قدم مدير الطيران المدنى المهندس محمد عبد العزيز استقالته لرئيس الجمهورية حسب زمة «كومون» ولكن من غير المعروف ان كانت الاستقالة مسببة لحادثة طائرة تلودي أم لا ،الا ان مصادر «الصحافة» تفيد بان عبد العزيز يعانى من مرض عضال منذ فترة ،فيما وصل منطقة الحادث بجبل «حجير النار» فى تلودي صباح ثانى العيد تيم من المركز ضم مسؤولين فى الطيران المدنى وقيادات عسكرية وشرطية وأمنية للتحقيق حول ملابسات الحادث فى ظل أحوال جوية ممطرة وشبورة وسحب متراكمة ولم يدلوا حتى الآن باي تصريحات ،الا ان هنالك الكثير من الأسئلة التى تطرح نفسها حول ملابسات حادثة طائرة تلودي ،هل الطائرة منذ اقلاعها من مطار الخرطوم تم تزويدها باحداثيات حديثة؟ وهل تمت عملية المراقبة والمتابعة عبر الأبراج المختلفة؟ خاصة بان كابتن الطائرة روسى الجنسية ومن الأرمن وهى اول رحلة له الى تلودي ويساعده سوداني ،وهل مطار تلودي نفسه مهيأ لاستقبال الطائرات سيما تحت ظل هذه الظروف ؟ وهل المعالم البارزة حول المطار من جبل «حجير النار» وغيره معلومة ومبينة ؟ وهل برج المراقبة بتلودي يعمل وبكفاءة ؟ وهنالك من الأسئلة التى تحتاج لان تجيب عليها لجنة التحقيق نفسها لماذا تجاوزت الطائرة مطار تلودي جنوبا «6 » دقائق قبل ان تعود أدراجها عائدة ؟ حسب افادة معتمد تلودي ولماذا تأخرت نجدة الاستغاثة والكابتن يصيح «تلودي ،تلودي ،تلودي» دون اجابة ؟ حسب رواية المعتمد أيضا وماهى الكلمات غير المفهومة التى تهمهم بها الكابتن قبيل اصطدامه بالجبل ؟ وهل من يعمل ببرج المراقبة بتلودي كان موجودا فى تلك الأثناء ؟ وهل هو نفسه مؤهل للتخاطب مع الطائرات المدنية ؟ ولماذا لم يعدل الكابتن نفسه عن فكرة الهبوط لأقرب منطقة او العودة الى الخرطوم ؟ هل واجه الكابتن اي مؤثرات خارجية ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها فى انتظار المسؤولين للاجابة عليها ! . راضون عنهم يقول معتمد تلودي على دفع الله ديدان ل«الصحافة» تلقيت اخطارا عبر مراسم ولاية جنوب كردفان قبل «أربعة» أيام من العيد ان وفدا مركزيا رفيعا بقيادة وزير الارشاد والاوقاف الاتحادى سيؤدى صلاة العيد بتلودي ضمن وفدين آخرين لكل من كادقلى تحت امارة مساعد رئيس الجمهورية عبدالرحمن الصادق المهدى ، وهجليج تحت امارة وزير الطاقة عوض أحمد الجاز ،وعليه خاطب المعتمد المصلين بمسجد تلودي عقب الجمعة مبشرا بهذه الكوكبة التى قصدت التواصل مع أهل تلودي، قائلا ان حالت الظروف الطبيعية دون تمكنهم الهبوط فان النية واصلة وللوفد التحية من أهل تلودي وهم راضون عنهم كل الرضا ،ويشير المعتمد الى وصول وفد الولاية يوم السبت برئاسة وزير تنمية الموارد البشرية عبد الله التوم ونائب رئيس المؤتمر الوطنى بالولاية صباحى كمال الدين صباحى ، ويؤكد المعتمد ان الاستعدادات قد بلغت ذروتها وفى انتظار الوفد المركزى ،فاذا باتصال فجرا من الوفد المركزى