كشفت دراسة النقاب عن دواء جديد يساعد على التخلص من الوزن الزائد وذلك بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه في الحفاظ على الوزن الجديد. وعلى الرغم من تطبيق الدواء على الفئران إلا أنّ النتائج التي توصل إليها الباحثون تعد واعدة، إذ أنهم يعتقدون أنّ بإمكانهم الاعتماد عليها للتوصل إلى تطوير علاج للبدانة لدى البشر. ويزيد هذا الدواء من حساسية الجسم تجاه هرمون الليبتين المسؤول عن كبح الشهية، ويشرح الباحث الذي ترأس الدراسة ذلك بقوله"لا يساعد هذا الدواء على التخفيف من الوزن فحسب، بل إنّه ومن خلال تنبيه الجسم لمحتواه الطبيعي من الليبتين يساعد على الحفاظ على الوزن الجديد أيضاً" ويتابع القول "لذلك نعتقد بأنّ هذا الاكتشاف الذي توصلنا إليه هو اكتشاف مبشر، حيث سنتمكن من تطوير فئة جديدة من المركبات التي تساعد على التخلص من السمنة والبدانة ومعالجة العواقب الاستقلابية الناتجة عنها". ويشير الباحثون هنا إلى أنّ الاعتماد على متممات هرمون اللبيتن وحدها للإنقاص من الوزن الزائد لدى البشر لم تكن بالآلية الفعالة، ويعتقدون أنّ ذلك مرده إلى انخفاض الحساسية تجاه ذاك الهرمون، الأمر الذي يؤدي إلى انعدام الاستجابة له رغم وجوده في الجسم، فرغم عدم اتضاح آلية حدوث انعدام الحساسية من هرمون الليبتين كلياً، يظن الباحثون أنّ مستقبلات القنب التي تتوسط الشعور بالجوع التي تسبب به الماريجوانا والمواد المخدرة الموجودة بشكلها الطبيعي في الجسم في قد تكون السبب وراء ذلك. لذلك يرى الباحثون أنّ حجب تلك المستقبلات مع تقديم المزيد من هرمون الليبتين قد يكون أمراً فعالا يساعد على إنقاص الوزن على المدى الطويل. وطور العلماء أدوية مضادة للبدانة تستهدف مستقبلات القنب من النوع الأول (CB1R) حيث تم بيع صنف دوائي منها في أوروبا يعرف باسم ريمونابانت في بدايات 2006، لكن ما لبث أن سُحب من الأسواق نظرا للمشاكل الجانبية المرتبطة بالاضطرابات النفسية التي تسبب بها، بما فيها القلق والاكتئاب والميل للانتحار. وللتقليل من تلك الأعراض قام الباحثون بتركيب دواء آخر يستهدف مستقبلات القنب لا يستطيع عبور الدماغ بسهولة كما في دواء الريبونام، إلا أنّ ذاك الأخير لم يكن فعالاً في ما يتعلق بالإنقاص من الوزن وتحسين الوظيفة الاستقلابية، ويرجح الباحثون أن ذلك مرده إلى آلية عمل الدواء نفسه. أما في الدراسة الجديدة فقد قام الباحثون بتجربة مركب جديد يدعى ب JD5037 يستهدف مستقبلات القنب دون أن يكون قادراً على عبور الحاجز الدماغي، ووجدوا أنّه كبح الشهية لدى فئران التجارب ما تسبب بخسارتها للوزن كما حسن من الوظيفة الاستقلابية لديها، والأهم من ذلك كله أنّ الباحثين لم يلحظوا أية علامات للقلق أو غيرها من الآثار الجانبية السلوكية لدى الفئران. ويضيفالباحث كونس "تمثل البدانة مشكلة صحية عامة متنامية، فهناك حاجة قوية لأنواع جديدة من الأدوية لمعالجة السمنة والحد من مضاعفاتها الاستقلابية بما فيها مرض السكري ومرض الكبد الدهني".