وجد رجل يقطن جنوب قطاع غزة في تمجيد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، وتقديم القهوة العربية غير المحلاة بالسكر والتمور لرواد مقهاه في اشارة الى حالة الحزن والعزاء، طريقة للتعبير عن تعاطفه مع ضحايا قافلة 'اسطول الحرية'، التي تعرضت لهجوم من الكوماندوس الاسرائيلي قبل وصولها الى غزة محملة بالمساعدات، فاستبدل محمود زعرب ، في منتصف العقد الخامس، اسماء ابنائه القديمة، واصبح يطلق عليهم رجب، وطيب، واردوغان، وهو الاسم الثلاثي لرئيس الوزراء التركي الذي اتخذ موقف اكثر حزما تجاه اسرائيل عقب هجومها على سفن 'اسطول الحرية'. واصبح المقهى الذي يملكه زعرب على شاطئ بحر مدينة خانيونس جنوب القطاع، اشبه ببيوت العزاء التي تقام للشهداء الغزيين الذين يسقطون بنيران اسرائيلية. وزين وابناؤه المكان بالاعلام التركية الحمراء الكبيرة، الى جانب وضع صور للقادة الاتراك، واستبدل العصائر والمياه الغازية الباردة التي تقدم للمصطافين على البحر في هذه الاوقات، بحبات التمر و'القهوة السادة'، وهي قهوة عربية تقدم في فناجين خاصة دون سكر، في بيوت العزاء. واوضح زعرب في تصريحات صحافية ان هذه الخطوة اي مراسم 'بيت العزاء'، ستستمر حتى ثلاثة ايام متتالية، وفق العادة في غزة. وذكر زعرب انه انتظر كباقي الغزيين وصول القافلة بشغف كبير. وكان هجوم الكوماندوس الاسرائيلي الاثنين الماضي على 'اسطول الحرية' الذي كان يقل مساعدات طبية وانسانية للمحاصرين في غزة ويحمل مئات المتضامنين والشخصيات الرسمية اوقع تسعة شهداء، وعددا كبيرا من الجرحى، غالبيتهم يحملون الجنسية التركية. ومنذ ذلك اليوم دخل القطاع في حالة حداد وحزن شديدين، ونفذ اضراب تجاري حزنا على الضحايا شل كافة مناحي الحياة في غزة. ويقول المواطن زعرب ان ما فعلة يأتي 'من باب التقدير لمن قدموا لمناصرة المحاصرين في غزة'، وعبر عن ثقته في الدور الكبير لتركيا في المنطقة، وقدرتها على 'نصرة غزة'، وقال 'قضيتنا الآن في ايد امينة لان امثال هؤلاء الذين سقطوا في معركة كسر حصار غزة هم القادرون على تلبية نداء القدس يوم تحين معركة المقدسات ونيل الحقوق'. ويحرص المواطن زعرب على عرض المسلسل التركي 'صرخة حجر'، الذي يتحدث عن واقع الاحتلال الاسرائيلي. يشار الى انه اقيم في مرفأ الصيادين بمدينة غزة الذي كان يتهيأ لاستقبال 'اسطول الحرية'، بيت كبير للعزاء، في المكان الذي خصص لاقامة احتفالية بوصول القافلة، وام البيت الذي زين بصور قادة تركيا واعلام الدول المشاركة بالاسطول الاف الفلسطينيين.