رغم أن السودان يمر الأن بتطورات خطيرة تنذر بكارثة علي كل المستويات..من جهة النظام يزيد من عنفه في قمع أي تحرك شعبي ولايتردد في إبادة مواطنية ودق طبول الحرب ضد أهلنا في جنوب البلاد..ومن جهة أخري تفشل أحزاب المعارضة جميعها في تقديم البديل المقنع والملهم للجماهير لتملأ الشوارع وتسقط النظام.. مايجري داخل أحزاب المعارضة علي مستوي القيادات يثير الأسى والحزن ويدفع للبحث عن بديل ليس فقط للنظام بل لقيادة الأحزاب نفسها.. فالقيادة السياسية التى فشلت فى الحفاظ والدفاع عن الديمقراطية فى فترة 85-89 فشلت مرة أخري فى إسترجاع الديمقراطية بعد مدة تزيد عن العشرين عاماًنجد القيادة السياسية في كل أحزاب المعارضة تصارع بعضها البعض بدل الالتفاف نحو العدو الأكبر والذي هو المستفيد الأول من هذا العراك غير المبدأئي.. ماجري ويجري داخل حزب مولانا يدعو لليأس من قبل قيادة هذا الحزب التى تتفنن في تفتيت عضويته وبعثرتها يميناً ويسارا..وبدل أن يجتز النظام من جذوره سلمت قيادة مولانا للنظام وصارت جزاٍ من النظام أى جز من المشكلة وليس الحل.. حزب الأمام هو الأخر يخاطب المعارضة والشعب بأكثر من لغة وبيان..قيادة الأمام لها في كل يوم وجهاً جديداٍ..وخططه جاهزة عند اللزوم..الخطة ( أ ) للتعاون مع النظام والمجنمع الدولي والخطة ( ب ) لذر الرماد في عيون الشعب حتي يدخل سيادته القصر مساعداً بدل إبنه عبد الرحمن الذي حسب حديث الأمام( يحاول الأصلاح من الداخل) وبين هذا وذاك تزداد الملاسنة بين سيادة الأمام وقريبه مبارك الفاضل..وحسب ما جاء في الصحف الكل إستلم الملايين من الدولارات من النظام و الكل أكل علي مائدة سفاحي وقتلة الشعب.. فى نفس الوقت نتتبع مسلسل حزب الأمام فإبنته توقع إتفاقية مع مناوي مساعد البشير السابق وإبن عمه يوقع إتفاقية مع الجبة الثورية والكل في قيادة حزب الأمام.. وهنك ما يشاع عن وجود تيارين في حزب الطبقة العاملة بين اليمين الذي لم تعجبه نتائج مؤتمر الحزب وفشله في وراثة قيادة الحزب بعد وفاة الأستاذ محمد إبراهيم نقد.. مايمكن قوله أنه ورغم الجراحات العميقة..ورغم أننا نعيش في أشد لحظات الإنحطاط والمهانة ونشعر جميعاٍ بفقدان الكرامة ..ورغم معاناة الشعب من جراء قمع وتعسف النظام وفشل القيادة فلأزال لنا أمل في دماء شبابنا وحركتهم الدائبة ضد النظام.. حليم ماجد - براغ [email protected]