لندن – نفى المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري الخميس "نفيا قاطعا" ما اوردته قناة "ال بي سي" حول حصول الحريري على مساعدات مالية ضخمة من السعودية وقطر تحت عنوان "عيدية". واتهم المكتب الاعلامي للحريري الذي يعتبر ابرز قادة فريق 14 آذار المناهض لدمشق في بيان رئيس القناة بيار الضاهر بأنه "يضع نفسه في خدمة" نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وبثت قناة "ال بي سي" التلفزيونية اللبنانية الاربعاء تقريرا مفاده أن سعد الحريري تلقى مساعدات مالية ضخمة من المملكة العربية السعودية وقطر تحت عنوان "عيدية" قيمتها 4 مليارات دولار. وينقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام السوري ومعارض له. ومنذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011، يشهد لبنان توترات امنية وسياسية بسبب تداعيات الازمة السورية. ومارست دمشق نفوذا واسعا على الحياة السياسية اللبنانية على مدى عقود تزامن مع انتشار لجيشها في لبنان من 1976 حتى 2005. ورغم تراجع نفوذها بعد انسحاب جيشها، بقي لها تأثير في السياسة اللبنانية عبر مجموعة من الحلفاء، ابرزهم حزب الله. وغادرت القوات السورية لبنان في 2005 بعد ضغوط دولية واسعة في اعقاب اتهامها بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، والد سعد، في تفجير راح ضحيته 22 آخرون. وقال البيان "يهم المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري أن يؤكد أن هذا التقرير، بكل ما تضمنه، عار من الصحة ولا يمت إلى الحقيقة بصلة، تماما كما كان تقرير سابق للقناة ذاتها أكدت فيه أن الرئيس الحريري بات على شفير الإفلاس". وأضاف إن تركيز القناة على بث "تقارير كاذبة في حق الرئيس الحريري، ودأبها على التحريض المتواصل عليه، يتزامن مع أخبار صحافية عن لقاءات رئيس المحطة السيد بيار الضاهر مع مسؤول المخابرات السورية علي المملوك المتهم من قبل القضاء اللبناني بإرسال عبوات ناسفة إلى لبنان للقيام بتفجيرات إرهابية هدفها إشعال حرب أهلية، ليس أقل، في محاولة يائسة لإنقاذ النظام القاتل في دمشق". وادعى القضاء اللبناني مؤخرا على رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك والوزير اللبناني السابق ميشال سماحة بتهمة القيام ب"اعمال ارهابية" بواسطة عبوات ناسفة والتخطيط لقتل شخصيات دينية وسياسية. وتابع البيان "إننا نعلم منذ زمن أن السيد الضاهر قرر شن حملات التحريض والقدح والذم في حق الرئيس الحريري ووضع نفسه في خدمة نظام السفاح بشار الأسد" معتبرا انها "محاولة لاستخدام حجج غير قضائية في مواجهة الدعوى المرفوعة في حقه من قبل القوات اللبنانية بتهمة سرقة المحطة برمتها". وختم البيان قائلا "إلا أننا، وأمام بلوغ السيد الضاهر دركا غير مسبوق في تخليه عن المهنية الصحافية وإطلاقه شائعات وأكاذيب من دون أي سند أو مسوغ، وآخرها من النوع الذي لا يقبله العقل، من نوع "عيدية بأربعة مليارات"، وجدنا من واجبنا أن ننفي مثل هذه الأخبار الملفقة نفيا قاطعا، وأن نضع الرأي العام في حقيقة خلفياتها التي تشارك في تنظيمها أكثر من جهة إعلامية وسياسية".