وسط مراسم رسمية، غادرت سفينتان حربيتان إيرانيتان السودان، أمس، بعد زيارة مثيرة للجدل، استمرت لثلاثة أيام، لميناء بورتسودان على البحر الأحمر، جاءت عقب قصف طائرات يشتبه بأنها إسرائيلية لمصنع اليرموك للصناعات العسكرية، في قلب الخرطوم، وسط اتهامات بأنه يطور أسلحة إيرانية ترسل إلى قطاع غزة وجنوب لبنان، وهو ما نفته الخرطوم مرارا. وعزفت فرقة موسيقية في الجيش السوداني الموسيقى خلال مراسم مغادرة السفينتين الحربيتين «خرج» و«الأميرال نجدي». ولوح البحارة الإيرانيون بقبعاتهم تحية إلى نظرائهم السودانيين على الرصيف، فيما رافقت زوارق سريعة سفينة «خرج» في أثناء مغادرتها المرفأ بعد رحيل السفينة الأخرى «الأميرال نجدي»، قبلها بقليل. ووقف طاقم السفينة الأخيرة بسترات الإنقاذ البرتقالية على متن السفينة أثناء مغادرتها. كما بدا على متن السفينة عناصر مسلحون من القوات الإيرانية الخاصة. ويبلغ طاقم السفينتين نحو 300 شخص من خبراء وضباط وجنود من قوات خاصة وفنيي أسلحة واتصالات. وبدأ التدقيق في علاقات إيران والسودان بعد اتهام الخرطوم إسرائيل بإرسال 4 طائرات غير قابلة للرصد بالرادار لضرب مجمع اليرموك في العاصمة الخرطوم في منتصف ليل 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ووصلت السفينتان الإيرانيتان إلى بورتسودان يوم الاثنين، بعد 3 أيام من قصف اليرموك، ل«توصيل رسالة سلام إلى السودان»، حسب مصادر إيرانية رسمية. وعد خبراء زيارة السفينتين بعيد الضربة الإسرائيلية لمصنع اليرموك الحربي مباشرة، دخولا للسودان في الصراع الإيراني - الإسرائيلي، واعتبروا وجودهما «إعلانا» للعلاقة العسكرية بين السودان وإيران، وإصرارا سودانيا على التحول لدولة مواجهة مع إسرائيل. واعتبروا زيارة السفينتين الحربيتين للسودان أثناء التوتر الذي أعقب ضرب المصنع الحربي، على خلفية اتهامات إسرائيلية له بالتعاون مع إيران، وتهريب أسلحة ذات منشأ إيراني إلى مقاتلي حركة حماس في قطاع عزة، تعزيزا للاتهامات الإسرائيلية. وواظبت إسرائيل على تكرار الاتهامات للسودان بتهريب السلاح إلى قطاع غزة ووجهت أكثر من ضربة لمجموعات سودانية داخل الحدود السودانية اتهمتهم بأنهم مهربو سلاح إلى قطاع غزة عبر سيناء المصرية. ونقلت صحف الخرطوم عن اللواء البحري السوداني عبد الله المطري أن زيارة السفينتين الإيرانيتين مخطط لها قبل ثلاثة أشهر، لتقوم بمهام عسكرية روتينية في تأمين المحيط الهندي وخليج عدن والبحر الأحمر ومكافحة القرصنة ومراقبة السفن الإيرانية. وأضاف المطري أن القوات السودانية سمحت للأسر والعوائل في مدينة بورتسودان بزيارة السفن البحرية للتعرف عليها من قرب. وتعارف قادة السفينتين بنظرائهم السودانيين، وقدم الطرفان شرحا بعضهم لبعض، فيما قام الطاقم الإيراني بزيارات ميدانية لسوق مدينة بورتسودان وطاف أفراده على المعالم المهمة في المدينة. وحسب تصريحات الجيش السوداني، فإن وجود السفينتين في الموانئ السودانية يعد دعما قويا للعلاقات السياسية والدبلوماسية والأمنية بين البلدين. وكان المتحدث باسمه العقيد الصوارمي خالد سعد قد كشف أن البحرية السودانية ستناقش مع طاقم السفينتين الموضوعات المشتركة بين القوات البحرية السودانية والإيرانية، فضلا عن تبادل الخبرات، إضافة إلى أن الجيش السوداني يعتبر الزيارة فرصة ثمينة يتعرف خلالها على التسليح والأجهزة البحرية المتطورة في هذه السفن. ونفت الخارجية السودانية وجود صلة بين التصنيع العسكري السوداني وأي طرف خارجي، وقالت إن إيران ليست بحاجة لسلاح تصنعه في السودان. الشرق الاوسط