نلخص بعض ملابسات ومآلات ضربة اليرموك ( الأربعاء 24 أكتوبر 2012 ) في أربع نقاط : أولا : 1 - خيار عنتبي ؟ في يوم الخميس 27 سبتمبر 2012 ، كتب المعلق الأمريكي مارك بيري مقالة بعنوان ( خيار عنتبي ) في مجلة فورن بوليسي الأمريكية ، الأكثر احتراما ومصداقية في أمريكا ، في متابعة وتحليل الأحداث العالمية . ركزالتحليل على خطط اسرائيل لضرب ايران ، و خلصت الى أن هذه الخطط سر دولة ، لا تعرفه حتى وكالة الإستخبارات الأمريكية . يقول بيري أن ( ضربة ايران ؟ توقيتها وكيفية تنفيذها ) موضوع سياسي ( وليس عسكري ) ، لا يعرف تفاصيله إلا السيد رئيس الوزراء الإسرائيلي ، وبعض المستشارين المقربين . ولكنه يرجح أن يختار رئيس الوزراء الإسرائيلي خيار ( عنتبي ) ، لضربة ايران . ولكن ما هي ( عنتبي ) ؟ تذكر أن فرقة كماندوز اسرائيلية قد أنقذت مختطفين يهود من مطار عنتبي في يوغندة يوم السبت 3 يوليو 1976. في 27 يونيو 1976 ، اختطف بعض الثوار من فلسطين طائرة أير فرانس ، وحطوا بها في مطار عنتبي حيث تم حجز الركاب اليهود ، واطلاق سراح البقية . وطالب الثوار باطلاق سراح معتقلين في السجون الإسرائيلية مقابل اخلاء سبيل المختطفين الذين تم انقاذهم فيما بعد بواسطة فرقة كماندوز اسرائيلية في عملية ، كتبت عنها عدة دراسات وكتب وافلام تسجيلية ، ومات فيها ، قائد العملية ، الشقيق الأكبر لرئيس الوزراء الأسرائيلي الحالي نتن يا هو . يزعم المعلق بيري أن أسرائيل سوف تتبنى ( خيار عنتبي ) في تعاملها مع ايران ، وتستولي في عملية كموناندوز ( عنتبية ) على كل اليورانيم المخصب في المفاعلات النووية الإيرانية ، قبل أن تفجر هذه المفاعلات . سوف تقوم اسرائيل بقش الدرب قبل القيام بعملية عنتبي الإيرانية ، بأن تخرس قبليا الصواريخ المنطلقة من جنوب لبنان وقطاع غزة على اسرائيل انتقاما لعدوانها على ايران بعد أن سقطت سوريا من المعادلة ؟ كما ستقوم اسرائيل بضرب المصانع الحربية الإيرانية في السودان ، ومهاجمة وتعطيل ميناء بورتسودان ، لقص أجنحة وتكسير أذرع ايران . لقراءة كامل مقال مارك بيري بعنوان The Entebbe Option في عدد 27 سبتمبر 2012 من مجلة : Foreign Policy يمكنك مراجعة الرابط أدناه : http://www.foreignpolicy.com/article...entebbe_option ثانيا : 2 – صندوق خطابات ؟ برهنت ضربة اليرموك أن نظام البشير صار صندوق خطابات بين اسرائيل وايران . فتحت ايران خطاب اسرائيل اليرموكي بعد استلامه من نظام البشير ، وأرسلت سفينتين حربيتين ، كانتا في جيبوتي في البحر الأحمر ، الى بورتسودان ، لتقديم المؤازرة والدعم المعنوي لنظام البشير . وصرحت أيران بأنها بصدد أرسال سفن حربية أخري لبورتسودان ، في أطار أتفاقية الدفاع المشترك بين النظامين . حسب زعم نظام البشير ، سوف تبقى السفينتان الحربيتان في ميناء بورتسودان لمدة أربعة أيام فقط ، من يوم الأحد 28 الى يوم الأربعاء 31 أكتوبر 2012 ، وهما متاحتان لفرجة المواطنين . ولكن لم تر اسرائيل وصول المدمرة والبارجة الايرانيتين الي بورتسودان بنفس منظار نظام البشير ! رأت فيهما تهديدأ مباشرأ لأمنها القومي ، بل لوجودها ؟ وكذلك بقية الدول المتشاطئة علي البحر الأحمر ( مصر ، السعودية والأردن ) التي سوف تنظر بعين الشك والريبة لوجود البوارج الحربية الايرانية في بورتسودان ، وعلي مرمي حجر من شواطئها . دعنا نري المنظر بالمنظار الأسرائيلي ، ونبدأ من طقطق ! في هذا السياق ، أكد الجنرال مارتن ديمبسي ، رئيس أركان الجيوش الأميركية ( تل أبيب - الأثنين 29 أكتوبر 2012 ) أن العقوبات الدولية المفروضة على ايران على خلفية برنامجها النووي تؤتي ثمارها ، وأنهم ( أمريكا واسرائيل ) متفقون على البدء بوسائل غير عسكرية ، مع ابقاء كل الخيارات مفتوحة . وفي أشارة الي وصول بارجة حربية ومدمرة ايرانيتين في يوم الأحد 28 أكتوبر 2012 الي ميناء بورتسودان ، حذر الجنرال ديمبسي نظام البشير من اللعب بالنار ، والأ فالعصي لمن عصي ؟ وكان الجنرال ديمبسي قد وصل الأحد 28 أكتوبر 2012 الى اسرائيل ، للمشاركة في المناورات العسكرية المشتركة بين اسرائيل والولايات المتحدة ، الأكبر في تاريخهما ، والتي يقوم بها البلدان الحليفان ، في عملية تسخينية قبل بدء العدوان الإسرائيلي على ايران . وحسب صحيفة هارتس الإسرائيلية (عدد يوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2012 ) هدد الجنرال بيني غانتز، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ، بعمل ما يلزم لمنع ميناء بورتسودان من أن يكون محطة انطلاق للبوارج الحربية والمدمرات الإيرانية لتهديد وجود اسرائيل ( هكذا حتة واحدة ؟ ) ؟ يدعي الجنرال غانتز بأن المدمرة والبارجة الإيرانيتين ( وسفن حربية ايرانية أخرى في طريقها الى بورتسودان ؟ ) تقدمان دعما تكنولوجيا للبحرية السودانية ، يمكنها من الرصد الراداري للطائرات الإسرائيلية المغيرة ، ومن ثم ضربها بالمضادات والمصدات الحربية ، من صواريخ شهاب أرض – جو ، ودانات مدفعية متطورة . إذن يجب على اسرائيل اخراس البحرية السودانية ، وقفل ميناء بورتسودان البحري أمام الملاحة البحرية ! في كلمة كما في مئة ، ليس من المستبعد : + وحسب التسريبات الإسرائيلية والأمريكية المذكورة أعلاه ، + وفي غياب الإدانات الدولية للعدوان الإسرائيلي المتكرر . فاسرائيل تعمل بمبدأ الغاب ، وتفنجط في بلاد السودان كما تشاء ، والمجتمع الدولي صم بكم عمي . ونظام البشير مشغول 24 على 7 باغتيال وقمع وتشريد شعوب دارفور والنوبة والأنقسنا وتجويع وقمع ما تبقى من الشعب السوداني ! + وعزلة نظام البشير وعجزه المفرط حتى أصبح لا يستطيع صرفا ولا نصرا ! والحال كذلك ، ليس من المستبعد ، بل من المرجح ، أن تقصف اسرائيل ميناء بورتسودان البحري في بحر الثمانية أشهر القادمة ، وقبل نهاية 2013 ، لتغلقه أمام الملاحة البحرية ... قبل ضربة ايران ! ثالثا : 3 - لماذا قصف بورتسودان ؟ حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية ، يهدف الإعتداء الإسرائيلي الثاني ، والأكبر ، لقصف ميناء بورتسودان ، وقفله أمام الملاحة البحرية الى الآتي : + منع السفن الحربية الإيرانية من تقديم دعم تكنولوجي للبحرية السودانية يمكنها من رصد المقاتلات الإسرائيلية المغيرة ، وصدها ؟ تسعي أسرائيل لكي تبقي البحرية السودانية عمياء ! + لمنع ايران من الإستفادة من أي مساعدات قد يرسلها نظام البشير لها ، عن طريق البحر بعد هجوم اسرائيل عليها ، خصوصا صواريخ شهاب المخزنة في السودان . + لمنع نظام البشير من ارسال صواريخ شهاب الى حماس في غزة عن طريق البحر الأحمر وسيناء والأنفاق ، خاصة وقد بدأت اسرائيل في قصف قطاع غزة توطئة لإجتياحه . وبعد ... الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة نتيجة متوقعة لسياسات نظام البشير الهوجاء والغبية والصبيانية التي تستفز ، دون مصلحة وطنية ، ودون مقدرة دفاعية ، رابع أكبر قوة عسكرية في العالم والمدعومة من أمريكا والإتحاد الأروبي ! يجب علينا أن ندرك أن الإعتداء الإسرائيلي على مصنع اليرموك والمستقبلي على ميناء بورتسودان البحري ، هو اعتداء على نظام البشير وأفعاله الغبية والغير مسئولة ، وليس اعتداء على الشعب السوداني ، الذي يتبرأ من أفعال هذا النظام ! العدوان الإسرائيلي على اليرموك وبورتسودان مستقبلا إدانة لنظام البشير لقتله وتشريده للمواطنين العزل الأبرياء في دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ، وتعذيب مواطني السودان الآخرين ، بمساعدة الأسلحة الإيرانية ! يضطر نظام البشير لإرجاع الأسانسير لإيران ، حسب اتفاقية الدفاع المشترك بينهما ، فيعفص الكلب الإسرائيلي ، الذي يبدأ الخربشة والعض ، وحوله الكلاب الأمريكية والأروبية تنبح معه ، وربما شاركت في الخربشة والعض . والضحية في المحصلة النهائية بلاد السودان وأهلها ! في هذا السياق ، راجع كاريكتير صحيفة الحياة اللندنية أعلاه دقت اليرموك الأجراس لرحيل نظام البشير . فهل تسمع وتعي المعارضة ، بشقيها السياسي والعسكري ، وتفوق من نومة أهل الكهف التي طالت واستطالت 23 عاما حسوما ؟ رابعا : صرح وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك لصحيفة ( ديلي تلغراف ) البريطانية ( عدد يوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2012 ) أن اسرائيل قد قررت تأجيل ضربتها العسكرية لإيران بمدة تتراوح بين 8 الى 10 أشهر ، ولكنها سوف تكون حتما في عام 2013 . عزا باراك تأجيل الضربة لتحويل ايران في شهر فبراير 2012 لثلث اليورانيم الذي تملكه ، لإستخدامه في البحث الطبي السلمي بدلا من تخصيبه بكثافات أكثر لإستخدامه لبناء قنبلة نووية . أعطى باراك ايران مهلة 8 أشهر قد تمتد حتى نهاية أغسطس 2013 ، وبالتالي لعملية ضربة ميناء بورتسودان البحري ، التي سوف تسبق ضربة ايران . يمكن لنظام البشير أن يكثف من استعداداته لحماية ميناء بورتسودان البحري من الآن وحتى نهاية أغسطس 2013 ، هذا إذا بقي في السلطة حتى ذلك التاريخ ، ولم تكنسه قبلها ، انتفاضة شعبية لمزابل التاريخ ؟ راجع حوار صحيفة ديلي تلغراف مع ايهود باراك على الرابط أدناه : http://www.telegraph.co.uk/news/worl...n-for-now.html نواصل ... [email protected]