باريس د ب أ: قال محققون فرنسيون إنهم متحيرون من الدافع خلف الهجوم الذي تعرضت له أسرة بريطانية كانت تقضي أجازتها في منطقة جبال الالب الفرنسية والذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بالرصاص في موقف سيارات بإحدى الغابات وإصابة طفلة بجروح بالغة. وقال المحقق إريك مايو:' ليس لدينا أي فكرة عن سبب قتل هؤلاء الناس في هذا المكان' واصفاً الهجوم بأنه 'مروع وغير طبيعي بشكل خاص'. وقال مايو لقناة 'بي اف ام تي في' التليفزيونية إن جميع القتلى الأربعة في حادث الاعتداء تلقوا ' طلقة رصاص واحدة على الأقل في الرأس'. وكان قد ذكر في مؤتمر صحفي سابق إن ثلاثة من الأربعة تم إطلاق رصاص عليهم في الرأس. ويحقق نحو 60 رجل شرطة في الجريمة التي وقعت في مجمع شيفالين الهادىء وهي منطقة شعبية يرتادها السياح البريطانيون قرب بحيرة انسي حيث كانت العائلة البريطانية تقيم في مرآب للمنازل المتنقلة على عجلات (كرفانات). وقام واحد أو أكثر من المهاجمين بإطلاق الرصاص على العائلة بمرآب السيارات الذي تنطلق منه العديد من الرحلات فقتل السائق وزوجته وأمها. وبقي طفلاهما على قيد الحياة. وقال مايو، إن سائق السيارة من مواليد العراق ولكنه كان يعيش في بريطانيا منذ عدة أعوام حيث حصل على الجنسية. وقد عثر على جوازي سفر أحدهما عراقي والآخر سويدي يعتقد انهما يخصان أم الزوجة في السيارة ذات اللوحات البريطانية. وقالت وسائل الإعلام البريطانية والفرنسية إن الشخص يدعى سعد الحلي ، وذكرت أنه وأسرته كانا يقيمان في ضاحية كلايجيت في لندن. وقالت صحيفة 'ديلي تليجراف' البريطانية إن الحلي عمل لشركة في مجال تكنولوجيا الفضاء ووصف أحد الجيران العائلة بأنها كانت 'سعيدة ولطيفة' وقال إن الأب كان يحب قضاء أجازات التخييم. وعثر كذلك على دراج فرنسي هاو يبلغ من العمر 45 عاما مقتولا بجوار السيارة ويعتقد المحققون أنه تواجد في المكان الخطأ والزمان الخطأ. وكانت زوجته قد أبلغت عن فقدانه عندما لم يعد من رحلة بالدراجة. وأفادت صحيفة 'ديلي تليجراف' بإن اسم الطفلتين الناجيتين من الحادث هو زينة وذهب. وقد تم الإسراع بنقل الطفلة الكبرى التي تبلغ نحو سبعة أو ثمانية أعوام إلى المستشفى يوم الأربعاء في حالة حرجة بعد تعرضها لضربات عنيفة في الرأس وطلقات رصاص في الكتف. وتخضع لعملية جراحية أخرى في مستشفى بمدينة تولوز ووصفت حالتها بأنها مستقرة. أما الطفلة الأصغر والتي تبلغ من العمر 4 أعوام فقد عثر عليها بعد الحادث بسبع ساعات مختبأة خلف مقعد الراكب الأمامي تحت اقدام أمها وجدتها القتيلتين. وقال مايو إنها كانت 'سعيدة بوضوح' عندما تم رفعها من السيارة من قبل شرطي ولكنها بدأت على الفور في السؤال عن أسرتها. ودافع عن الشرطة من الاتهامات بعدم الكفاءة لفشلهم في العثور على الطفلة في وقت مبكر بقوله إنها كانت 'مختفية تماما' وسط الجثث والأمتعة. وكان دراج بريطاني حضر إلى موقع الجريمة بعد وقت قصير من وقوعها هو الذي أبلغ رجال الشرطة بالحادث. وقال مايو إن الدراج وهو محاضر سابق بسلاح الطيران الملكي ولديه منزل في المنطقة قد شاهد الفتاة المصابة تسير حول السيارة ثم 'تنهار أمامه' . وقد عثر في موقع الحادث على ما لايقل عن 15 طلقة فارغة على الأرض. ويدرس محققون يحاولون حل اللغز يفيد بأن الرجل الذي قتل بالرصاص في سيارته الى جانب امرأتين كان على خلاف مادي مع شقيقه. وقال مصدر قريب من التحقيقات لرويترز ان صاحب السيارة المسجلة في بريطانيا والذي عثر عليه مقتولا بالرصاص في مقعد القيادة هو بريطاني من اصل عراقي يدعى سعد الحلي من ساري في جنوب انكلترا. وتتبنى الشرطة نظرية ان القتيل كان يقضي عطلة عند بحيرة أنيسي برفقة زوجته وابنتيه وجدتهما. واتفق وصف جيران عائلة الحلي في بريطانيا مع أوصاف الطفلتين الناجيتين اللتين وضعتا تحت حماية الشرطة الفرنسية في المستشفى. وقال اريك مايو النائب العام في انيسي لرويترز الجمعة 'تلقينا معلومات من السلطات البريطانية عن نزاع مالي بين شقيقين في هذه الاسرة. هذا خيط مثير في التحقيق لكنه ضمن خيوط أخرى.' وصرح بأن شقيق الحلي ذهب الى الشرطة البريطانية لكنه لا يعرف ماذا قال لها وان ممثلي الشرطة الفرنسية سيسافرون الى لندن. وقال مايو أيضا ان المحققين الذين تحدثوا مع الطفلة ذات الأعوام الاربعة اليوم الجمعة لم يخرجوا بالكثير. ووضعت الطفلة في مستشفى نفسي بمدينة جرينوبل بعد ان عاشت ساعات من المحنة تخشى ان تأتي بأي حركة بعد ان أبقت الشرطة السيارة مغلقة في انتظار وصول خبراء الطب الشرعي.