من عوض الكريم كابيلا تحديدا «الساعة السادسة الا ثلث» صباحا ثم يعقبه الصادق عبد الماجد وكذلك وعيظ «استعدوا نحن داخل الطائرة الآن» ، يعود وعيظ متصلا لوحده «الساعة السادسة الا خمس» ويقول حسب افادة المعتمد نحن «ثلاثين « شخصا بيننا «خمسة» هم أفراد طاقم الطائرة أرجو تجهيز عربة خاصة بهم ، مشاورات داخل المسجد بتلودي تتفق على تأخير صلاة العيد عقب التاسعة حتى يتمكن الوفد عقب حضوره تلودي فى رحلة تستغرق «الساعة والنصف» من ثم اعطاء بعض الوقت للتجهيز والاستعداد من داخل استراحة أعدت خصيصا للوفد ، يؤكد المعتمد الساعة السابعة صباحا الجو كان صحوا جدا وليس هنالك ما يشير لتعكيره ،»الساعة السابعة وربع « موجة رطوبة من الجنوب شمالا فى ارتفاع مستمر وقد بدا أثرها واضحا على زجاج السيارات ،الساعة «السابعة وعشرين»دقيقة وفد الاستقبال بالمطار وقد بدت الرؤية تنعدم الى ان تدنت الى مسافة «عشرين» متر بعد «خمس «دقائق فقط ،ويقول المعتمد عند الساعة «السابعة والنصف» سمعنا صوت الطائرة تعبر المطار دون ان نراها لانعدام الرؤية وقد تجاوزت المطار جنوبا بحوالى «ست» دقائق قبل ان تعود اليه منحرفة قليلا تجاه «جبل حجير النار» الذى يبعد حوالى «كيلو ونصف « جنوب شرق مدرج مطار تلودي . تلودي ..تلودي ..تلودي كانت تلك الكلمات استغاثة كابتن الطائرة الروسى الجنسية من الأرمن كما يرويها المعتمد وأتبعها بهمهمات كانت عصية على المشرف على برج المراقبة «السابعة وسبع وثلاثون» دقيقة سمع وفد الاستقبال صوت اصدام فى ظل تدنى كامل للرؤية لأمتار قليلة ،حينها تعالت صيحات التهليل ويقول المعتمد هرعنا نحو الجبل وقبل ان نصله «السابعة وخمس وأربعون» سمعنا صوت انفجار قوي على الجناح الأيسر واللهب مشتعل عليه وفجأة دوى انفجار آخر مرعب فانفجر جسم الطائرة الرئيسى بعد ان استقر أسفل الجبل بحوالى «خمسين «مترا ويؤكد المعتمد رغم اللهب وصل المواطنون من أهل تلودي كبارا وصغارا رجالا ونساء الي المكان محاولين انقاذ ضيوفهم ولم يصل معظمهم صلاة العيد الا ان أمر الله قد نفذ فتطايرت الأجسام أشلاء وكتلا من اللحم وقد احترقت وتفحم معظمها ولا يمكن التمييز بين كل منها، ويقول المعتمد كانت فرقة الهلال الأحمر جاهزة وتم صرف كمامات وجواريب وبطاطين للمواطنين للمساعدة فى جمع الجثث ، الى ان وصلت طائرة الرئاسة من الخرطوم للوقوف على الحادث ثم طائرة أخرى من كادقلى للوالي بالانابة ولجنة أمن الولاية ، ويبين المعتمد ان المشاورات استقرت على ان تدفن الجثامين والتى أصبحت فى شكل كتل من العظام واللحم المحترق فى تلودي ، وبناء عليه تم حفر مقبرة كبيرة واحدة على بعد «خمسة» كيلومترات شمال شرق المطار مشاها المواطنون مشيا على الأقدام حيث شيع أهل تلودي الجثامين فى موكب مهيب بالتهليل عقب صلاة العصر ،بعد ان تم تحديد «المضيفتين» من خلال البنية وقليل من منبت الشعر ليتم دفنهما فى مقبرة منفصلة .