أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول بأن أولى مناظراته مع منافسه الجمهوري ميت رومني في الثالث من أكتوبر كانت فشلا بالنسبة له، معتبرا مع ذلك أن «أساسيات» انتخابات السادس من نوفمبر لم تتغير. وفي تصريح لمحطة التلفزيون الأميركية «اي بي سي» بشأن هذه المناظرة التي جرت في دينفر (كولورادو، غرب) وقلص بعدها رومني الفارق بينه وبين أوباما، قال هذا الأخير «كانت سهرة جيدة بالنسبة للحاكم رومني. لم تكن أفضل سهراتي. ليست المرة الأولى» التي يحصل فيها هذا الأمر. وأضاف أوباما «المهم، ان الأمور الاساسية في هذا السباق لم تتغير». وكان معسكر الديموقراطيين اتهم رومني بمحاولة إخفاء مواقفه السابقة عن الأميركيين وبينها بالخصوص مواقفه بشأن مسائل اجتماعية مثل الإجهاض. وأوضح أوباما ان «الحاكم رومني ذهب بعيدا كي يحاول إخفاء مواقفه الحقيقية». وأضاف الرئيس الأميركي باراك أوباما انه كان «هادئا أكثر من اللازم» في مناظرته الرئاسية الأولى التي أصابت كثيرين من مؤيديه بصدمة وأعادت الحيوية الى منافسه الجمهوري ميت رومني، ووعد بأن يتبع نهجا أكثر هجوما في المناظرتين الباقيتين. وتظهر أحدث استطلاعات الرأي أن رومني تمكن من اللحاق بأوباما وجعل المنافسة بينهما شديدة التقارب في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السادس من نوفمبر. وقال أوباما في مقابلة إذاعية «اعتقد انه من الإنصاف القول إنني كنت فقط هادئا أكثر من اللازم. لكن الأنباء السارة كما تعلمون انها كانت المناظرة الاولى.. اعتقد انه من الإنصاف القول إننا سنشهد نشاطا أكثر قليلا في المناظرة المقبلة». وفي مقابلة تلفزيونية منفصلة أصر أوباما على ان «العوامل الاساسية» للسباق الى البيت الأبيض تبقى بلا تغيير على الرغم من انها كانت «ليلة سيئة» له. ومضى قائلا محاولا التقليل من الأثر العام للمناظرة الاولى «ليست المرة الاولى التي صادفت فيها ليلة سيئة. لكنني اعتقد ان المهم هو ان العوامل الاساسية لم تتغير.. رومني وجد مشقة في محاولة إخفاء ما هي مواقفه». وقال معسكر رومني ان تراجع الرئيس في استطلاعات الرأي ليس سببه فقط أداء غير موفق في مناظرة واحدة. وقالت اماندا هينيبرج المتحدثة باسم رومني «سمعنا من الرئيس أوباما انه يعتقد انه صادف ليلة سيئة أثناء المناظرة الاولى لكن في الواقع فانه صادف أربع سنويات سيئة والشعب الأميركي عانى بسببها». ووفقا لأحدث استطلاع لرويترز/إبسوس والذي نشر أمس الأول فإن رومني تقدم على أوباما في السباق للمرة الاولى في أكثر من شهر بحصوله على تأييد 45% من الناخبين الذين من المرجح ان يدلوا بأصواتهم مقابل 44% لأوباما. وفي المقابلة مع محطة تلفزيون «ايه.بي.سي» عبر أوباما عن ثقته بأنه سيفوز في الانتخابات. واعترف مساعدو أوباما بأنه سيجري بعد التعديلات للمناظرة الثانية التي ستعقد في جامعة هوفسترا بولاية نيويورك يوم الثلاثاء المقبل. وألمحوا الى انه سيستخدم نهجا أكثر هجوما بعد انتقادات حتى من مؤيديه بأنه كان سلبيا جدا في المناظرة الاولى التي عقدت في دنفر. إلى ذلك، تواجه المرشحان لمنصب نائب الرئيس الأميركي جو بايدن وبول راين مساء أمس في كنتاكي في مناظرة بدت بمثابة هجوم مضاد للديموقراطيين بعد أداء باراك أوباما الرديء أمام منافسه ميت رومني قبل أسبوع. وكلمة سر الديموقراطيين لجو بايدن في مواجهة منافسه المحافظ بول راين هي الهجوم المضاد في محاولة لإعطاء زخم جديد لأوباما قبل اقل من شهر من الاستحقاق الانتخابي في السادس من نوفمبر المقبل. وذلك كما لفت خبراء السياسة، على غرار الجمهوري ديك تشيني في مواجهة جون ادواردز في 2004 الذي أعاد انطلاقة جورج بوش بعد مناظرته الفاشلة مع جون كيري. ميت رومني نفسه قال ممازحا عبر «سي ان ان» الثلاثاء «اعتقد أنها أول مناظرة لبول، لكن ربما أكون مخطئا، انه ربما أجرى أول مناظرة في المدرسة، لا اعرف». قبل ان يوضح الاربعاء في اوهايو «أنني متأكد انه سيتدبر أمره بشكل جيد». إلى ذلك، وصف الرئيس الاميركي باراك اوباما الاعتداء على ناشطة باكستانية ضد طالبان تبلغ من العمر 14 عاما بانه هجوم «وحشي» و«جبان» مؤكدا ان واشنطن مستعدة لتقديم اي مساعدة ضرورية، حسب ما اعلن المتحدث باسم البيت الابيض. وقال المتحدث جاي كارني خلال لقائه اليومي مع الصحافيين امس ان اوباما يعتبر