لم تذهب مرارة (ازدراء) المغني اللبناني (المتصابي) راغب علامة للمغنية السودانية (سلمى) في إحدى حلقات برنامجه (الفاشل) عرب آيدول، حتى فجعنا بمرارة أخرى جلبتها لنا المغنية- أو هكذا تدعي- شروق ابو الناس- والتي قررت أن تخوض تجربة تقديم نفسها لبرنامج مسابقات عربي آخر وهو (ذا فويس)، لتتكرر المأساة مرة أخرى ويتعاظم الوجع في دواخلنا على هذا الوطن الذي يتلاعب به بعض (المغنواتية) ويجلبون له (الكلام). نعم...نحن نشجع اقتحام العالم بمواهبنا وبفننا، لكننا نختلف جداً حول (الوسيلة) التي يفترض أن نخترق ذلك العالم من خلالها، فليس كل فنان في هذه البلاد يصلح لتمثيلنا خارجياً، وكثيرون صاروا (يمثلون بنا) بدلاً من أن يمثلونا وكل ذلك بسبب الكثير من العلل التي يحفل بها مشروعنا الغنائي والفني والثقافي في السودان. من هو الذي رشح (شروق) لكي تمثل السودان في برنامج يشاهده الملايين من العرب..؟ ومن هو الذي رشح (سلمى) قبلها لتمثلنا في برنامج (فطير) مثل ذلك الذي يديره (المتصابي) راغب علامة..؟ ومن يملك حق تقرير من يشارك ومن لا يشارك..؟ وكيف سيتم ضبط مثل تلك المشاركات التي تتم باسم السودان، والسودان براء منها ومن كل (الفضائح) التي تجلبها له..؟ هي اسئلة اعلم تماماً أن لا اجابة عليها، في ظل الضبابية الكبيرة التي تواجه مهنة الفن في هذه البلاد، وعدم وجود اي هيكلة واضحة للعمل الفني، والغياب التام للجهات المسؤولة عن هذه الجزئية و(بياتها) الذي تعدى الشتاء ليصبح معلماً لكل الفصول. اين اتحاد الفنانين الذي يديره رجل (محترم) مثل الاستاذ حمد الريح وآخر (مجتهد) مثل الدكتور عبد القادر سالم وما هو رده على مثل تلك (الفضائح) التي يجلبها لنا البعض باستغلال اسم السودان في مثل تلك المسابقات..؟ الا يجوز أن يكون الاتحاد على علم بمثل تلك المشاركات قبل أن يحزم البعض حقائبه ويسافر..؟ اليس من الضروري أن يكون الاتحاد هو الجهة الرئيسية التي تختار من يمثلنا في الخارج..؟ أم أن الامر مجرد (شلاقة) ليس إلا...و...(الشليق بالاشارة يفهم)..! جدعة: الامر كبير وخطير لو تعلمون يا هؤلاء...فهو يتعدى مجرد (مسابقة) كما يعتقد البعض...الامر مرتبط تماماً بصورة السودان كبلد وليس ب(مغنية)...والامر كذلك يحتاج للكثير من التدقيق والإلزام والقرارات الشجاعة التي بتنا نفتقدها في الآونة الاخيرة، وظللنا نكتفي بلعق جروحنا بألسنة التجاهل، ونقول (ونحنا مالنا). لسعة: اشفق كثيراً على هذا الوطن الذي لا ينظر اليه البعض نظرة حقيقية، واحزن كثيراً لعدم الفهم والادراك لمعانيه السامية والكبيرة، واغضب جداً عندما أجد أحدهم يتجاوز كل تلك النقاط الحساسة ويصر على المشاركة باسم الوطن بالرغم من انه ليس مؤهلاً ليعبر عن اي شيء يتعلق به في الاختصاص المعني، وقبل سنوات يطلق الاستاذ السر قدور لقب (افراح الشعب) على مغنية...مع العلم أن (الشعب) لم يختر ذلك.! شربكة أخيرة: يا هؤلاء...متى يجد هذا الوطن وشعبه (احترامهم) فنياً وثقافياً..؟... هو سؤال أخير على دفتر مليء بالاستفهامات التي تبحث عن إجابة...و(لا أظن أن هنالك إجابة)..! السوداني