حذر مختصون وأطباء في علم الاورام من زيادة انتشار سرطان الثدي وعنق الرحم بين نساء السودان، وكشفت نتائج دراسات جديدة أُجريت في الخرطوم والولايات عن زيادة كبيرة في نسب الاورام الحميدة والخبيثة بين النساء اليافعات والبالغات والمتزوجات حديثاً واللاتي تجاوزن سن الياس. واستندت نتائج الدراسات إلى تقديرات منظمة الصحة العالمية التي اكدت شيوع السرطان بين نساء العالم، وتشخيص اكثر من 1.2 مليون اصابة بسرطان الثدي في كل انحاء العالم سنوياً، واشارت الى انخفاض نسبة الوفيات منذ عام 1990م بسبب الكشف المبكر. وناشد الدكتور حسين عوض الكريم مدير مركز الخرطوم التخصصي للاورام، وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، التدخل العاجل للحد من تفشي السرطان بالبلاد، وحث النساء على الكشف المبكر وكسر حاجز الخوف والخجل، مشيرا الى نجاح الاعلام في التوعية بخطورة الايدز. وقال إن أكثر الاورام السرطانية شيوعاً بين النساء هي اورام الثدي، وتمثل 30 الى 35%، واورام عنق الرحم وتمثل 12 الى 15% من نسبة انتشار الاورام عند النساء. وقال ان 80% من اورام الثدي حميدة و20% منها خبيثة لا تجد العلاج الكامل لأن 80 الى 85% منها تشخص بعد فوات الاوان وتفشي المرض الخبيث في الرئتين والكبد والدماغ والسلسلة الفقرية. واكد ان اكتشاف سرطان الثدي وعلاجه مبكراً يؤدي الى الشفاء التام. ودعا النساء الى الالتزام بالرضاعة الطبيعية وعدم تجاهل اي ورم بالثدي، والفحص الذاتي للثدي باليدين او بواسطة القابلات، والفحص المجاني الاولي المتوفر بالمراكز المنتشرة بالعاصمة، والفحص بواسطة الموجات فوق الصوتية وجهاز الماموقرام. وعزا أسباب تأخر اكتشاف السرطان الى الفقر والجهل ومداواة الاورام باللبخة البلدية والكي خوفاً من البتر، وتركيز الخدمة في المدن، والإحساس بالخوف من الوصمة، وعدم تمويل البرامج الوقائية من الحكومة أو شركات القطاع الخاص. ودعا البروفيسور كمال حمد رئيس الجمعية السودانية لاختصاصيي الاورام الدولة ومنظمات المجتمع المدني والاعلام ونجوم الفن والدراما والرياضة، الى توعية النساء بخطورة السرطان واهمية الكشف المبكر. وقال إن مستشفى الذرة بالخرطوم ومدني يستقبل فقط عشرة آلاف حالة جديدة سنوياً، ومن المفترض أن يستقبل 34 الف حالة، موضحاً أن 30 الى 70% من المرضى يموتون دون تشخيص وعلاج. وناشد وسائل الاعلام كشف الحقائق وتغيير المفاهيم السالبة والتثقيف الصحي، وقال إنه راجت أخيراً شائعات تشير إلى أن الرئيس الاسبق جعفر نميري قد قام بدفن نفايات نووية بالولاية الشمالية تسببت في انتشار السرطان، مبيناً أنه شخصياً قاد فريقاً طبياً متخصصاً بحث عن اشعاع من كريمة الى عبري ولم يجد شيئاً، وقال إن الاشعاع يسبب اوراماً في الدم والرئة والغدة الدرقية، وكل السرطانات القادمة من الشمال بريئة من الاشعاع، وقد يكون سببها الأكل الملوث بالاسمدة والمبيدات والعامل الوراثي، والسجائر والتمباك هما المسؤولان عن 30% من الحالات ويتعاطاهما 21% من طلاب المدارس. وطالب بإدخال الكشف المبكر عن السرطان في برامج الصحة الأولية، وتدريب طالبات الثانوي وربات البيوت عليه لنشره في المدارس وبيوت الافراح والاتراح، وقال انه اجرى عام 1994 دراسة عشوائية في طوكر والقضارف بشرق السودان، وسأل «160» سيدة عن سرطان الثدي ووجد ان 15% منهن لم يسمعن به، وتأسف على انتشار سرطان عنق الرحم حتى وسط الطبيبات، وقال إن أبحاثاً تجرى لمعرفة سبب انتشاره بكثرة وسط شريحة المعلمات بمدارس الاساس والثانوي، ودعاهن الى الذهاب للطبيب لأخذ عينة من عنق الرحم في دقيقة فقط حال شعرن بإفرازات متكررة ونزيف متكرر. وأشارت د. عايدة حسن اختصاصي الجراحة الى امكانية وصول سرطان الثدي للرجال، وأكدت شفاء مجموعة من النساء السودانيات من السرطان بسبب الاكتشاف المبكر والعلاج الناجح. الصحافة