ربما لم تثر تصريحات لرئيس حزب 'الأمة' السوداني المعارض الصادق المهدي، المعروف ب'الإمام الحبيب' جدلاً كبيراً مثلما أثارت دعوته في خطبة الجمعة الماضية، إلى تدريس مادة 'الثقافة الجنسية' في المدارس السودانية، إذ هاجمه عدد كبير من علماء الدين وأئمة المساجد واتهموه ب'العلمانية' و'هدم قيم الأمة'. ولم تصمت 'هيئة شؤون الأنصار' التي يرأسها المهدي على الانتقادات الموجهة إلى أحد أكبر الرموز الدينية في السودان، فأصدرت بياناً مطولاً ردت فيه بشدة على منتقديه، وقالت إن 'دعوة المهدي إلى تدريس الثقافة الجنسية تأتي في إطار البحث عن علاج للظواهر السلبية التي برزت في المجتمع السوداني المتعلقة بالانحرافات الجنسية، ومن ضمن طرق العلاج تدريس الثقافة الجنسية في المدارس، حتى يعرف أبناؤنا وبناتنا المخاطر ليتم تحصينهم من الانزلاق في متاهاتها'. وقالت الهيئة في بيانها: 'إذا أحسنّا الظن بالناقدين لقلنا إن بعضهم يبدو أنه يؤيد السلطة القائمة ومشروعها الحضاري ويعتبر أي حديث عن الظواهر السلبية نقداً للحكومة وتقليلاً من إنجازاتها، وهذا باعثه الدفاع عن السلطة وتبرير سياساتها ورفض أي مراجعة أو تصويب لنهجها وأخطائها'. وأشارت الهيئة إلى أن 'التهكم والتجريح والإساءة للناس وإلقاء التهم جزافاً سلوك لا يشبه العلماء، فالصادق المهدي ليس شخصاً عادياً بل هو إمام مجتهد ويقود جماعة لها دورها غير المنكور في خدمة الإسلام في الماضي والحاضر، وله مشاركات محلية وإقليمية ودولية ومهتم بقضايا أمة الإسلام والتحديات التي تواجهها، ويسعى مع آخرين إلى رفع الضيم عنها وإظهار صورة الإسلام الوضاءة، فاتهامه بالعلمانية جهل بالعلمانية وبجهوده في إبطال دعواها، فهو أحد نقاد العلمانية والمبطلين لحججها غيرالموضوعية بالأدلة الدامغة'. القاهرة - أسماء الحسيني