تسود محطة 'فرانس 24' وخاصة القسم العربي منها حالة من الدهشة عقب اقالة المديرة العامة الجديدة لهيئة الإعلام الفرنسي الموجه إلى الخارج ماري كريستين ساراكوس، والمحسوبة على تيار الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند، اللبنانية ناهدة نكد مديرة قناة 'فرانس 24' الناطقة بالعربية وإذاعة 'مونت كارلو' الدولية المملوكتين للحكومة الفرنسية من منصبها بدون ابداء اسباب، في أول قرار من نوعه تتخذه المسؤولة الجديدة المعينة حديثا. وقالت صحيفة 'لوفيغارو' الفرنسية إن 'ناهدة نكد أزيحت بشكل رسمي'. وكان آلان دوبوزياك المدير العام لقناة 'فرانس 24' الفرنسية الذي يشغل أيضا مهمة مدير عام إذاعة مونت كارلو الدولية وهيئة الإعلام الفرنسي الموجه للخارج قد اضطر لتقديم استقالته من منصبه، بعد جلسة استنطاق مطولة في مقر الخارجية الفرنسية امتدت لساعات. وقالت مصادر ل'القدس العربي' ان 'حالة من الدهشة تسود العاملين في المحطة عقب الطريقة المهينة التي اقيلت بها ناهدة نكد من منصبها، حيث انها كانت على موعد مهني لمناقشة التطورات في المحطة الا انها ابلغت شفهيا باقالتها قبل وصول الرئيسة الجديدة للمحطة'. واضافت المصادر ل 'لقدس العربي'، ان حركة تغييرات ستطال عددا كبيرا من قيادات 'فرانس 24 ' واذاعة 'مونت كارلو' خلال الاسابيع القادمة، في محاولة لاعادة ترتيب المؤسسة الاعلامية الفرنسية بما يتماشى مع سياسات الرئيس هولاند، وان اغلب العاملين بدأوا 'يتحسسون رؤوسهم' خوفا من الاقالة. وكان الرئيس الفرنسي هولاند قد تعهد سابقا بعدم التدخل في تعيين رؤساء الاعلام السمعي والبصري، وقال انه لن تكون هناك اقالات للشخصيات المسؤولة في الاجهزة الاعلامية عقب توليه السلطة. وكانت ناهدة نكد حصلت على جائزة 'امرأة العام العربية' في عام 2010، والمعروف عن نكد انها شخصية مهنية وغير مسيسة او متحزبة. ويتساءل مهتمون بالشأن الاعلامي عن سبب هذه الاقالة خاصة عقب ما حققته محطة 'فرانس 24' التلفزيونية العربية من نجاح ملموس في الوصول الى شريحة كبيرة من المشاهدين العرب بفعل تغطيتها الجريئة لثورات الربيع العربي وخاصة في تونس وليبيا وسورية. وعلمت 'القدس العربي' من مصادر فرنسية وثيقة ان الادارة الجديدة للاعلام تدرس اغلاق محطة 'فرانس 24' وزميلتها الصادرة بالانكليزية وذلك بهدف توفير النفقات بسبب الأزمة المالية. واشارت المصادر نفسها الى ان هناك اتجاها قويا بابقاء محطة 'فرانس 24' العربية لخدمة مصالح فرنسا في الوطن العربي وخاصة في دول الاتحاد المغاربي. الجدير بالذكر ان الادارة السابقة عانت من عدة شكاوى قضائية امام المحاكم ضد مجموعة من الصحافيين بتهمة التشهير مع اعتماد محامين فرنسيين كبار من مالية إذاعة مونت كارلو الدولية المملوكة للدولة، فخسرت حتى الآن 3 قضايا وانسحبت من واحدة ولا تزال 7 اخرى في انتظار كلمة القضاء. واكتسبت الأزمة التي تعيشها 'قناة فرانس24' الفرنسية منذ أشهر بعدا زادها تفاقما باستدعاء الشرطة للتحقيق في اتهامات بالتجسس والقرصنة الالكترونية داخل مكاتب القناة. 'القدس العربي' اتصلت بدورها بشبكة 'فرانس 24' للحصول على تعقيب من ادارة المحطة وتحدثت الى السيد انتوني رافيرا من قسم الاتصالات الا انه اجاب بانه 'لا يملك اي معلومات حول موضوع الاقالة، وانه من المبكر الحديث عن الموضوع الان'، الا انه عاد وقال انه سوف يعاود الاتصال ب'القدس العربي' لاعطاء تعقيب رسمي الا انه لم يتصل حتى اعداد هذه التقرير.