زار وفد من مؤسسة مانديلا القاهرة مطلع سبتمبر الجاري للتعرف على الأماكن والأشخاص والأحداث التي وقعت خلال زيارة الزعيم الجنوب إفريقي، نيلسون مانديلا، لمصر عامي 1962 و1990. وقالت صحيفة الأهرام المصرية إن الزيارة تأتي في إطار مشروع انتاج فيلم وثائقي عن الفترة التي زار فيها مانديلا 12 دولة إفريقية في عام واحد (1962)، لطلب الدعم العسكري لحركة التحرر الجنوب إفريقية، وذلك بمناسبة مرور 50 عاما على تلك الزيارات. وكان مانديلا روى في مذكراته التي صدرت أخيرا بعنوان "حديث مع الذات"، حكاياته عن مصر التي زارها مرتين، الأولى عام 1962 قبل دخوله المعتقل بتهمة التحريض على مناهضة الاحتلال، والثانية عام 1990 بعد إطلاق سراحه. واختارت مؤسسة مانديلا مصر المحطة الأولى التي بدأ بها فريق العمل مهمته برئاسة فردوس بلبلي. وزار الفريق مقر الجمعية الإفريقية بالزمالك التي كانت مركزا لحركات التحرر الإفريقية، وكذلك الدكتور بطرس غالي الذي وقع خلال رئاسته للجمعية الإفريقية خطابا موجها للأمم المتحدة من الجمعية للمطالبة بإطلاق سراح مانديلا. كما قابل الفريق وزير الإعلام الأسبق، محمد فائق، الذي التقى مانديلا في أول زيارة له لمصر لطلب الدعم العسكري وتسليح "حركة التحرير الجنوب إفريقية"، التي تحولت فيما بعد إلى حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وقال فائق للأهرام: "عندما التقيت بمانديلا للمرة الثانية عام 1990، قال اعتذر عن تأخري 28 عاما، حيث كان مقررا أن يلتقي الرئيس جمال عبد الناصر". وأضاف فائق أن "مانديلا لم يتمكن من العودة لمصر، ففور وصوله لجنوب إفريقيا قبضت عليه السلطات". وفي الجمعية الإفريقية، التقت فردوس بلبلي بالسفير محمد نصر الدين رئيس الجمعية الذي روي "تاريخ المكان والأحداث التي عاصرها، ومنها زيارة مانديلا للجمعية عام 1990". وقال نصر الدين "كان يوما لن تنساه الزمالك، فلم نتمكن من اخراجه (مانديلا) من كثرة الحشود التي توافدت لتحيته بمجرد إعلان خبر زيارته، فلم نتخيل أنه يوجد في مصر هذا الكم الهائل من الأفارقة". من جانبها، أكدت بلبلي أن مانديلا "كتب ذلك بالضبط في كتابه، وقام بسرد كل هذه التفاصيل، بما فيها حرارة الاستقبال.. وتدافع الأفارقة لمصافحته". وأضافت أن الزعيم الجنوب إفريقي قال عن تلك الزيارة في "لقد فقدت حذائي من كثرة التدافع، وتاهت مني زوجتي، ولم أعثر عليها إلا بعد 10 دقائق وعاتبتني بشدة و لم تكلمني طوال اليوم, قائلة لماذا تركتني". وحسب كتاب "عنوان حديث مع الذات"، فإن "الناس كانوا يصرخون مانديلا مانديلا فعاطفة الناس وحبهم كانا أجمل شيء حصلت عليه".