كثيرة ومتعددة هي الظواهر المصاحبة للأفراح في بلادي، ولكل قبيلة عادة تمارسها في مناسبات الزواج، لكنها كلها تلتقي في عادة كادت أن تندثر في ظل ما تقوم به منظمات المجتمع المدني في تيسير الزواج، وهي فطور العريس، الذي تصر عليه والدة العروس وتعتبره عزوة لبنتها التي سوف تنتقل للعيش مع اسرة جديدة، وتعتبر أن تقديم وجبة الفطور لأهل العريس هو عنوان لجواب ابنتهم!!. الآن بدأت ظاهرة جديدة تلوح في افق الأحياء الراقية (كما يطلق عليها الناس)، وهي تقديم شاي لبن العريس، وهو إن لم يتعداه مالياً فيتساوى معه من حيث التكلفة، وتبدأ مراسم الشاي هذه في العادة عند الساعة الثامنة صباح يوم الزفاف، حيث تأتي العربات وهي محملة بكل أنواع الألبان لتلبية رغبات كل اذواق شاربي الشاي من أهل العريس، فالحليب بشقيه الماعز والبقر تحمله عربة لوحدها، بينما تحمل أخرى كل أنواع البان البدرة المنتشرة في الأسواق، وعربة ثالثة تحمل على ظهرها عدة أنواع من ثراميس الشاي لا تقل عن مائة ثيرمس شاي بكل أنواعه، وتكون مقسمة ومميزة بالألوان، فالثرامس ذات اللون الأسود مثلاً بها شاي سادة بالهبهان، وذات اللون الأحمر بها شاي بالنعناع، وهكذا!!. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل يمتد إلى عربة ثالثة محملة بكل أنواع الخبائز التي تم استقدام نسوة خصيصاً لصنعتها، فتكون عامرة بالبيتي فور، والناعم بانواعه، والبسكويتات، كلها موضوعة بعناية فائقة على شيالات تم شراؤها لهذا اليوم، وتكون مزينة بالسيلوفان، وأوراق الهدايا، ويحرص أهل العروس على الاحتياط لمرضى السكري، حيث يقومون بصناعة خبائز خالية من السكر، تحمل الواناً معينة تميزها بأنها لفئة معينة من أهل العريس!!. أما العربة الخامسة والأخيرة فهي مخصصة للمكون الرئيس لشاي لبن العريس وهو السكر، حيث تم تحميل عربة بما لا يقل عن خمس شوالات سكر، وكما لم ينس أهل العروس مرضى السكري في الخبائز فكذلك لم ينسوهم في صناديق سكر الفاكهة المخصص لهم، حيث يحرصون على وضع كرتونة كبيرة منه في عربة السكر!!. الفرق الوحيد بين فطور العريس وشايه، هو في الفئة العمرية التي تقدمه، ففي الفطور عادة ما تذهب به كبار نساء عائلة العروس، من خالات وعمات، وقليل من الجيران، أما في شايه فالأمر مختلف، حيث يتكون وفد عائلة العروس من البنات الشابات فقط، وكما يحرص أهل العريس برد تحية الفطور بأحسن منها، حيث تكون عادة هدايا من اتين بالفطور عبارة عن ثياب نسائية أو ملايات أو عطور، بالإضافة لملء الأواني التي حُمل فيها الفطور بالسكر والفواكه، ففي الشاي يتضاعف الأمر حيث يحرص أهل العريس على أن تكون هدايا الوفد من الذهب الخالص!! عبداللطيف أحمد
