القاهرة، الخرطوم- اختتم الرئيس السوداني المشير عمر البشير أمس زيارة إلى مصر استغرقت يومين وعاد إلى الخرطوم مساء بعد أن غادر القاهرة في وقت سابق أمس. وكان البشير قد صرح في القاهرة ب أن السودان في أفضل حالاته بالرغم من التحديات التي تواجهه. وقال البشير إن زيارته لمصر تأتي في إطار حرص السودان على إقامة علاقات استراتيجية مع مصر. وأضاف قائلاً: “أتينا لزيارة مصر لعلمنا بعمق هذه العلاقة". وأوضح خلال مخاطبته اللقاء مع قادة التنظيمات السياسية المصرية ورجال الدين الإسلامي والمسيحي على شرف مأدبة العشاء التي نظمتها السفارة السودانية بالقاهرة الليلة قبل الماضية، إن العلاقات بين البلدين من دون طموحات الشعبين الشقيقين مبيناً أن الإرادة الشعبية للبلدين مع الوحدة والتكامل بينهما. وقال إن هناك إرادة سياسية قوية للتحرك بهذه العلاقات إلى الأمام، موضحاً أن الأيام المقبلة ستشهد انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين. ودعا إلى “وضع برنامج واضح لمواقيت محددة للوصول بهذه العلاقات إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية". وأكد البشير استعداد السودان لاستقبال المستثمرين المصريين وتقديم كل التسهيلات اللازمة لهم بما يعزز دعم الحركة الاقتصادية في البلدين. وقال: “من خلال اتفاقية الحريات الأربع سيتم التعامل مع المستثمرين المصريين كمعاملة السودانيين"، مؤكداً حرص السودان على إقامة علاقات سياسية واقتصادية تخدم مصالح الشعبين الشقيقين. وأضاف: “نحن محتاجون لجهد مشترك لتحقيق الاستقرار الإقليمي في المنطقة"، مشيراً إلى العلاقات الجيدة التي تربط السودان بدول الجوار مثل أريتريا وإثيوبيا ومصر وليبيا وتشاد. وقال إن هناك تنسيقاً أمنياً كاملاً مع ليبيا لتحقيق الأمن علي الحدود ومنع تسريب الأسلحة وتهريب البشر. وأكد سعي السودان للمساهمة في خلق الاستقرار في ليبيا، انطلاقاً من الروابط التاريخية بين البلدين، مبيناً أن الاستقرار في ليبيا يعد امتدادا للاستقرار في السودان ومصر. وأضاف قائلاً: “استقرار الأوضاع في ليبيا سيجعلنا نحول التكامل الثنائي بين ليبيا والسودان إلى تكامل ثلاثي يضم مصر ومن ثم يمكن تطويره ليكون تكاملا بين كل دول المنطقة". وطمان الرئيس السوداني قيادات القوي السياسية المصرية على الأوضاع في السودان، وقال إن السودان في أفضل حالاته بالرغم من التحديات التي تواجهه، مبيناً أن المفاوضات بين السودان ودولة الجنوب على الرغم من مضيها ببطء إلا أنها تحرز تقدما تدريجيا. وأوضح البشير أن الأوضاع في دارفور تعد أكثر استقرارا من ذي قبل، مشيرا إلى انضمام عدد من المجموعات المسلحة إلى مسيرة السلام والعمل ضمن وثيقة الدوحة. وحول الأوضاع الاقتصادية بالسودان، قال البشير إن السودان وضع برنامجا ثلاثيا للاستقرار الاقتصادي عقب انفصال الجنوب، مبينا أن السودان قد تجاوز المرحلة الصعبة في مراجعة الأوضاع الاقتصادية بفضل هذا البرنامج الذي اعتمدته الدولة. يذكر أن اللقاء ضم إلى جانب قيادات التنظيمات السياسية الزعيم السياسي السوداني المخضرم محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي.