أصبحت بعض الفتيات غارقات فى خيالهن...وهذا ما دعاهن للانقلاب على الموازين الاجتماعية... وجعل الخيال واقعاً مُعاشاً دون الوقوف على تبعات ما يترتب عليه هذا الامر...ووطأت بعضهن الأخلاق السمحة بأقدامهن...ليس هذا فحسب بل رمين بالعادات والتقاليد فى بحر النسيان...وتمردن على كل المتعارف عليه وإخترن أن يدخلن تحت مظلة مثقوبة السقف يطلق عليها البعض (بنات الليل)...إخترن أن يسبقهن عطرهن المميز إلى (الأوتستوبات)...وأختارت أعينهن التنقيب في موديلات السيارات عسى ولعل تفوز صاحبة النظرة ب(زبون) محترم ومرتاح يمتطي فارهة من فارهات هذا الزمان. هل لهن قضية.؟ وقضية (بنات الليل) ربما طرقت في اكثر من محفل وفي عدد من وسائل الاعلام على استحياء، مع تبريرات متعددة للكثيرين أن القضية ليست (مخيفة) وأنها ممارسات (محدودة) من بعض الفتيات الخارجات عن العادة والمتمردات على الظروف... وعبارة الظروف هذه قد تفتح أمامنا الباب متسعاً للتساؤل حول تلك الظاهرة من زاوية أخرى وطرح سؤال على شاكلة: وهل لبنات الليل قضية..؟. شماعة الظروف: الأستاذ محمد الخليل أحمد الباحث الاجتماعي يؤكد في بداية حديثه أن المجتمع السوداني بالرغم من كل العيوب التى اصابته مؤخراً الا انه لايزال يحافظ على نسيجه الداخلي برغم إعترافه بوجود (تهتكات) داخل ذلك النسيج، ويقول أن بعض الفتيات ربما تجبرهن الظروف على الاقدام على مثل تلك الخطوة الخطيرة، واللجوء لحلول تتسم بالكثير من الخطورة، وقال الخليل ان الظروف ربما تلعب دوراً جزئياً في ارتياد الفتاة لمثل تلك المستنقعات، لكنه يستدرك إنها ليس سبباً كافياً لايجاد العذر لها. بنات الداخليات: وتعتبر بنات الداخليات اولى الشرائح التى تشير اليها اصابع الكثيرين فيما يختص بهذه الجزئية، بالرغم من ان تلك الشريحة من الشرائح المظلومة الى حد كبير بشهادة عدد من الناس، وانهن لسن الا ضحايا للظروف، وتعترف بعض طالبات الداخليات ل(فلاشات) ان اكثر مايؤلمهن هو النظرة السالبة من المجتمع لهن , بعد فراقهن لاهلهن بسبب ظروف الدراسة، وتعترف (م) إحدى طالبات الداخلية أنهن مظلومات جداً، لكنها لاتنفي ان تكون هنالك بعض الحالات الشاذة، وتستدرك: (ليس معنى أن تكون واحدة أو اثنتان خارج السرب أن الجميع مثلهن)...وتضيف: (يؤلمنا جداً مبدأ الشر يعم الذى يتعامل به المجتمع معنا في هذا الجانب). تناول برلماني: القضية كذلك نالت حظها من الظهور في مؤسسات الدولة المختلفة، وابرزها البرلمان السوداني والذى قالت بداخله البرلمانيه سعاد الفاتح عبارة صريحة مفادها: (يا أخوانا أنحنا قاعدين في المكيفات وماجايبين خبر) , وذلك في إطار اشارتها للوضع الاقتصادى السئ الذى تعيشه بعض طالبات الداخليات وتساءلت الفاتح سؤالاً مهماً: (كيف لطالبة يكون مصروفها (20) جنيهاً خلال الأسبوع أن تعيش؟).. وهو سؤال بالفعل يحتاج الى اجابة. قصص غريبة: سمر الصافى (طالبة) قالت ل(السودانى) اذا كان هناك شابات يقفن فى الشارع من اجل الاحتيال بالمقابل هناك شباب يقصدون الاماكن التى تتجمع فيها الشابات امام صالات الافراح والنوادى لاصطياد البنات , ويكون مدخلهم هو فضل الظهر , ويطلبون توصيلهن وبحسن نيه تركب الفتاة بعدها تكتشف انه من (اولاد الليل)..!!..أما محمد على (موظف) فحكى موقفا مر به وقال انه ذات يوم كان يقود سيارته وسط الخرطوم عندها كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة بقليل , اشارت له فتاة .. فتوقف لها وبعد ان صعدت قالت له انها ذاهبة الى احدى الاحياء الشهيرة.. فقال لها انه سيوصلها الى مكان مناسب من خلاله تجد المواصلات التى توصلها الى وجهتها , وبدون اي مقدمات قالت له: امامك ثلاثة خيارات إما ان توصلنى للحي , او تعطينى 200 جنيه , او اصرخ واجلب لك فضيحة واتهمك بالتحرش، ويصمت (محمد) قبل ان يضيف:بصراحة وحتى اسلم من تلك الفتاة الشريرة كان فى جيبى 170 جنيها اعطيتها لها لكنها رفضت ان تستلمها , فاخذت اتوسل اليها بأن تأخذها وسآتيها غداً فى نفس الموعد واعطيها مبلغا اخر , ومنذ ذلك اليوم اقسمت بأن لا اقف لاية فتاة فى الشارع رغم اننى اعتدت على ذلك لانني اضع فى الاعتبار انهن اخواتي)... ولعل القصة الاخيرة تحمل اشارات اكثر خطورة وهي ان الموضوع اصبح يدخل ضمن اطار الاحتيال..!!..وهو الموضوع الذي سنعود له مرة أخرى بالكثير من التفاصيل. السوداني