أجمع عدد من القوى السياسية على عدم جدية المؤتمر الوطني في إجراء حوار شامل يضم كل الأحزاب لبحث القضايا الوطنية والدستور الدائم للبلاد، واعتبرت دعوته للحوار وتوحيد الجبهة الداخلية (ضياعاً للوقت) و(كلام جرائد)، لافتة النظر إلى أن قضايا وأزمات السودان واضحة وتحتاج للجدية في اتخاذ القرارات بشأنها، وشددت في الوقت نفسه على ضرورة تهيئة الأجواء للحوار بإتاحة الحريات وإشاعة الديمقراطية قبل التنادي له. وقال يوسف حسين المتحدث باسم الحزب الشيوعي السوداني في تصريح ل(آخر لحظة) أمس إن الوطن درج على مثل هذه الدعوات كلما استعرت أزماته واستفحلت التحديات الوطنية، وأضاف أن حديث الوطني عن الحوار وتوحيد الجبهة الداخلية فقط للاستهلاك المحلي، معتبراً إياه كلام جرائد، مشيراً إلى عدم جديته في الحوار، وقال لو أن الوطني صادق في دعوته عليه إزالة أسباب غياب الحريات والتحول الديمقراطي، ومضى في ذات الاتجاه الدكتور أبو الحسن فرح - القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) وقال إن دعوة الوطني للحوار حول الدستور الدائم مضيعة للوقت، مبيناً أن القضايا التي تواجه البلاد باتت واضحة فقط تحتاج إلى قرارات جادة وليس ضياع الوقت في حوار صوري، وأضاف الكرة الآن في ملعب الحكومة.ومن جانبه قال الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوساط الإسلامي إن حزبه مع الحوار والمبادرات التي من شأنها أن تخرج البلاد من أزماتها، واستدرك لكن ينبغي للمبادرين إجراء حوار حقيقي لحل القضايا الوطنية، ودعا الكودة إلى عقد مؤتمر دستوري جامع والدعوة لانتخابات مبكرة. وفي السياق أكد علي الريح السنهوري- أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي- أن دعوة الوطني إلى الحوار حول دستور دائم يهدف لإصلاح إطار النظام القائم وتحت مظلته، وأضاف هذا لا يشكل حلاً للأزمة العامة في السودان، مبيناً أن الأزمة تتطلب قبل إعداد الدستور التوافق على فترة انتقالية ودستور انتقالي تكون السلطة فيه للقوى السياسية الاجتماعية بالبلاد. آخر لحظة