المسيل للدموع والاسلحة البيضاء، وتبادلوا التهم وتراشقوا بالكلام البذيء، في ظل غياب كلي لمصالح الأمن دون أن تعطي تفاصيل حول سقوط جرحى أم لا. يذكر أن هذا الجامع شهد في فترات سابقة عدة مشاحنات مماثلة بين هاتين المجموعتين على خلفية أنشطة فكرية وخلاف حول إمامة المصلين. وتتجه الأوضاع في تونس الى مزيد من التأزم بسبب فشل الحكومة في احتواء حالة الاحتقان الاجتماعي، إضافة الى الخلاف المحتدم حول طبيعة الحكم، ويرى المراقبون أن الخريف القادم سيكون عاصفا لأسباب عدة منها حلول الذكرى الأولى لانتخابات 23 أكتوبر 2011 دون الوصول الى تحديد موعد للانتخابات المقبلة ودون الحسم في مضمون الدستور الجديد.