الاعتداء الذي تبناه متمردون اسلاميون واستهدف الثلاثاء ملالا يوسفزاي بانه «ذميم وبشع ومأساوي». واضاف كارني ان «استهداف الاطفال هو عمل وحشي وجبان ونحن نفكر بها كثيرا وبكل الاطفال الاخرين الذي جرحوا وكذلك بعائلاتهم». واشار الى ان «الولاياتالمتحدة منفتحة على كل مساعدة ضرورية لملالا وفي اطار هذا العرض فان الجيش الاميركي موافق على اجلائها جوا ومعالجتها في اماكن تناسب وضعها الصحي اذا لزم الامر». وقد تعرضت ملالا يوسفزاي (14 عاما) لهجوم الثلاثاء شنه في وضح النهار مقاتلون من حركة طالبان باكستان المتحالفة مع القاعدة في مينغورا كبرى مدن وادي سوات الذي استعاده الجيش من المتمردين الاسلاميين في 2009. وكان اطباء محليون ذكروا انها اصبحت «خارج دائرة الخطر» لان رصاصة اصابت جمجمتها ولم تصل الى الدماغ، لكن اطباء في مستشفى بيشاور الذي نقلت اليه ما لبثوا ان قالوا ان حالتها «حرجة». وكانت ملالا يوسفزاي عرفت حين كانت في الحادية عشرة من العمر على المستوى الدولي عندما انتقدت 2009 على مدونة باللغة الاوردية لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) اعمال العنف التي يرتكبها عناصر طالبان الذين كانوا يحرقون مدارس البنات ويقتلون معارضيهم في وادي سوات وفي المناطق المجاورة منذ 2007. وحصلت العام الماضي على الجائزة الوطنية الاولى للسلام التي انشأتها الحكومة الباكستانية، وكانت في عداد المرشحين لجائزة السلام الدولية للاطفال التي تمنحها مؤسسة كيدس رايتس الهولندية. ميشيل أوباما أكثر شعبية من زوجها.. ومن آن رومني واشنطن أ.ف.پ: تتمتع ميشيل أوباما بشعبية واسعة تزيد ب 13 نقطة عن شعبية زوجها باراك أوباما وهي تتفوق كذلك على آن رومني زوجة المرشح الجمهوري على ما أظهر استطلاع للرأي أعد لحساب «واشنطن بوست» ومحطة «اي بي سي». بحسب استطلاع الرأي هذا بلغت شعبية السيدة الأميركية الأولى 69% في صفوف البالغين في حين ان شعبية زوجها 56%. اما آن رومني التي ستصبح السيدة الأميركية الأولى في حال فوز زوجها ميت رومني بالانتخابات في السادس من نوفمبر فبلغت شعبيتها 52% متجاوزة أيضا شعبية زوجها مع 45%. وأظهر استطلاع الرأي الذي أجري من 4 الى 7 اكتوبر اي بعد المناظرة التلفزيونية في دنفر (كولورادو الغربية) التي سيطر عليها رومني، ان أوباما لايزال يحافظ على تقدمه اذ ان 51% من المستطلعين يؤيدونه. وشمل الاستطلاع 1018 شخصا وبلغ هامش الخطأ فيه أربع نقاط. «عالم سمسم» تطلب من حملة أوباما وقف إعلانات «بيج بيرد» واشنطن د.ب.أ: دعت شركة «سيسيم وركشوب»، وهي شركة انتاج تعليمي غير ربحية تنتج برنامج العرائس الشهير «عالم سمسم»، الرئيس الأميركي باراك أوباما لوقف اعلان خاص بحملته الانتخابية تظهر فيه شخصية «بيج بيرد»، أحد أقدم شخصيات البرنامج التليفزيوني الخاص بالاطفال. وأصدرت «سيسيم وركشوب» بيانا طلبت فيه بتأدب وقف الاعلان التليفزيوني الذي يشير بسخرية الى «بيج بيرد» على أنه «خطر كبير أصفر يداهم الاقتصاد»، وجاء في البيان «إننا لا ندعم مرشحين أو نشارك في الحملات السياسية، لم نوافق على أي إعلان لأي حملة ومثلما هو أسلوبنا العام، طلبنا وقف الاعلان». من جانبها، قالت جين باساكي المتحدثة باسم حملة أوباما إن الحملة تلقت الطلب وتنظر في شأنه، وأصبح «بيج بيرد» الطويل صاحب الريش الاصفر اللون، والذي ينتمي لأسرة شارع السمسم منذ عقود، قضية في الحملة الرئاسية عندما قال المرشح الجمهوري ميت رومني خلال مناظرة في 3 اكتوبر الجاري، إنه سيخفض التمويل الذي تحصل عليه الشبكة التي تعد منتجا لبرنامج الاطفال. ويذاع برنامج «شارع السمسم» الذي انطلق قبل 43 عاما، على شبكة خدمة البث العامة (بي بي اس) التي تحصل على دعم اتحادي. وقال رومني «أحب «بي بي اس» وأحب بيج بيرد، لكني لن ابقي على الانفاق على أشياء لأقترض بعد ذلك المال من الصين». وقالت باساكي، في تصريحات للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية (اير فورس) وهم في الطريق الى أوهايو، إنه بينما أوباما «سيواصل القتال من أجل بيج بيرد»، إلا أن الانتخابات تدور حور قضايا أكثر خطورة. وقارنت مقترحات رومني «بمجموعة تافهة» من السياسات التي وظفها الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش والتي من شأنها أن تعود بالبلاد الى دوامة الازمة الاقتصادية.